البيت الأبيض هو المقر الرسمي الذى يعمل و يقيم فيه رئيس الولايات المتحدة و بعض من أفراد إدارته منذ عام 1800 و أقام فيه لأول مرة ثانى رئيس للبلاد عبر تاريخها و هو جون ادامز و يقع مقره فى العاصمة الأمريكية واشنطن و غالبًا ما يستخدم اسمه للدلالة على الرئيس و إدارته و هو مبنى كلاسيكى الشكل قام بتصميمه المهندس المعماري الأيرلندي المولد جيمس هوبان و أستغرق بناءه ما يقارب الثمانى سنوات و خلال الحرب مع المملكة المتحدة عام 1812 أضرم فيه جنود الجيش البريطاني النار بشكل أدى الى تدميره من الداخل و تفحمه من الخارج ثم أعيد ترميمه مرة أخرى بشكل جزئى ليقيم فيه الرئيس جيمس مونرو و بمرور العقود تم اضافة عدد من التعديلات و التوسيعات فى تصميماته ليصل مساحته الى 18 فدانا شاملة الحدائق المحيطة به حيث كان ذلك المبنى فى بداياته مفتوحًا للجمهور و تقام فيه الحفلات و يتم السماح بالتجول فى أجزائه باستثناء وقت الحرب حتى أوائل القرن العشرين و مع مرور السنوات و نظرا لاكتساب البلاد العديد من العداوات سواء كانت من قبل دول أو تنظيمات فقد أصبح حماية ذلك المبنى من التخريب أمرا ضروريا حيث يتخذ حياله حاليا بعض من الإجرائات الإستثنائيه مثل حظر التحليق بالطيران أعلاه و أحيانا إغلاق بعض الشوارع المحيطة به و لكن دائما ما كان أكثر شئ يلفت انتباه الناس هو إسم ذلك المبنى و يجعلهم يتسائلون عن سبب تسميته حيث أشار البعض الى أن اسم البيت الأبيض يرجع بسبب طلاءه باللون الأبيض خلال اعادة اعماره بعد الحرب مع البريطانيين فهل تلك المعلومة صحيحة ؟
التقييم
الأدلة
بعد أن وضعت ثلاثة عشرة مستعمرة بريطانية سابقة و التى عرفت باسم “الولايات المتحدة الأمريكية” دستورًا أدى إلى إنشاء حكومة فيدرالية و ربطها معًا كدولة واحدة عام 1788 كان من أوليات عمل القائمين على ادارة البلاد هو اختيار موقع لعاصمة الأمة الجديدة و نتيجة لسلسلة من الموائمات السياسية تم تعيين مدينة “نيويورك” كعاصمة مؤقتة للولايات المتحدة لمدة ستة عشر شهرًا بدءًا من عام 1789 (في الوقت المناسب لتنصيب الرئيس الأول جورج واشنطن) ثم تم نقل مقر الحكومة الأمريكية إلى “فيلادلفيا” حتى عام 1800 عندما تم نقله أخيرًا إلى موطنه الدائم في مقاطعة كولومبيا التي تم إنشاؤها حديثًا و بطبيعة الحال احتاجت العاصمة الجديدة تضمين مقر إقامة الرئيس الأمريكى و هكذا تم وضع حجر الأساس لـ “منزل الرئيس” و على الرغم من أن “جورج واشنطن” الرئيس الأول للبلاد أشرف على تشييد المبنى الا أنه تقاعد قبل اكتماله و يصبح الرئيس الثاني “جون آدامز و زوجته أبيجيل” أول شاغلي المسكن عام 1800 (على الرغم من أن العمل في الصرح لم ينته بعد) و ظلوا فيه لمدة عام واحد حتى حل مكانهم الرئيس “توماس جيفرسون” الذي أدى اليمين كثالث رئيس للولايات المتحدة في عام 1801.
و لم يكن لمقر إقامة رئيس “الولايات المتحدة الأمريكية” أي تسمية رسمية في أوائل القرن التاسع عشر و كان يشار إليه عمومًا باسم “منزل الرئيس” و في عام 1812 اندلعت الحرب بين الولايات المتحدة و بريطانيا العظمى و في أغسطس 1814 أُجبر الرئيس “جيمس ماديسون” و زوجته “دوللي” على الفرار منه حين وصلت قوات بريطانية و استولت على مدينة “واشنطن” و أشعلت النيران في العديد من المباني العامة بما في ذلك مبنى “الكابيتول” و بيت الرئيس و تم تجسيد هذا الحدث التاريخي منذ ذلك الحين في أسطورة تنص على أن “البيت الأبيض” لم يحصل على هذا الاسم إلا بعد إحراقه من قبل البريطانيين و عندما أعيد بناء أجزاء من المنزل تم طلاء الجزء الخارجي باللون الأبيض (فوق اللون الرمادي الأصلي) لتغطية الحروق و لكن تلك الأسطورة لا تتوافق مع الحقائق التاريخية حيث تم طلاء منزل الرئيس بطبقة من التبييض منذ عام 1798 من أجل حماية الحجر الرملي المستخرج محليًا من التدهور الناجم عن تجمد الشتاء و منذ ذلك الحين تم استخدام الطلاء الأبيض للواجهات الخارجية علاوة على أن الإشارات إلى المبنى باسم “البيت الأبيض” سبقت حرب عام 1812. في وقت مبكر من ربيع عام 1811 حيث كتب “فرانسيس جيمس جاكسون” الوزير البريطاني السابق للولايات المتحدة أن خليفته سيكون قائد سياسي سيعمل على جذب البرق الذي قد يصدر من الغيوم حول مبنى الكابيتول و البيت الأبيض في “واشنطن ” .
كما يستشهد القيمون على “البيت الأبيض” بأدلة أخرى ففى 18 مارس عام 1812 كتب أحد أعضاء الكونجرس عن ولاية “ماساتشوستس” لزوجته قائلا “هناك الكثير من المشاكل في البيت الأبيض كما نسميه أعني مشاكل الرئيس” كذلك فإن مصطلح “البيت الأبيض” لم ينتشر حقًا باعتباره الاسم الشائع لمقر إقامة الرئيس الأمريكي إلا بعد فترة طويلة من انتهاء حرب 1812 حيث لم يكن للمبنى أي تسمية رسمية في أوائل القرن التاسع عشر و كان يشار إليه عمومًا باسم “منزل الرئيس” ثم حل مصطلح “القصر التنفيذي” محل تلك التسمية حوالي عام 1850 و لم يتم تعيين المبنى رسميًا على أنه البيت الأبيض حتى إصدار الرئيس “ثيودور روزفلت” أمرًا تنفيذيًا بذلك في عام 1901 .
أقرأ أيضا : هل أغلق فيسبوك تجربة ذكاء صناعى لتطوير روبوتاتها لغتها الخاصة؟
لذلك نستطيع القول أن “البيت الأبيض” كمصطلح صحيح أنه دخل حيز الاستخدام العام بشكل غير رسمى بعد عام 1817 عندما اكتمل البناء الجديد في المسكن (حيث تم تدمير كل الأجزاء الداخلية تقريبًا بسبب حريق عام 1814) و أعطي الهيكل الخارجي بغطاء من الطلاء الأبيض الزيتي لكن هذه الظاهرة كتسمية كانت مجرد امتداد لممارسات بدأت قبل عام 1814 .