التمساح حيوان زاحف برمائي من ذوات الدم البارد و يرجع تاريخه منذ نحو 230 مليون عام تقريبا و تميز بأنه استطاع العيش أكثر من الديناصورات بعد أن نجا تقريبا من كل سيناريو كارثي واجهته الأرض عبر تاريخها مثل العصور الجليدية و مع ذلك لم يتغير إلا قليلاً و بمرور الوقت و مع سيطرة الإنسان و هيمنته على الأرض كان دائما ذلك المخلوق يثير رعبه و أحيانا أحترامه لذلك تواجد فى العديد من الثقافات المتنوعه و تم اتخاذه رمزا لدى بعض من المؤسسات و الدول و حتى شعار للمنتجات العالمية الشهيرة و تعتبر التماسيح من الحيوانات التي يساء فهمها فعلى الرغم من المخاطر التى تعرض لها على مدار تاريخه الا ان النشاط البشرى أصبح هو التحدى الأكبر للحفاظ على نوعه حيث تواجه معظها حاليا تهديدات خطيرة سواء بإزالة موائلها التى تعيش فيها بغرض إستعمارها أو مطاردته و صيده للحصول على جلوده الثمينة حيث تشير الإحصائيات الى أنه من بين 23 نوعًا منهم هناك 7 مهددين بالانقراض بشدة .
و توجد تماسيح بعضها يطلق عليه بالانجليزية الأليجاتور Alligator و الأخر الكروكودايل Crocodile و يمكن التفرقة بينهم من خلال معرفة الخصائص الخاصة لكل نوع ففك التمساح الأليجاتور يميل إلى أن يكون ذات أنف عريض و مستدير على شكل حرف U أما الأسنان فيلتصق السن الرابع في الفك السفلي فوق الشفة العليا لذا يمكنك رؤيته عندما يكون فمه مغلقًا و هو نوع ليس لديه غدد خاصة فى ألسنته للتخلص من الملح الزائد لذلك تفضل العيش فى موائل المياة العذبه أما بالنسبة الى التمساح الكروكودايل فيكون فكه ذات أنف أطول و مدبب على شكل حرف V و أسنانه الرابعة تختفى عند إغلاق فكه بالاضافة الى امتلاكه لغدد فى لسانه تعمل على التخلص من الملح الزائد فى فمه و هو ما يدفعها الى أن تميل للعيش في موائل المياه المالحة مثل مستنقعات المنجروف و لكن نظرا لوجود 23 نوعًا من التماسيح فإن هذه القواعد العامة قد لا تنطبق دائمًا و توجد استثناءات فعلى سبيل المثال تمتلك تماسيح الكروكودايل الكائنة أنفًا عريضًا مثل الأليجاتور .
و جميع التماسيح حيوانات آكلة للحوم و صيادين ذو كفاءة عالية و لديهم حواس أقوى من معظم الزواحف الأخرى و رغم أنه قد لا نتمكن من رؤية آذان التمساح لكن لديهم سمعًا ممتازًا حيث تؤدي الشقوق الموجودة على رؤوسهم و التى تغلق عند غطس التمساح أسفل المياه إلى أذن داخلية متطورة تصل درجة قوة سماعها الى إمكانية سماع صوت الصغار من داخل قشر البيض كما تتمتع التماسيح أيضًا ببصر شديد و حاد فوق الماء على غرار رؤية البومة لذلك يضعون عيونهم على رأسهم أعلى سطح المياه حتى يتمكنوا من الرؤية جيدًا أثناء تجولهم في الماء بحثًا عن أى فريسة و من المحتمل أنها ترى بعض الألوان و لديها رؤية جيدة في الليل كما يمتلكون على ألسنتهم براعم لتذوق الطعام و توجد أعضاء خاصة في أنفهم تمنحهم شعورًا رائعًا بالرائحة اضافة الى ذلك تعمل أجهزة الإحساس الخاصة المدمجة في جلد رأس التمساح و جسمه و ساقيه و ذيله مثل أجهزة الكشف عن الحركة لمساعدة الحيوان على الشعور بما حوله حيث تساعده تلك الحاسة بشكل كبير على البحث عن فريسة في المياه الموحلة .
و لأنه حيوان آكل للحوم فإن إحدى سمات التمساح التي لا يمكن إغفالها هي فمه الضخم حيث تتوقف حياته على أسنانه و التى تتراص داخل فمه بأعداد تتراوح ما بين 60 إلى 110 سنًا و قد يتحرك سن جديد ليحل محل أخر قديم في وقت قصير جدًا و يحدث هذا الاستبدال في موجات على طول الفك من الخلف إلى الأمام في التماسيح الصغيرة ثم في وقت لاحق من الأمام إلى الخلف مع تقدمهم في العمر و تكون موجة الاستبدال بشكل تدريجى مع مرور الوقت و لا يحدث أن تسقط أسنانه دفعة واحدة و تكون أسنان جديدة تحل محل القديمة أو التالفة و قد تقوم التماسيح خلال حياتها بتغيير ثمانية آلاف سن و في بعض الأنواع تكون أسنانها القابضة قوية و لكنها ليست حادة بينما تكون الأسنان الأخرى حادة مثل الزجاج في الأنواع ذات الفك الكبير و يمكن أن يصل ضغط عضتها إلى 22 ألف نيوتن و تُستخدم أكبر عضلات لديها في غلق الفم بعكس فتحه حيث لا تستخدم نفس تلك القوة تقريبًا و لا يمتلك التمساح غدد عرقية لذلك فهو يطلق الحرارة من خلال فجوة الفم على غرار لهاث الكلب .
و يعيش التمساح في جميع القارات باستثناء أوروبا و القارة القطبية الجنوبية و هم يتواجدون في مناطق الأراضي الرطبة في المياه أو بالقرب منها حتى أنهم يبدون و كأنهم كائنات مائية و يظهرون على سطحها مثل جذوع الأشجار التي تطفو في مستنقع أو على الشاطئ , و يستطيع التمساح حبس أنفاسه تحت الماء لأكثر من ساعة و لا تظن أنها حيوانات كسولة حيث يمكن لها السباحة بسرعات تصل الى 32 كيلومترًا في الساعة و يمكنها الركض أيضا على الأرض بسرعة 17.6 كيلومترًا في الساعة لمسافات قصيرة و تنشط بعض من أنواعها خلال النهار بينما تكون الأنواع الأخرى ليلية و تفضل معظمها البقاء في الماء حيث لا تأتي إلى الشاطئ الا للاستمتاع بالحواجز الرملية و ضفاف الأنهار أو لوضع البيض و رغم ثقل وزنهم الا أنهم سباحون رشيقون في الماء و يتحركون بسهولة باستخدام ذيولهم القوية الشبيهة بالمجداف و أقدامهم الخلفية القوية و يكون العديد من أنواع التماسيح في حالة سبات أو نائمة خلال الأشهر الباردة أو فترات الجفاف الطويلة و فى تلك الحالة يتواجدون في الجحور المحفورة على جوانب ضفاف الأنهار .
و لأن التمساح أكل للحوم فهو يأكل كل ما يمكن صيده في الماء أو على طول الشاطئ و يشمل ذلك الأسماك و السلاحف و الضفادع و الطيور و الخنازير و الغزلان و الجاموس و القرود حيث تعتمد طبيعة تلك الفرائس على حسب حجم التمساح و نوعه و مواصفاته و هى كائنات لا تمضغ طعامها بل تقوم بتمزيق القطع الكبيرة و تبتلعها أو تبتلع الفريسة كاملة إذا كانت صغيرة الحجم بما يكفي و عند الأكل يتعين علي التمساح تحريك الطعام حتى يصبح في الموضع الصحيح ثم يقلب رأسه للخلف حتى ينزلق إلى أسفل حلقه و يمكن أن تعيش لفترات طويلة قد تمتد لأشهر بين الوجبات و مع ذلك عند الجوع يمكن لبعض أنواعهم أن تأكل ما يصل إلى نصف وزن جسمها في وجبة واحدة .
و لدى التمساح الذكر منطقة نفوذ و قد يصدون الذكور الآخرين من مجموعته عن الإناث حيث يمكن لذكور بعض الأنواع أن تصدر أصوات أزيز و صفير من خلال البصيلة الموجودة على طرف أنفهم لجذب الإناث بينما أنواع أخرى مثل ذكور التمساح الأمريكي تزأر بصوت عالٍ لجذب انتباهم و تحذير الذكور الآخرين ثم بعد ذلك تقوم الأم الحامل فى البحث عن مكان مناسب لبناء عش لوضع بيضها الذى يتراوح أعداده ما بين 10 الى 60 و تبقى الأجنه داخل بيضها لمدة تتراوح ما بين 55 إلى 110 يومًا بحسب النوع و رغم ان التماسيح تعتبر شرسة المظهر الا أن الأمهات منهم يهتمون جيدًا بصغارهم و تعتبر التماسيح واحدة من الزواحف القليلة التي تحرس و تحمي صغارها حتى يكبروا بما يكفي ليكونوا بمفردهم .
و يصنع التمساح أعشاشًا من التربة و المواد النباتية بينما يحفر آخرون حفرة في الشاطئ الرملي لتكون هى عشهم ثم تستقر الأم في مكان قريب لحماية البيض من الحيوانات المفترسة و الطيور الكبيرة و السحالي و النمس أو حتى حيوانات الراكون التي قد تحاول حفرها و أكلها و بالنسبة لبعض الأنواع مثل التمساح الأمريكي فتحدد درجة الحرارة داخل العش ما إذا كان ذكرا ام أنثى حيث تميل درجة حرارة العش المنخفضة إلى إنتاج الإناث و عادة ما ينتج عن ارتفاع درجة حرارة العش ذكور و عندما يكون الأطفال جاهزين للفقس فيصدرون أصوات شخير أو نباح من داخل البيضة و يستخدمون سنًا صغيرًا قصيرًا في نهاية خطمهم يسمى “سن البيض” لبدء كسر القشرة الجلدية و أحيانا تساعد بعض أمهات التماسيح أطفالهن للخروج عن طريق قضم البيضة برفق لفتحه بسهولة أكبر و بعد أن يفقس الصغار تحملهم الأم إلى الماء و هم في فمها ثم تحرسهم معظم السنة الأولى من حياتهم و على الرغم من معرفتهم كيفية السباحة من وقت الفقس إلا أنه في بعض الأحيان يركب الأطفال على ظهر أمهم و التى تهدد أو تهاجم أي حيوان مفترس يتربص بهم بالقرب منها و أحيانا تضع الأمهات من بعض الأنواع الصغار في فمها أثناء السباحة للحماية مما يجعلها تبدو و كأنها قد ابتلعتهم و تتراوح فترة نضج التماسيح ما بين 4 الى 15 عاما و تختلف الفترة الزمنيه التى يعيشوها من نوع الى أخر فبعض الانواع تعيش 30 عاما بينما بعض الانواع الاخرى قد تصل الى 75 .
و من بين 23 نوعًا من التماسيح هناك 12 نوعًا بحاجة إلى المساعدة في الحفاظ عليها حيث يصطادها الناس بحثًا عن جلودهم لصنع الأحذية و الأمتعة اضافة الى معاناة بعض أنواعها من فقدان موطنهم الطبيعي و تم إدراج التمساح الأمريكي على أنه مهدد بالانقراض في عام 1967 بعد أن تم البحث عنه بشدة لصيده من أجل جلوده و لحومه حيث انخفضت أعداده إلى حوالي 200 حيوان فقط و لكن من خلال إدارة التكاثر و المحافظة على التجمعات و فى عام 1987 تم إعلان هذه التماسيح قد تعدت مرحلة الخطر و اليوم تتواجد بكثافة في جنوب شرق الولايات المتحدة و يتم تنظيم صيد هذه الحيوانات بإحكام أما بالنسبة الى الأنواع الأخرى فتوجد مجموعة التمساح التخصصية التابعة للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة و التى تبذل جهودا الأن لمساعدة التماسيح المهددة الأخرى حيث تراقب مجموعة العمل المعنية تماسيح النيل في إفريقيا اما في الصين فقد تم إنشاء مركز رعاية مُدار لمساعدة التمساح الصيني المهدد بالانقراض و قد بدأوا بالفعل في إعادة إدخالهم في البرية و مراقبة النتائج أما في الهند فيتم إعادة تقديم التماسيح الصغيرة التي تربى تحت رعاية الإنسان إلى الأنهار .
بطاقة تعريف
- الفئة : زواحف .
- الترتيب : أكلات لحوم .
- العائلة : التمساحيات .
- النوع : 23 نوعا .
- العمر : من 30 إلى 75 سنة حسب النوع .
- فترة الحضانة : من 55 إلى 110 يومًا حسب النوع بأعداد بيض تتراوح ما بين 10 الى 60 .
- الوزن عند الولادة : من 30 إلى 70 جرامًا و بحجم 20 إلى 25 سم .
- البلوغ : من 4 إلى 15 سنة حسب النوع .
- الطول : يبلغ أقصى ارتفاع لتمساح المياه المالحة و هو أكبر الأنواع 7 أمتار لكن متوسط طوله من 5 إلى 6 أمتار اما أصغر الأنواع و هو كايمان كوفييه القزم فيتراوح طوله ما بين 1.2 إلى 1.7 متر .
- الوزن : يبلغ وزن تمساح المياه المالحة و هو الأكبر 908 كيلوجرام اما وزن أصغر الأنواع و هو كايمان كوفييه القزم فيزن من 6 إلى 7 كيلوجرامات.
- طول الذيل : من 70 إلى 105 سم .
معلومات سريعة عن حيوان التمساح
- يستمر التمساح في النمو طوال حياته .
- لسان التمساح لا يتحرك فهو متصل بأسفل فمه .
- يخزن جميع التماسيح الدهون في ذيولهم لذا يمكنهم البقاء لفترة طويلة دون تناول الطعام و إذا لزم الأمر قد يصل لمدة عامين لبعض البالغين الكبار.
- كان التمساح الأمريكي مدرجًا في القائمة المهددة بالانقراض عام 1967 و هو اليوم أكثر أنواع التماسيح تعددًا على هذا الكوكب و يتم السماح بصيده بشكل مقنن بغرض الاستفادة منهم فى المنتجات الجلدية .
- تماسيح المياه المالحة هي الأكبر من بين جميع التماسيح و هي موجودة في كل من موائل المياه العذبة و المياه المالحة و غالبًا ما تسبح على طول السواحل .
- الأدب و الفن الصيني الذي يعود إلى العصور القديمة يصور التنانين التي يمكن أن تستند إلى التمساح الصيني .
- غالبًا ما تبني بعض أنواع التماسيح أعشاشها بجوار أكوام النمل الأبيض حيث يُعتقد أن الحرارة التي ينتجها النمل الأبيض تساعد في احتضان بيضهم .
- تعيش التماسيح فى مجموعات يطلق عليها اسم جماعة .