التيتانوس هى عدوى بكتيرية تصيب الجسم بتشنجات عضلية تبدأ من الفك ثم تتطور إلى باقي الجسم و عادة ما تستمر تلك التشنجات لبضع دقائق و تحدث بشكل متكرر لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع و قد يكون بعضها شديد بما يكفي لكسر العظام كما تشمل الأعراض الأخرى لتلك العدوى الحمى و التعرق و الصداع و صعوبة البلع و ارتفاع ضغط الدم و سرعة ضربات القلب حيث تبدأ الأعراض عادة فى الظهور بعد فترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى واحد و عشرين يومًا من بعد الإصابة و قد يستغرق التعافي شهورًا و رغم خطورة عدوى التيتانوس الا ان حوالي عشرة بالمئة فقط من الحالات هى ما تكون قاتلة , و تعيش البكتيريا المسببة لمرض التيتانوس في التربة و اللعاب و الغبار و السماد الطبيعي و تدخل بشكل عام من خلال شق في الجلد مثل جرح أو ثقب بواسطة جسم ملوث و يعتمد التشخيص حينها على العلامات و الأعراض الظاهرة و لحسن الحظ أنه مرض غير معدى و لا ينتشر بين الناس , و يمكن الوقاية من التيتانوس عن طريق التحصين بلقاحه و تنظيف الجرح المصاب و في حالة عدم توفره يمكن استخدام مرخيات العضلات للتحكم في التشنجات كما أنه مرض يحدث في جميع أنحاء العالم و لكنه ينتشر بشكل أكثر شيوعًا في المناخات الحارة والرطبة حيث تحتوي التربة على نسبة عالية من الواد العضوية و لعل أكثر الأشياء الشائعة و المرتبطة بذلك المرض هو الحديث على أن الخطى على المسامير الصدئة و تسببها فى حدوث جروح بالجسم قد تؤدى الى الإصابة بذلك المرض فهل ذلك الأمر صحيح ؟
التقييم
الأدله
الصدأ لا يسبب ” التيتانوس ” حيث دائما ما نشاهد ادعائات متكررة بأن الخطى على مسامير صدئة سوف يسبب لك المرض و ربما هناك أسباب علمية وجيهة لاستخدام المسمار الصدئ كمثال على كيفية الإصابة التي تؤدي إلى “التيتانوس” بسبب أنها من المحتمل أنها تُركت في التربة التى تحمل تلك البكتيريا لبعض الوقت خاصة و ان المسمار الصدئ على الأرجح كان متصلا بالتربة لفترة أطول من الوقت عن المسمار الجديد و بفضل السطح الخشن الناتج عن الصدأ فإن لديه مساحة واسعة لجمع هذه البكتيريا و إيوائها و لكن بشكل طبى و كيميائي فإن الصدأ لا علاقة له بالأمر :
إذا تعرضت للإصابة في الخارج أو بأي طريقة تجعل ملامستك للتربة محتملًا فاتصل بالخدمات الطبية بشأن خطر إصابتك بعدوى التيتانوس و يجب تنظيف الإصابات و الجروح جيدًا على الفور و إذا كان نسيج الجرح يحتضر سيحتاج الطبيب لتطهيره و إزالته … و ربما سمعت أنه يمكن أن تصاب بمرض التيتانوس إذا أصبت بمسامير صدئة و هذا صحيح فقط إذا كان المسمار متسخًا بتلك البكتيريا لأنها هي التي تحمل خطر الإصابة بالتيتانوس و ليس الصدأ .
و يأتى مرض التيتانوس من بكتيريا التيتانيا التى تكوّن الجراثيم التى تستطيع العيش في وجود بعض الأكسجين و لكن في مرحلة النمو يحتاجون إلى بيئة خالية من الأكسجين للعيش و التطور لذلك يمكن العثور عليها في التربة و إذا دخلت هذه الجراثيم إلى الجسد من خلال جرح مفتوح فإنها يمكن أن تنبت في المناطق اللاهوائية من الجسم البشري مما يخلق سموم تنتشر من خلال الجهاز العضلي و الدورة الدموية قبل أن يؤدي في النهاية إلى تعطيل الجهاز العصبي المركزي للضحية نفسه :
عادة ما تدخل تلك الجراثيم من خلال الجروح في حالة وجود ظروف لاهوائية (أكسجين منخفض) حيث تنبت الجراثيم و يتم إنتاج السموم و نشرها عن طريق الدم و الأوعية اللمفاوية و التى تعمل في عدة مواقع داخل الجهاز العصبي المركزي بما في ذلك الصفائح الطرفية الحركية و الحبل الشوكي و المخ و في الجهاز العصبي بشكل يؤدي إلى تقلص و تشنج العضلات دون مقاومة و قد تحدث نوبات و قد يتأثر الجهاز العصبي اللاإرادي أيضًا.
و يطلق على السم الذى ينتج من” التيتانوس” اسم “التيتانوسبازمين ” و هو سم عصبي قوي يعمل فى منع القدرة على فتح الفم بالكامل بسبب صلابة العضلات المستخدمة للمضغ و التى تكون غالبًا أول أعراض ثم يظهر لاحقا الألم و الصداع و التيبس و تقوس خلفي لا إرادي للرأس و الرقبة و العمود الفقري و تشنجات يمكن أن تؤدي إلى انسداد الحنجرة و قد تكون مؤلمة للغاية و لا يمكن السيطرة عليها مما يؤدي إلى توقف التنفس و الوفاة .
أقرأ أيضا : هل الموجات التى تصدرها الهواتف المحمولة ضارة بالصحة ؟
و في حين أن حالات التيتانوس لا تزال شائعة في البلدان النامية فإن نجاح اللقاح الخاص به و الذي يعطى مناعة ضد سم التيتانوسبازمين قد أدى إلى انخفاض حاد في معدلات المرض و نظرًا لأن الصدأ الموجود على المسمار ليس بأي حال من الأحوال سبب من أسباب نقل التيتانوس فإننا نستطيع أن نقول بأن الادعاء فى أن الصدأ يسبب ” التيتانوس ” كاذب و مع ذلك فإن الجرح المفتوح الذي يسمح لأي بكتيريا تربة بدخول الجسم بما في ذلك تلك التي تسببها المسامير الصدئة تمثل خطر الإصابة بالتيتانوس .
