تعتبر أزمة الصواريخ الكوبية التي نشبت بين الولايات المتحدة و الإتحاد السوفيتي واحدة من أبرز الأحداث العصيبة التي إقترب فيها العالم من إندلاع الحرب العالمية الثالثة و مع ذلك لم تكن هي الأزمة الوحيدة التي أدت إلي حدوث توتر بين القوتين العظمتين طوال فترة الحرب الباردة حيث سبق تلك الأزمة نزاع حدودي داخل ألمانيا استمر لمدة 16 ساعة و كاد يتطور إلي حدوث مواجهة عسكرية حقيقية بعد أن أصبحت الدبابات الأمريكية في مواجهة الدبابات السوفيتية عند نقطة تفتيش تشارلي علي بعد 100 متر فقط .
التاريخ : أكتوبر عام 1961 .
المصور : أرشيف الجيش الأمريكي .
التفاصيل : بدأت أحداث صورة الدبابات الأمريكية في مواجهة الدبابات السوفيتية عند نقطة تفتيش تشارلي في أغسطس عام 1961 حين فشلت واشنطن و حلفاؤها البريطانيين و الفرنسيين في إثناء السوفييت من بناء جدار برلين و في 27 أكتوبر من نفس العام و بعد عدة أيام من تصعيد الرفض الأمريكي لمحاولات ألمانيا الشرقية إجبار المسؤولين الأمريكيين علي إبراز وثائق الهوية قبل دخول برلين الشرقية و بالتالي الإعتراف بشكل غير مباشر بسيادة ألمانيا الشرقية بدلاً من سلطة الإحتلال السوفيتي إتخذت عشر دبابات أمريكية من طراز M-48 مواقعها عند نقطة تفتيش تشارلي علي بعد نحو 50 مترا من الحدود و قامت بتشغيل محركاتها بشكل صاخب و إرسال أعمدة من الدخان الأسود إلي هواء الليل .
و بطبيعة الحال كانت تلك الخطوة الأمريكية بمثابة تهديد واضح و هو ما أدي إلي إنزعاج ” موسكو ” و أمر الزعيم السوفيتي ” نيكيتا خورتشوف ” بإرسال عددًا متساويًا من الدبابات الروسية طراز T55 لمواجهة الأمريكيين و توقفوا هم أيضا علي بعد حوالي 50 مترًا و أصبحت بذلك الدبابات الأمريكية في مواجهة الدبابات السوفيتية عند نقطة تفتيش تشارلي و كانت تلك هي المواجهة المباشرة الأولي و الوحيدة بين القوتين .
و خلال تلك المواجهة المرتقبة كان المسؤولين الأميركيين يشعرون بقلق عميق إزاء العواقب المحتملة لذلك شددت ” واشنطن ” للجنرال ” كلاي ” قائد القوات الأمريكية في ” ألمانيا ” بأن ” برلين ” ليست ذات مصلحة حيوية بحيث تستحق المخاطرة بالصراع مع ” موسكو ” كما قام الرئيس الأمريكي ” جون كينيدي ” بفتح قناة خلفية مع الكرملين من أجل نزع فتيل الأزمة و نتيجة لذلك سحب السوفييت إحدي دباباتهم من الجانب الشرقي من الحدود في شارع فريدريش و بعد دقائق غادرت أيضًا دبابة أمريكية و سرعان ما انسحبت بقية الدبابات السوفيتية و أعقب ذلك بعد فترة وجيزة إنسحاب متبادل للدبابات الأمريكية حيث لم يكن ” خروتشوف ” مهتمًا بنفس القدر بالمخاطرة بخوض معركة حول “برلين ” و في مقابل تأكيد ” كينيدي ” بأن الغرب ليس لديه أي مخططات بشأن برلين الشرقية قرر الزعيم السوفييتي بأن المسؤولين و العسكريين الأمريكيين و باقي الحلفاء سيكون لديهم إمكانية الوصول دون عوائق إلي عاصمة ألمانيا الشرقية .
أقرأ أيضا : صورة قفزة الحرية التى تظهر هروب الجندي كونراد شومان من ألمانيا الشرقية إلي الغربية
و الجدير بالذكر أنه حتي تشييد جدار برلين لم تكن الإختلافات بين قطاعات المدينة ذات أهمية كبيرة للمواطنين الألمان حيث كان في السنوات الأولي من الحرب الباردة بإمكانهم السفر بحرية في كل مكان منها إلي أن تم فرض القيود علي تلك التحركات بشكل تدريجي .