الباندا العملاقة حيوان محبوب تتميز بجسمها المستدير و فرائها الفريد من اللونين الأبيض و الأسود و تعتبر بمثابة كنز وطني لبلدها الأصلى الصين لذلك فهى محمية بموجب القانون في أماكن معيشتها بغابات الخيزران و هو حيوان يحظى بالاحترام من قبل بلده منذ فترة طويلة و يتخذ كشعار وطنى لها و يمكن العثور عليه في الفن الصيني الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين حتى أنها أبهرت الكثيرين فى الخارج و لذلك أستخدمتها الصين يوما كهدايا للدول الأخرى بهدف تقوية العلاقات فيما بينهم و كان من اشهرها ما حدث فى السبعينيات حين تم ارسالها الى حدائق الحيوان فى الولايات المتحدة كنوع من التبادلات الثقافيه الاولى بين الصين و الغرب و هو ما عرف وقتها بإسم ديبلوماسية الباندا كما أنها من أكثر الحيوانات التى طالتها الجهود لحمايتها من الإنقراض حيث أظهرت بعض من التقارير حاليا أن عددها في البرية آخذ في الازدياد و هو ما دفع الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة لتغيير تصنيفه الخاص بها من مهددة بالانقراض إلى معرضة للخطر .
و حتى الأن لا أحد يعرف تحديدا على كيفية حصول الباندا العملاقة على ألوانها الا أن احدى النظريات تقول أنها مع مرور الوقت طورت ألوانًا متناقضة بالأبيض والأسود حتى تبرز في الغابة و تكون قادرة على العثور على بعضها البعض للتزاوج كما توجد نظرية أخرى تشير الى أن تلك الألوان المتباينة قد تعمل على تمويه الباندا في الخيزران أو بين رؤوس الأشجار حيث من الصعب بالفعل اكتشاف أشبالها عندمايكونوا وسط تلك الأشجار كما أن لكل باندا علامات مختلفة قليلاً عن الأخرى و فى بعض الحالات النادرة قد يكون لونها فيه مزيج من البنى و الأبيض كما أن العلماء قد تسائلوا أيضا عما اذا كانت الباندا العملاقة هى نوع من الدببة أو الراكون أو شيء خاص يجمعهم سويا و من خلال دراسة الشفرة الجينية لخلاياها تم التأكد من وجود علاقة بالدببة الأخرى في مظهرها العام من حيث المشى و التسلق و خصائص جمجمتها و الأهم من ذلك نظامها الاجتماعي و بيولوجيا الإنجاب و هو امر كان من الضرورى على العلماء معرفته لأنه كلما عرفنا المزيد عنها كان من الأفضل مساعدتها على التكاثر و البقاء على قيد الحياة .
و يمكن القول أن الباندا العملاقة هي الأكثر صوتًا بين جميع الدببة حيث تعتبر أكثر أصوات الباندا تميزًا هي “الثغاء” و هو صوت ودودو يبدو مشابهً للصوت الذي يصدره الحملان أو طفل الماعز كما تشمل أصواتها الأخرى النباح و الهدير و تستخدمها للتواصل بجانب طرق أخرى حيث يمتلك كل من ذكور الباندا العملاقة و إناثها غدة تفرز رائحة من أسفل الذيل القصير مع مادة شمعية تترك على الأشجار و الصخور و الخيزران و الشجيرات و هى ذات رائحة قوية جدا حيث يمكن للأنوف البشرية أن تشمها من على بعد 0.3 متر حيث تعتبر تلك الرائحة بمثابة لوحة إعلانات مجتمعية لإخطار الباندا بأن هناك انواع اخرى من نفس جنسها فى تلك المنطقة كما تتمكن أيضا من خلال تلك الرائحه أن معرفة جنس و عمر و الحالة الإنجابية و الاجتماعية لمفرزها بالإضافة إلى المدة التي بقيت فيها تلك الرائحة و غالبًا ما يمارس ذكور الباندا العملاقة حركة الوقوف على اليدين لترك علامات الرائحة لأن ذلك الوضع يجعل مؤخرة الباندا أعلى الشجرة و بالتالى ستكون الرائحة كذلك .
و تعيش الباندا العملاقة في جبال جنوب غرب الصين في منطقة غابات صنوبرية رطبة على ارتفاعات تتراوح بين 1200 إلى 3500 متر حيث توفر تلك الأماكن ما تحتاج اليه من طعام كالخيزران و المياه بالاضافة الى وجود جذوع من الأشجار القديمة و المجوفة التى من الممكن ان تكون منازل مناسبة لها و هى تعيش في نطاق منزلي يتراوح مساحته ما بين 8 إلى 18 كيلومترًا مربعًا اما في المناطق التي لا يتوفر فيها الطعام بكثرة فقد يكون نطاق المعيشة أكبر قليلاً و يكون أوسع للذكور عن الإناث و هى مثل الدببة الأخرى تقضي معظم يومها في النوم و الأكل و يعتبر الخيزران هو أهم طعام لها حيث يقضون 12 ساعة على الأقل كل يوم في تناوله و نظرًا لأن الخيزران منخفض جدًا في العناصر الغذائية فتقوم الباندا العملاقة بأكل كميات كبيرة منه يوميًا حيث يمسكون بها باستخدام أصابعهم الخمسة و من خلال عظمة خاصة تمتد من معصمهم تسمى “الإبهام الزائف” تقوم بالامساك به ببراعة و تتلاعب به تمامًا كما يفعل الانسان بإبهامه .
و تستخدم الباندا العملاقة أسنانها لتقشير الطبقات الخارجية القاسية من الخيزران للكشف عن الأنسجة الداخلية الرخوة للساق و تساعد عضلات الفك و الخد القوية على سحق و مضغ السيقان السميكة بأسنانها الخلفية المفلطحة كما تتناول أوراقها أيضًا حيث تجردها من السيقان و تأكلها و بجانب الخيزران فهى فى البرية تأكل الأعشاب و الفواكه و بعض الحشرات و حتى القوارض و الجيف و تقريبًا كل ما يمكن أن تجده و يمكن أكله أما فى حدائق الحيوان فتكون وجبتها من البامبو و الجزر و البطاطا و التفاح و بسكويت خاص يسمى بسكويت الأوراق و هو مصنوع من الحبوب و مليئ بجميع الفيتامينات و المعادن التي تحتاجها .
و تعتبر الباندا العملاقة كائن منفرد بطبيعته فهي تأخذ الفضاء الخاص بها على محمل الجد نظرًا لأنها تحتاج إلى الكثير من الخيزران كل يوم للبقاء على قيد الحياة لذلك فإذا تصادف اثنان منهم فى مكان واحد فهم يدخلون فى صراع شرس و قد يعضون بعضهم البعض و لا يتقبلون الوجود معا الا فى حالات استثنائية مثل تواجد الأمهات مع الأشبال أو فى موسم التزاوج القصير للغاية حيث تعلن الأنثى حاجتها من خلال اطلاق رائحة مميزة يتم التقاطها من قبل الذكور و الذى يظل قريبا من الأنثى و يراقبها عن كثب حتى يكون حاضرًا عندما تكون جاهزة للتزاوج و هذا أمر مهم لأنه لا يوجد سوى فترة من يومين إلى ثلاثة أيام تكون فيها الأنثى مستعدة للتكاثر و عندما لم تعد متقبلة ذلك ينتقل الذكر للعثور على أنثى أخرى راغبة و هو لا يساعد في تربية أي أشبال يولدون و هى حيوانات من المعروف بأنها ذات معدل تكاثر بطيء فعادة ما تتكاثر الإناث الناضجة مرة واحدة كل سنتين أو ثلاث سنوات و في موطنها الأصلي قد تحمل أنثى الباندا حوالي خمسة مرات فقط في حياتها .
و عند الولادة يكون حجم الباندا العملاقة الصغيرة مثل قطعة من الزبدة و تكون بلا شعر و عاجزة و تولي الأم رعاية كبيرة لشبلها الصغير و عادة ما تحتضنه و تمسكه بالقرب من صدرها و لعدة أيام بعد الولادة لا تترك الأم العرين أبدا و لا حتى للأكل أو الشرب ثم تفتح عيون الشبل بعد 50 إلى 60 يومًا من ميلاده و بحلول 10 أسابيع يبدأ في الزحف ثم تظهر أسنانه عندما يبلغ من العمر 14 أسبوعًا و تقضي الأم و الشبل وقتًا أقل في استخدام عرينهما و بحلول الأسبوع 21 يكون الشبل قادرًا على المشي جيدًا و في هذا الوقت يبدأ باللعب مع أمه و في عمر 7 إلى 9 أشهر يبدأ في محاولة أكل الخيزران و يستمر في الرضاعة حتى سن 18 شهرًا تقريبًا و في هذا الوقت تتركه الأم ليعتمد على نفسه حتى تتمكن من الاستعداد للحمل فى شبلها التالي و بمجرد أن يصل وزنه إلى 50 كيلوجرامًا و يبلغ عمره حوالي 2.5 عامًا فمن المحتمل أن يكون في مأمن من الحيوانات المفترسة حيث تكون الأشبال الصغيرة عادة فريسة للنمور و الفهود لأن مشيتهم البطيئة نسبيًا على الأرض جعلتهم من السهل خطفهم لذلك و للبقاء في أمان تتسلل الأشبال المنفردة عالياً في الأشجار و تبقى هناك حتى تعود والدتها و تقضي ساعات في تلك الأشجار حيث يكون من الصعب اكتشافهم .
و حاليا تواجه الباندا العملاقة مشاكل كبيرة حيث كان يعيش أكثر من 1800 منها على كوكب الأرض حتى عام 2016 و تم تصنيفها على أنها مهددة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة و لكن بفضل الجهود العديدة التى بذلت للحفاظ عليها و زيادة أعدادها تم تعديل تصنيفها على أنها معرضة للخطر ومع ذلك لا يزال العديد منها يواجه تهديدات خطيرة و التى تتمثل فى تدمير موائلها لتغير طبيعة غابات الصين بعد ان تجاوز عدد سكان البلاد لأكثر من مليار و نصف شخص و هو ما ادى الى حدوث امتدادات عمرانية جديدة على حساب تلك الأماكن بالاضافة الى القيام بأنشطة أخرى مثل التعدين و حصاد الأشجار و استخدام الموارد الطبيعية للتربة الخصبة و التى بسببها تمت إزالة الأشجار لتطهير الأرض للزراعة و هو ما ساهم بشكل كبير فى انخفاض المناطق المناسبة لمعيشة الباندا بمقدار النصف بين عامي 1974 و 1985 و هو ما جعل أعدادها صغيرة و معزولة بعد أن تم تطويقها بالمزارع و القرى و المواقع التجارية بشكل جعلها لا تستطيع التحرك بينها بأمان دون أن تصطدم بالمجتمعات البشرية كما أن ازالة الغابات قد جعلتها بدون عرين وقائي و تكون أشبال الباندا أكثر عرضة للبرد و الأمراض و الحيوانات المفترسة .
كما تعتبر من أهم مشكلات حيوان الباندا العملاقة هى أنها ذات معدل تكاثر منخفض فكما أسلفنا فأنها تحب أن تكون بمفردها معظم أيام السنة لذلك فهى لديها موسم تكاثر قصير جدًا و عندما يبحث الذكر عن أنثى للتزاوج معها تلد الإناث شبلاً أو شبلين يعتمدان بشكل كبير على أمهاتهن خلال السنوات القليلة الأولى من الحياة و لسوء الحظ تهتم أم الباندا بشبل واحد فقط و تترك الأخر يواجه مصيره بمفرده و لذلك السبب يقوم أخصائيو رعاية الحياة البرية فى منشئات الباندا فى الصين بالعناية بأحد الشبلين بينما يكون الأخر فى رعاية الأم و ذلك لفترة ثم يقومون بتبديل التوائم كل بضعة أيام حتى يحصل كل منهما على الرعاية والحليب مباشرة من الأم كما تواجه مشكلة أخرى تتمثل فى نقص الخيزران حيث ينمو ببطء لتصبح نباتات كبيرة اى تحتاج لبعض من الوقت الذى لا يمكن للباندا انتظاره لذلك فيجب عليها أن تنتقل من منطقة إلى أخرى و هذا هو السبب في أن موطن الباندا الجيد يجب أن يحتوي على عدة أنواع مختلفة من الخيزران اضافة الى مشكلة اخرى تواجهها و هى الصيد فعندما يضع الصيادون أفخاخًا للحياة البرية الأخرى مثل غزال المسك فيمكن لتلك الأفخاخ قتل الباندا بدلاً من ذلك .
و نتيجة المخاطر التى تعرضت لها الباندا العملاقة بدأت جهود حمايتها في الصين في أعوام 1957 و 1989 حين وضعت وزارة الغابات الصينية و الصندوق العالمي للحياة البرية خطة لحمايتها هى و موائلها و دعت إلى الحد من الأنشطة البشرية في موطنها مع إدارة موائل الخيزران و توسيع نظام محمياتها كما وفر برنامج الحفاظ على الغابات الطبيعية في الصين عام 1998 الحماية لجميع الغابات المتبقية في نطاق عيش الباندا و التي تغطي مساحة بلغت 5.7 مليون فدان كما أقامت 65 محمية لها بعضها محظور على الناس تمامًا الوجود فيه في حين أن البعض الآخر هو مناطق للاستخدام المشترك مثل الغابات الوطنية .
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : أكلات لحوم .
- العائلة : أورسيداى .
- النوع : الأيلوروبودا .
- العمر : يتراوح عمر الباندا ما بين 14 الى 20 سنة في البرية و قد تصل الى 30 عامًا اذا كانت تحت رعاية البشر .
- فترة الحمل : يبلغ متوسط “الحمل” حوالي 135 يومًا و يتراوح النطاق الموثق بين حيوانات الباندا في حديقة الحيوان من 100 إلى 180 يومًا .
- الوزن عند الولادة : 85 إلى 142 جرامًا و يكون شبل أو اثنان .
- البلوغ : بالنسبة الى الإناث من 4 إلى 5 سنوات اما الذكور من 6 إلى 7 سنوات .
- الطول : حوالي 1.5 متر .
- الوزن : تزن الإناث ما بين 70 إلى 100 كيلوجرام) اما الذكور ما بين 86 إلى 125 كجم .
- الإرتفاع : من 70 إلى 80 سم عند الكتف .
معلومات سريعة عن حيوان الباندا العملاقة
- تتغوط الباندا العملاقة كثيرًا بشكل قد يصل إلى 50 مرة في اليوم و هذه هى إحدى الطرق التي يبحث بها علماء الأحياء عن الباندا في بيئتها الطبيعية من خلال إيجاد برازها .
- الباندا العملاقة لها عظام سميكة و ثقيلة بشكل غير عادي بالنسبة لحجمها لكنها أيضًا مرنة جدًا و تساعدها في القيام بحركات الشقلبة .
- تنتمي جميع حيوانات الباندا تقريبًا بما في ذلك تلك التي ولدت في حدائق الحيوان حول العالم إلى الصين .
- مثل الأنواع الأخرى من الدببة تكون حيوانات الباندا العملاقة فضولية و مرحة خاصة عندما تكون صغيرة و في حدائق الحيوان يحبون اللعب بأشياء مثل أكوام الجليد أو نشارة الخشب .
- في بعض الأحيان يمكن أن تكون الأنثى حاملاً بشبلين و لكنها تلد واحدًا فقط حيث يعيد جسدها امتصاص الجنين الآخر.
- حدد العلماء 12 صوتًا مميزًا تصدرها الباندا .