البريكس هو إختصار أول أحرف لخمسة دول تمثل إقتصاديات إقليمية كبري و هم البرازيل و روسيا و الهند و الصين و إنضمت إليهم في وقت لاحق من عام 2010 جنوب إفريقيا لتكوين مجموعة إقتصادية تحمل ذلك الإسم و التي من المتوقع و بحسب كلام الخبراء أنها ستهيمن علي الإقتصاد العالمي بحلول عام 2050 نظرا لأنها دول ضمن إقتصادات الأسواق الناشئة كما أنها هي الأسرع نموًا بالعالم في السنوات الأخيرة بالإضافة إلي إمتلاكها ميزة نسبية تتمثل في إنخفاض تكاليف العمالة و وفرتها حيث يصل عدد التركيبة السكانية لدولها بنحو 2.88 مليار نسمة أي 42% من إجمالي سكان العالم كما توجد وفرة ضخمة من الموارد الطبيعية علي أراضيها التي تمثل 26% من إجمالي مساحة كوكب الأرض لذلك فمن المتوقع أن تعتبر البريكس في القريب كتلة إقتصادية قوية و مؤثرة و أسرع نموا من الدول الصناعية السبع الكبري حيث تشكل المجموعة حوالي 27٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي في القوة الشرائية .
و تعتمد ألية مجموعة البريكس علي أساس ميثاق الأمم المتحدة من خلال إتباع المبادئ المعترف بها و كذلك قواعد القانون الدولي حيث اتفقت جميع الدول الأعضاء على عدد من المبادئ خلال قمتها التي عقدت عام 2011 و هي التكافل و الحياد و البراجماتية أى تبادل المنفعة و الإنفتاح و تعاون مراكز الأبحاث و منظمات الأعمال التابعة لتلك الدول مع بعضها البعض و منذ عام 2022 سعت المجموعة إلى توسيع العضوية حيث أعربت العديد من الدول النامية عن رغبتها في الانضمام إليها.
تاريخ مجموعة البريكس
تم تطوير مصطلح “البريك ” في الأصل في سياق إستراتيجيات الإستثمار الأجنبي و الذي قدم في تقرير نشر عام 2001 من قبل “جيم أونيل” رئيس إدارة الأصول في “جولدمان ساكس” ثم بدأت “روسيا” في إنشاء البريكس في 20 سبتمبر عام 2006 حين عقد الإجتماع الوزاري الأول لدول المجموعه بإقتراح من الرئيس الروسي ” فلاديمير بوتين ” على هامش جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في “نيويورك” و شارك في الإجتماع وزراء خارجية دول “روسيا” و “الصين” و “البرازيل” و وزير دفاع “الهند” حيث أبدوا إهتمامهم بتوسيع التعاون متعدد الأطراف و بعد مرور عامين و بمبادرة من ” روسيا ” أيضا تم إستضافة إجتماع وزراء خارجية دول البريكس بمدينة “يكاترينبورج” في 16 مايو عام 2008 و أصدروا بيانا حول المواقف المشتركة بشأن التنمية العالمية بعد الاجتماع و في 9 يوليو أتخذت دول البريكس خطوة حيوية أخرى حين عقد الرئيس الروسي آنذاك “ديميتري ميدفيديف” لقاء مع رئيس “البرازيل” آنذاك “لويس إيناسيو لولا دا سيلفا” و رئيس وزراء “الهند” “مانموهان سينج” و الرئيس الصيني “هو جينتاو” خلال قمة مجموعة الثماني بمدينة توياكو في “اليابان” .
و في 16 يونيو عام 2009 أستضافت ” روسيا ” بمدينة يكاترينبرج أول قمة لمجموعة البريكس و التي كانت تعرف في ذلك الوقت بإسم ” البريك ” و صدر عنها بيان مشترك يحدد أهدافها و تعهدت بتعزيز التعاون و الحوار بين دولها بطريقة شفافة و منفتحة و تدريجية و قال البيان المشترك أن التعاون بين دول الكتلة يخدم المصالح المشتركة للدول النامية و كذلك لإقتصادات الأسواق الناشئة بالإضافة إلى تحقيق عدد من الفوائد الاقتصادية و أضاف البيان أن التعاون و الحوار بين دول البريك سيساعدان أيضًا في بناء عالم يسوده الوئام و السلام و الإزدهار المشترك و قدمت الوثيقة المعنية مخططًا تفصيليًا لكيفية التعامل مع الأزمة المالية و الإقتصادية العالمية و دعت إلي الحاجة لوجود عملة احتياطية عالمية جديدة و التي يجب أن تكون متنوعة و مستقرة لمواجهة هيمنة الدولار الأمريكي و هو الشيء الذي انتقدته “روسيا” في الماضي .
و في عام 2010 أنضمت للمجموعة ” جنوب أفريقيا ” لتكون هي الدولة الخامسة بعد أن دعتها “الصين” رسميًا للإنضمام و تصبح المجموعة بإسم البريكس و حضر رئيس “جنوب إفريقيا” أنذاك “جاكوب زوما” قمة مجموعة التي عقدت عام 2011 في مدينة “سانيا” بالصين كعضو كامل العضوية و هو ما دفع عدد من الدول الأخري للإعراب عن إهتمامها بالانضمام إلى الكتلة بما في ذلك الأرجنتين و إيران و المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة و مصر و الجزائر و المكسيك و نيجيريا.
أهداف المجموعة و أدوارها
خلال الفترة ما بين أعوام 2009 و 2014 توافقت دول البريكس على عدد من القضايا الإقتصادية و المالية بما في ذلك العمل علي ضرورة وجود إصلاحات في البنك الدولي و صندوق النقد الدولي كما أتفقوا على إتخاذ تدابير لتعبئة الموارد الكافية حتى يتمكن صندوق النقد الدولي من تعزيز قدرته على مكافحة جميع أنواع الأزمات و قاموا بإنشاء آلية التعاون بين البنوك لمجموعة بريكس التي توفر تسهيلات إئتمانية موسعة بالعملة المحلية و تحالف البورصات لدول البريكس .
و بجانب ما سبق تقوم دول مجموعة البريكس بالتركيز علي بعض القضايا الدولية مثل المشاكل المتعلقة بليبيا و سوريا و أفغانستان و البرنامج النووي الإيراني و التنسيق معا في إيجاد حلول لها و العمل علي مكافحة الإتجار غير المشروع بالمخدرات و خلق ظروف مواتية للتجارة الخالية من العوائق و الإعتماد علي تقنيات المعلومات و الإتصالات و إستخدامها و تطويرها .