” يمثل الزومبى خطورة كبيرة على حياة الانسان , كما أن عدواه لديها القدرة على تقويض الأمن القومي والأنشطة الاقتصادية التي تحافظ على أسلوب حياتنا بشكل خطير لذلك فإن وجود سكان لا يتألفون من الزومبي و معرضين لخطر تأثيرهم الخبيث يعد أمرًا بالغ الخطورة للولايات المتحدة والمصالح الوطنية المتحالفة ” .. نصا قد تظنه فى البدايه لحوارا ينطق على لسان احد ابطال أفلام الاكشن او الرعب و لكنه نصا حقيقىا فى احد الوثائق التى صاغها المخططون العسكريون الأمريكيون فى وزارة الدفاع الامريكيه والتي توضح بشكل تفصيلى كيف يمكن للدولة أن تستعد و تستجيب لمواجهة مخاطر الموتى الاحياء او كما يطلق عليهم ” الزومبى ” حال انتشارهم فى كافة ربوع البلاد فى خطة عرفت باسم الخطة كونبلان 88888 ” Conplan 8888 ” .
قد لا تصدق الامر و تظن ان الامر لمجرد المزاح و لكن الوثيقه تبدء بعبارة صادمه الا و هى “لم يتم تصميم هذه الخطة في الواقع على سبيل المزاح” حيث يرجع تاريخها الى عام 2011 و قام بوضع لمساتها المخططين العسكريين للقيادة الإستراتيجية الأمريكية و التى يطلق عليها ” يوستراتكوم USSTRATCOM ” و ظهرت الى العلن لأول مرة عام 2014 فى تقرير صدر بمجلة “فورين بوليسى” حيث تعد بمثابة مخطط تفصيلي لما يجب القيام به في حالة حدوث اى مواجهات محتمله مع الزومبى فى نهاية العالم مثلما يحدث تماما بافلام الرعب مشتملة على تفسيرات مفصلة لمختلف القضايا القانونية و السياسية و العسكريه المتوقعه حال محاربتهم حيث تقول الخطة ان القانون الدولى ينظم العمليات العسكريه فقط عندما يتعلق الامر بحياة الإنسان و الحيوان الا انه لا توجد اى قيود للقيام بأى اعمال عدائيه ضد أشكال الحياة المسببة للأمراض أو الكيانات الروبوتية العضوية او الزومبى الامر الذى يعطى مشروعية القضاء عليهم بكافة الوسائل و نتيجة لذلك لا يستبعد واضعوا الخطة توقعهم باعلان الاحكام العرفيه بعد تفشي المرض و انتشار الزومبى و الذي يمنح السلطات الامريكيه مجموعة واسعة من الخيارات لقتلهم .
و لكيفية المواجهة تمر الخطة بعدد من المراحل العامة التي من شأنها أن تحقق أفضل هجوم ضدهم حيث تبدء المرحلة الاولى فى توجيه السلطات للجيش و المواطنين على طرق التعامل مع الزومبى اثناء محاربتهم و كيفية قتلهم ليتم الانتقال الى المرحلة الثانيه و هى “الردع ” و المعنيه بقيام الدوله بحملة عسكرية واسعة النطاق لاستعادة الثقة بين الناس في قدرة السلطات على مكافحة ذلك التهديد و فى مرحلتين تاليتيين تقوم القوات المسلحه بمسح المناطق المصابة و قتل الزومبي عن طريق تركيز كل الضربات النيرانيه على الرأس وحرق الجثث لإزالة اى مخاطر لتفشى عدوى جديدة الى ان تصل الخطة الى مرحلتها الاخيرة بالقضاء على الجيوب المتبقيه لمقاومة الزومبى و بسط السلطات لسيطرتها على كافة ربوع الدوله و مواطنيها .
و لا تقتصر الخطة كونبلان 8888 بداخل الحدود الامريكيه فقط و لكنها تتوقع ان تكون المواجهة عالميه بانتشار الزومبى فى جميع مناطق العالم الامر الذى يعنى ان الولايات المتحدة سوف تعمل على تنسيق الجهود مع الدول الاخرى لمواجهة الموتى الاحياء من اجل حماية حلفائها بل و حتى اعدائها حيث تنص الخطه بأنه نظرا لتشكيل الزومبى تهديدا لكل الحياة البشريه فان ” يوستراتكوم ” مستعدة للحفاظ على قدسيتها و إجراء عمليات لدعم أي مجتمع بشري بما في ذلك الخصوم التقليديون .
و تعد خطة ” Conplan 8888 ” خطة شاملة بشكل ملحوظ فهى تتناول جميع انواع الزومبى المتوقع مواجهته حيث تبدء بضرورة مواجهة مسببات ذلك المرض الذى يعمل على تحويل البشر الى موتى احياء اذا كان لعاملا فيروسيا مرورا بالزومبى الذى يتحول نتيجة الاشعاع او من تجارب غامضه او بفعل اعمال سحريه شريرة بل و الذهاب الى ابعد من ذلك حيث يرجح ان يكون هناك انواع من الموتى الاحياء تم تحولهم من قبل كائنات فضائيه بالاضافة الى وضع سيناريوهات تخيليه بأن بعض من اولئك الموتى قد يكونوا مسلحين و اذكياء و البعض الاخر قد يكون نباتى و لا يأكل الانسان مع تركيز الخطة بشكل اساسى على الزومبى المعدى و وضع اسوء السيناريوهات لمراحل انتشار العدوى و المستمدة من مراجع الثقافة الشعبية مثل الكتب والأفلام و المجلات المصورة مع وضع سبل المواجهة .
أقرأ أيضا : قوات بحرية لدولة حبيسة و أسراب من النحل تهاجم طرفى القتال .. عشرة غرائب مرتبطة بجيوش عالميه
و رغم صدور الخطة كونبلان 8888 من مؤسسة رسميه الا ان البعض اعتبرها غير واقعيه و من الصعب تطبيقها حتى ان البعض تسائل لماذا تقوم وزارة الدفاع الامريكيه بوضع مثل تلك الخطط ؟ لتأتى الاجابه من الكابتن ” باميلا كونز ” المتحدثة باسم القيادة الإستراتيجية الأمريكية بأن تلك الخطة تعد اداة تدريبيه داخليه حيث يتعلم الطلاب المفاهيم الأساسية للخطط العسكرية و كيفية تطوير أنظمتها من خلال سيناريو تدريب خيالي اى بمعنى اصح فان الخطة ” Conplan 8888 ” هى في الأساس تعد تمرينًا تدريبيًا يظهر عدوًا وهميًا وليس خطة فعلية يمكن تطبيقها فى ميادين الحروب .