الألم هو شعور قاسى على الجسد غالبًا ما ينتج عن محفزات شديدة أو ضارة تجعل الإنسان لا يشعر بالراحة و يزول بمجرد إزالة المنبه الضار و تعرفه الرابطة الدولية لدراسة الألم بأنه تجربة حسية و عاطفية غير سارة مرتبطة بتلف فعلى او محتمل للأنسجة , و رغم سلبيات الألم الا أنه فى بعض من الأحيان قد يكون مفيدا حيث يحفز الفرد على الانسحاب من المواقف الضارة اضافة الى حماية الجزء التالف من الجسم أثناء التعافي مع اكساب الإنسان خبرة تعمل على تجنب التجارب المماثلة أو لتلك المحفزات مستقبلا كما ينشأ الألم أحيانًا في غياب أي مؤثر خارجى و ذلك من خلال الاصابة ببعض من الأمراض لذلك فيعتبر هو الظاهرة الأكثر شيوعا عند الشعور بالمرض و التى تدفع الكثيرين الى زيارة الأطباء أو المستشفيات بإعتباره العرض الرئيسى حيث تستخدم المسكنات فى تخفيف ذلك الشعور و التى تكون فعالة بنسبة تتراوح ما بين 20٪ إلى 70٪ من الحالات , و بجانب الأمراض العضوية فقد تساهم بعض من العوامل النفسية مثل الدعم الاجتماعي أو الإثارة أو الإلهاء على شدة الألم و الذى قد يكون درجات تختلف بحسب الموقف نفسه و إستغلالا لتلك النقطة فقد أنتشرت مؤخرا معلومة على شبكات التواصل الإجتماعى تفيد بأن الضرب على الخصيتين لدى الذكور يولد شعورا بالألم أكبر مئات المرات من ألام الولادة لدى الإناث و هى معلومة تسببت فى حالة كبيرة من الجدل ما بين مؤكد لصحتها و مستنكر و فى تلك المقالة سوف نجيب على ذلك السؤال بشكل علمى .
التقييم
الأدلة
يعتبر الركل عند الخصيتين و الولادة تجربتين قاسيتين لا يمكن إنكارهم نظرا الى أن تلك المناطق من جسم الإنسان تعتبر حساسة و مليئة بالأعصاب و لكن أيهما أكثر إيلاما؟ سؤال لم يهتم أحد بطرحه لفترة كبيرة من الوقت حتى تم تداول صورة على شبكة الانترنت فى احد المواقع و يدعى Joy Reactor فى 30 من مارس عام 2010 تدعي أن الضربة التي تلحق بالخصيتين هي الأصعب لأنها تعادل ولادة 160 طفلاً أو تكسير 3200 عظمة في وقت واحد حيث قالت ما يلى :
هل تعلم أن الألم له وحدة قياس تسمى ” ديل ” و في لحظة الولادة تشعر المرأة بما يصل إلى 57 “ديل ” و هذا مشابه لكسر 20 عظمة في وقت واحد بينما ركلة فى الخصيتين تصل شدتها الى 9000 “ديل” و هو مقياس مشابه لإنجاب 160 طفلاً و كسر 3200 عظمة في المرة الواحدة .
و رغم تلك المعلومات الموجودة فى الصورة الا أنها لا تلقى الضوء بشكل أكثر إسهابا و خالية من وجود مصادر علمية لتوضيحها و تأكيدها و قبل كل شيء لا توجد وحدة تدعى “ديل” لقياس الألم و لكن اقترح باحثون في جامعة “كورنيل” في أربعينيات القرن الماضي بإطلاق مقياسًا للألم يسمى “دول” لكن هذا القياس لم يستخدم على نطاق واسع أبدًا و لا يمكن تفسير كلمة “ديل” بإعتباره خطأ إملائي حيث أن مقياس ” دول ” له نطاق فقط بين 0 و 10.5 كما أن هذا المنطق لا معنى له نظرا الى أن الألم أمر شخصي و يصعب تحديد معياره أو قياسه فكل إنسان يشعر بالألم بشكل مختلف حيث يعاني بعض الأشخاص من حالة من الألام الشديدة نتيجة عرض ما بينما لا يحدث ذلك للبعض الآخر مما لديهم نفس العرض أو يكون بشدة أقل لذلك لا يمكن تقييم مستوى الألم المزمن بشكل صحيح في أى اختبار أو فحص علمي .
و للمساعدة في تعويض هذه المشكلة يعتمد العديد من الأطباء على مقاييس الألم للحصول على إحساس أكثر واقعية بألم الشخص و ربما تجد فى بعض من عيادات الأطباء مقياسًا للألم يظهر فيه سلسلة من الوجوه الكرتونية المرقمة تتحرك من 0 (تبتسم و هى خالية من الألم) إلى 10 (تبكي من شدة الألم) و قد يسأل الطبيب شخصًا يعاني من الألم عن وجه يتوافق مع ما كان يشعر به .
أقرأ أيضا : هل الموجات التى تصدرها الهواتف المحمولة ضارة بالصحة ؟
و عليه فلا توجد إجابة واضحة عن السؤال حول أيهم الأكثر إيلامًا حيث أن المقارنة بين الحدثين تكاد تكون مستحيلة حيث يتسبب ركل الخصية في الشعور بالألم لفترة قصيرة ثم يختفى بسرعة بشكل نسبى و الآخر الخاص بالولادة يأتي و يختفي و لكن لعدة ساعات (على الأقل) و عليه فإن الادعاء بأن الضرب في الخصيتين يسبب “9000 وحدة ” وأن الولادة تسبب “57 وحدة ” لا تستند إلى أي معلومات علمية دقيقة و بالتالى تكون تلك المعلومة خاطئة شكلا و موضوعا .