يعتبر الرئيسين الأمريكيين ابراهام لينكولن و جون كينيدى من أبرز الرؤساء الذين حكموا الولايات المتحدة عبر تاريخها و تركوا فيها بصمة لا تزال أثارها موجودة حتى اللحظة فالأول الذى شغل منصب الرئيس السادس عشر فى الفترة من عام 1861 و حتى اغتياله عام 1865 أستطاع خلال مدة رئاسته قيادة الأمة لتحقيق الإنتصار فى الحرب الأهلية الأمريكية التى أدت للحفاظ على حالة الإتحاد كما أسهم فى إلغاء العبودية و دعم الحكومة الفيدرالية و تحديث الاقتصاد الأمريكي أما الرئيس الثاني الذى شغل منصب الرئيس الخامس و الثلاثين فى الفترة من عام 1961 و حتى اغتياله قرب نهاية عهده عام 1963 و كان يعتبر أصغر الرؤساء المنتخبين سنا فقد استطاع تجنيب بلاده و العالم كله من دخول حرب عالمية ثالثة مع الإتحاد السوفيتي ( روسيا حاليا ) خلال أزمة الصواريخ الكوبية كما اعطى مزيد من الدعم الى حركة الحقوق المدنية التى طالبت بالمساواة بين البيض و السود اضافة الى توجيهاته بإستمرار العمل على برنامج أبولو الفضائى للهبوط على سطح القمر و على الرغم من الفارق الزمني بين الرئيسين و الذى يصل الى قرن من الزمن تقريبا الا أن العديد قام بربط بعض من الأحداث التى مرت على كلا الرئيسين و وجدوا أنها متشابهة الى حد كبير و بشكل مثير للدهشة خاصة فى تفاصيل إغتيالهم و كما و لو أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى و هو ما دفعنا الى محاولة التأكد عما اذا كان هناك بالفعل صدفة ضخمة تربط بين الرئيسين ابراهام لينكولن و جون كينيدى .
التقييم
الأدله على عدم وجود رابط بين ابراهام لينكولن و جون كينيدى
بعد وقت قصير من اغتيال الرئيس “جون كينيدي” في عام 1963 ظهرت قائمة من المصادفات التي بدت مذهلة بين حياة ابراهام لينكولن و جون كينيدى و أعيد طبعها و توزيعها على نطاق واسع ومستمر منذ ذلك الحين و التى قالت :
- تم انتخاب أبراهام لنكولن عضوا في الكونجرس عام 1846 و انتخب جون كينيدى عضوا في الكونجرس عام 1946.
- تم انتخاب أبراهام لنكولن رئيسًا في عام 1860 و تم انتخاب أبراهام لنكولن رئيسًا في عام 1860 .
- يحتوي كل من أسماء لينكولن وكينيدي على سبعة أحرف .
- كلاهما كانا مهتمين بالحقوق المدنية.
- فقدت كلتا الزوجتين أطفالهما أثناء إقامتهما في البيت الأبيض .
- تم إطلاق النار على كلا الرئيسين يوم الجمعة .
- كلاهما أصيب برصاصة في الرأس .
- حذر سكرتير لينكولن من الذهاب إلى المسرح و حذر سكرتير كينيدى من الذهاب الى دالاس .
- كلاهما تم اغتياله من قبل الجنوبيين .
- كلاهما خلفه الجنوبيون .
- تم اسم كل من الخلفاء هو جونسون حيث كان “أندرو جونسون” الذي خلف “لينكولن” ولد عام 1808 بينما ” ليندون جونسون ” الذى خلف ” كينيدى ” ولد عام 1908 .
- ولد “جون ويلكس بوث” قاتل ” لينكولن ” عام 1839 بينما ولد “لي هارفي أوزوالد” عام 1939 .
- كلا القاتلين كانا معروفين بأسمائهم الثلاثية .
- كلا الاسمين يتكونان من خمسة عشر حرفًا .
- ركض “بوث” من المسرح و تم القبض عليه في مستودع بينما ركض أوزوالد من مستودع و تم القبض عليه في مسرح .
- تم اغتيال بوث وأوزوالد قبل محاكمتهما.
- قبل شهر من اغتيال “لينكولن” كان في “مونرو” بولاية “ماريلاند” أما “كينيدى” فقد كان قبل شهر من اغتياله مع “مارلين مونرو” .
و رغم المظهر السطحي المثير للإعجاب فى تلك القائمة فإن العديد من هذه الإدخالات إما مضللة أو غير صحيحة من الناحية الواقعية و الباقي في الغالب مجرد مصادفات سطحية تفشل في لمس الاختلافات الجوهرية التي تكمن وراءها و لنحاول معا تفنيد تلك النقاط .
تم انتخاب أبراهام لينكولن عضوا في الكونجرس عام 1846 و انتخاب جون كينيدى عضوا في الكونجرس عام 1946.
بادئ ذي بدء علينا أن نلاحظ أن حدثين مشابهين يقعان على بعد 100 عام لا يعدان صدفة مذهلة أكثر مما لو كانت تلك الأحداث قد وقعت بفاصل 92 أو 105 سنوات و بالفعل تم انتخاب كل من ابراهام لينكولن و جون كينيدى لأول مرة للكونجرس بفاصل مائة عام و بصرف النظر عن هذا التشابه البسيط فإن حياتهم السياسية كانت تحمل القليل من التشابه مع بعضها البعض حيث كان “لينكولن” أحد المشرعين في ولاية “إلينوي” و الذي فشل على مدار حياته فى العديد من المحاولات للحصول على منصب سياسي وطني و حتى انتخابه رئيسًا في عام 1860 مثل محاولة فاشلة لدخول مجلس الشيوخ في عام 1854 و محاولة فاشلة أخرى ليصبح المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس في عام 1856 و محاولة أخرى غير ناجحة للحصول على مقعد في مجلس الشيوخ في عام 1858 أما ” كينيدى ” فقد تمتع بسلسلة متواصلة من النجاحات السياسية على المستوى الوطني عندما دخل الساحة السياسية بعد الحرب العالمية الثانية حيث تم انتخابه في مجلس النواب الأمريكي في عام 1946 و أعيد انتخابه في مجلس النواب عام 1948 ثم أعيد انتخابه مرة أخرى في عام 1950 و فاز بمقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1952 و أعيد انتخابه لمجلس الشيوخ عام 1958 ثم انتُخب رئيسًا في عام 1960.
تم انتخاب أبراهام لينكولن رئيسًا في عام 1860 وانتخب جون كينيدى رئيسًا في عام 1960.
ليس من المستغرب أن يتولى رجلين تحقيق أول نجاحات سياسية لهما على المستوى الوطني بفاصل مائة عام فى الرئاسة حيث تكون هذه المصادفة أقل إثارة للدهشة عندما نعتبر أن الانتخابات الرئاسية تجرى مرة واحدة فقط كل أربع سنوات و لم يكن من الممكن أن ينتخب لينكولن رئيسًا في عام 1857 أو 1858 أو 1859 أو 1861 أو 1862 أو 1863 لأنه لم يتم إجراء انتخابات رئاسية في تلك السنوات و بالمثل لم يكن من الممكن أن يكون “كينيدي” قد تم انتخابه رئيسًا في السنوات غير الانتخابية في 1957 أو 1958 أو 1959 أو 1961 أو 1962 أو 1963 و قد فرضت الظروف أن السنوات الوحيدة خلال تلك الفترات التي كان من الممكن فيها انتخاب كلاهما كانت بالضبط مائة عام .
اضافة الى ذلك فلا توجد أى مصادفات تلفت الانتباه بين ابراهام لينكولن و جون كينيدى حيث ولد الأول في عام 1809 و توفى عام 1865 بينما ولد الثانى عام 1917 و توفي عام 1963 و كان “لينكولن” يبلغ من العمر 56 عامًا عند وفاته بينما “كينيدي” 46 عامًا و تم إطلاق النار على “لينكولن” في اليوم الرابع عشر من أبريل و اغتيل “كينيدي” في الثاني والعشرين من نوفمبر كما لم يرد ذكر حقيقة أن “لينكولن” أعيد انتخابه لولاية ثانية كرئيس لكن “كينيدي” قُتل قبل الانتهاء من ولايته الأولى و لا توجد مصادفات ملفتة للنظر في أي من هذه الحقائق.
يحتوي كل من أسماء لينكولن و كينيدي باللغة الانجليزية على سبعة أحرف.
من المؤكد أن هذه صدفة سطحية للغاية خاصة عندما يعتبر المرء أن متوسط طول الألقاب الرئاسية هو 6.64 حرفًا و لم يتم ذكر حقيقة أن الاسمين الأولين الخاصين بالرئيسين ابراهام لينكولن و جون كينيدى يحتويان على أرقام مختلفة من الأحرف و أن اسم “كينيدى” كان له اسم متوسط “فيتزجيرالد” بينما لم يكن لدى “لينكولن” أي اسم .
كلاهما كانا مهتمين بالحقوق المدنية.
إن القول بأن ابراهام لينكولن و جون كينيدى كانا مهتمين بشكل خاص بالحقوق المدنية يشبه القول بأن ويلسون و فرانكلين روزفلت كانا مهتمين بشكل خاص بالحرب أو أن هربرت هوفر و رونالد ريجان كانا مهتمين بشكل خاص بالاقتصاد و لكن جميعهم فى واقع الأمر كانوا رؤساء لديهم الكثير من المسئوليات و لم يظهروا الاهتمام بأى شئ خاص بل كان كل ما تعرضوا له قضايا أجبروا على التعامل معها بسبب الأحداث الجارية في الولايات المتحدة أو خارجها .
فقدت كلتا الزوجتين أطفالهما أثناء إقامتهما في البيت الأبيض.
قد تكون معلومة صحيحة بالفعل و لكن الظروف و البيئة كانت مختلفة تماما بالنسبة الى الرئيسين ابراهام لينكولن و جون كينيدى حيث وُلد جميع أطفال “لينكولن” قبل دخوله البيت الأبيض و فقد آل لينكولن بالفعل طفلين و ليس طفلًا واحدًا حيث توفي “إدوارد لينكولن” بمرض السل في عام 1850 قبل عيد ميلاده الرابع بقليل و استسلم “ويلي” ابن “لينكولن” البالغ من العمر 11 عامًا للتيفود في نهاية عامهم الأول في البيت الأبيض و من ناحية أخرى كان “جون كينيدي” و زوجته ما زالا صغيرين بما يكفي لإنجاب الأطفال بعد دخول البيت الأبيض حيث أجهضت السيدة “كينيدي” في عام 1963 و للأسف لم يتم الالتفات الى اختلافات جوهرية أخرى حيث كان لعائلة لينكولن أربعة أطفال جميعهم أولاد و عاش واحد منهم فقط بعد سن المراهقة و كان لدى “جون كينيدى ” و زوجته ثلاثة أطفال ولدين و فتاة و نجا اثنان منهم حتى سن الرشد .
تم إطلاق النار على كلا الرئيسين يوم الجمعة.
و هى ليست مفاجأة تستحق الذكر فيوم الجمعه هو يوم من سبعة أيام أخرى لذلك فنسبة حدوث أمر متشابه مثل اغتيال الرئيسين ابراهام لينكولن و جون كينيدى تكون واحد الى سبعة و هى نسبة ليست كبيرة نسبيا .
كلاهما أصيب برصاصة في الرأس.
و هي صدفة سطحية أخرى فالطلقات التى نستطيع ان نقول انها مميتة للضحيه بشكل مؤكد هم طلقات الصدر و الرأس لذا فإن اغتيالين ارتُكبا بطلقات في الرأس امر منطقيا لا سيما عندما نعتبر ان ظروف اطلاق النار على ابراهام لينكولن و جون كينيدى كانت من الخلف و كلاهما فى وضع جلوس سواء فى مقعد بالمسرح او مقعد سيارة لذلك لم يكن لدى قتلتهم خيار عملي آخر للهدف سوى بالقنص فى الرأس كما أيضا من ذكر تلك المصادفة أهمل عمدا أن “لينكولن” قد قتل بمسدس صغير من مسافة قريبة بينما تم إطلاق النار على “كينيدى ” في الهواء الطلق ببندقية من عدة مئات من الأمتار .
حذر كلا من سكرتيرى لينكولن و كينيدي من ذهاب الاول الى المسرح بينما الثانى من الذهاب الى دالاس .
و هذه إحدى تلك المصادفات التي لم تكن مصادفة على الإطلاق لأنها ببساطة معلومة خاطئة حيث كان لدى “جون كينيدي” سكرتيرة تدعى “إيفلين لينكولن” (التي ربما حذرته أو لم تحذره من الذهاب إلى دالاس) اما سكرتير لينكولن فلم يكن اسمه “كينيدى ” بل كانوا اثنان و هم “جون جي نيكولاي و جون هاي ” كما ان النقطة الأكثر أهمية هي أنه نظرًا لأن الرؤساء يتعرضون بشكل متكرر لتهديدات الاغتيال فنادراً ما يظهرون علنًا من دون أن يحذرهم أحدهم من خطر محتمل كأمر اعتيادى و لكن فقط في المناسبات النادرة للغاية التي تحدث فيها مأساة بالفعل نلاحظ لاحقًا تلك التحذيرات الروتينية و في جميع الحالات الأخرى يتم نسيان التحذيرات الفاشلة بسرعة خاصة و أن “لينكولن” قد تلقى عددًا غير عادي من الرسائل حول مؤامرات لاختطافه أو اغتياله و قيل إنها بلغت ثمانين على الأقل طوال فترة رئاسته و مع ذلك لم يتم تنفيذ أي منها و لذلك نعم تم تحذير “لينكولن” من الذهاب إلى المسرح الذى اغتيل فيه من قبل الأشخاص المعنيين من أجل سلامته تمامًا كما تم تحذيره من زيارة “ريتشموند” قبل أسبوع و تحذيره من حضور حفل تنصيبه عام 1861 و بالمثل تم تحذير “كينيدى” من زيارة “سان أنطونيو” في اليوم السابق لرحلته إلى “دالاس” و هكذا و لذلك إذا قمت بعمل تنبؤات كافية فمن المؤكد أن إحداها سيتحقق في النهاية و سوف يتذكر الجمهور ذلك فقط و ينسى كل التوقعات الفاشلة الأخرى .
كلاهما تم اغتياله من قبل الجنوبيين.
تعتبر تلك الحجة استخدام مشكوك فيه حيث كان “جون ويلكس بوث” من المتعاطفين مع الجنوب بلا شك لكنه وُلد في ولاية “ماريلاند” التي فى أقصى شمال ولايات العبيد الحدودية و ظلت جزءًا من الاتحاد طوال الحرب الأهلية بالإضافة إلى ذلك أمضى “بوث” جزءًا كبيرًا من حياته في الشمال و اعتبر نفسه شماليًا يفهم الجنوب بينما كان بالفعل “أوزوالد” اسميًا جنوبيًا بحكم ولادته في “نيو أورلينز” الا أنه أمضى شبابه في رحلات مكوكية بين لويزيانا و تكساس و نيويورك قبل أن ينضم أخيرًا إلى مشاة البحرية و لكن فكرة الجنوب بالنسبة لأوزوالد ليس لها أهمية حقيقية لأنه على عكس “بوث” لم يكن الدافع وراء أوزوالد لاغتيال ” كينيدى ” هو الانتماء الإقليمي .
كلاهما خلفه الجنوبيون .
كل من ابراهام لينكولن و جون كينيدى خلفهما الجنوبيين لسبب بسيط و هو أن لكلاهما نائبا للرئيس و هي حقيقة أخرى لم تكن مفاجئة بالنظر إلى الظروف التاريخية لعصرهم حيث كان “لينكولن” جمهوريًا شماليًا يترشح لإعادة انتخابه و نظرا لأن البلاد في خضم حرب أهلية و تحتاج إلى جنوبي و ديمقراطي لاحداث توازن فقد تم اختيار “أندرو جونسون ” اما فى حالة ” كينيدى ” فقد اختار ” ليندون جونسون ” من الجنوب كمرشح لنائب الرئيس لأنه يمكن أن يناشد المناطق الجنوبية و الغربية المكتظة بالسكان .
تم تسمية كل من الخلفاء جونسون.
و هى مصادفة سطحية للغاية فبالنظر إلى كثافة استخدام كلمة ” جونسون ” كلقب في زمن كل من ابراهام لينكولن و جون كينيدى فلا ينبغي أن تكون هذه المصادفة مفاجأة حقيقية لأي شخص .
أندرو جونسون الذي خلف الرئيس لينكولن ولد عام 1808 بينما ولد ليندون جونسون الذي خلف كينيدى عام 1908.
صدفة أخرى مدتها مائة عام ليست مفاجئة حيث أن جميع السياسيين الأمريكيين تقريبًا قد بلغوا مناصب رفيعة (الرئيس أو نائب الرئيس) بينما كانوا في الفئة العمرية ما بين 50-70 و كان أندرو جونسون و ليندون جونسون معاصرين للرؤساء ابراهام لينكولن و جون كينيدى على التوالى و نشير مرة أخرى إلى أنه لا يوجد شيء “مصادفة” حول الأحداث لمجرد أنها تتضمن بطريقة ما الرقم 100 كما يتم اغفال الاختلافات بين نواب الرؤساء الذين أصبحوا رؤساء لاحقا فى أن أحدهما دعم العبودية بينما دافع الآخر عن الحقوق المدنية أو أن أحدهما لم ينتخب أبدًا رئيسًا في بلده في حين فاز الآخر بأكبر انتصار رئاسي ساحق في التاريخ أو أن أحدهما تم عزله بينما لم يكن الآخر أو أن أحدهما أصبح رئيسًا في نهاية الحرب بينما أصبح الآخر رئيسًا في بداية الحرب .
ولد جون ويلكس بوث عام 1839 بينما ولد لي هارفي أوزوالد عام 1939.
و هى بالأساس معلومة خاطئة تمامًا حيث ولد “بوث” في عام 1838 و ليس عام 1839 و عادة ما يتم التلاعب بعيد ميلاده لمدة عام لجعله يتناسب مع نمط محدد مسبقًا .
كلا القاتلين كانا معروفين بأسمائهم الثلاثية.
صدفة أخرى مشكوك فيها فغالبًا ما كان يُطلق على “جون ويلكس بوث” بلقب ثلاثي لتمييز نفسه عن اسماء والده و شقيقه خاصة انهم جميعا كانوا يعملون فى مهنة التمثيل لذلك فلكل واحد منهم لابد و ان يكون له اسم مميز عن الاخر حتى يعرفه الجمهور حيث كان معروفا بالفعل بذلك الإسم قبل اغتيال “لينكولن” اما فى حالة ” كينيدى ” فقد كان يشار إلى “لي أوزوالد” عمومًا باسم “لي” (وليس “لي هارفي”) قبل الاغتيال و كان غير معروف تمامًا لعامة الناس حتى اعتقاله و لم يحدث الاستخدام الشائع لاسمه الكامل إلا بعد الاغتيال لأن استخدامه المعتاد لأسماء مستعارة و حيازته لبطاقات هوية مزورة جعلت من الصعب على شرطة دالاس التعرف عليه في البداية لذلك استخدموا اسمه الكامل للخصوصية .
كلا من اسمين القاتلين باللغة الانجليزية يتألفان من خمسة عشر حرفًا
لا يحتوي الاسم الأول و لا اسم العائلة على نفس عدد الأحرف ثم لماذا من المهم أن كلا القاتلين كان لهما نفس العدد من الأحرف بأسمائهما الكاملة بينما لم يكن الأمر نفسه ينطبق على أبراهام لينكولن و جون كينيدى أو نوابهم أندرو جونسون و ليندون جونسون اضافة الى انه لا احد اهتم بالاختلافات الجوهرية بين كلا القاتلين حيث وُلد “بوث” في عائلة بارزة و كان مثل والده ممثلاً معروفًا و شعبيًا و مجتمعيًا بينما وُلد “أوزوالد” و عاش معظم حياته في ظروف قريبة من مستوى الفقر و لم يعرف والده أبدًا الذي توفي قبل شهرين من ولادته و كان ساخطًا غامضًا و مزاجيًا و لم يكن لديه أي أصدقاء مقربين أو وظيفة ثابتة كما أنه متزوج و لديه طفلان بعكس “بوث ” الذى لم يكن لديه زوجة و لا نسل و جند “أوزوالد” في مشاة البحرية لكن “بوث” حافظ على وعد والدته بعدم الانضمام إلى الجيش الكونفدرالي .
هرب بوث من المسرح و تم القبض عليه في مستودع بينما هرب أوزوالد من مستودع و تم القبض عليه في مسرح.
و هى ليست مصادفة دقيقة حيث اطلق ” بوث ” النار على “لينكولن” في مسرح من النوع الذي تقام فيه العروض المسرحية الحية ثم فر عبر خطوط الولاية قبل أن يُحاصر و يُقتل في سقيفة تبغ بعد عدة أيام بينما أطلق “أوزوالد” النار على “كينيدي” من مستودع كتب مدرسية ثم بقي في “دالاس” و تم القبض عليه و أخذ حيًا من دار سينما بعد أكثر من ساعة بقليل .
أقرأ أيضا : هل تسبب مومياء فرعونية ملعونة فى غرق السفينة الشهيرة تيتانيك ؟
تم اغتيال بوث و أوزوالد قبل محاكمتهما.
بعد أن أطلق “بوث” النار على “لينكولن” هرب من مكان الحادث و في النهاية عبر نهر “بوتوماك” من “ماريلاند” إلى “فيرجينيا” متهربًا من القبض عليه لمدة 11 يومًا قبل أن تكتشفه القوات الفيدرالية أخيرًا فى أنه يختبئ في مزرعة تنتمى إلى “ريتشارد جاريت” و أحاطوا بالحظيرة التي كان ينام فيها و أُمر بالاستسلام و لكن عندما فشل “بوث” في إسقاط سلاحه و الخروج أضرمت النيران في الحظيرة و أطلق جندي يدعى “بوسطن كوربيت” و الذي كان يراقب “بوث” من خلال فجوة في جانب الحظيرة النار على القاتل حيث لا يمكن القول بأن “كوربيت” قد “اغتال” “بوث” لأنه قال بأنه شاهده و هو ينحني و خلص إلى أنه سيستخدم سلاحه اما فى حالة “أوزوالد” فقد غادر المستودع الذي أطلق منه النار على “كينيدى” و اعتقل في أحد دور السينما بعد أكثر من ساعة بقليل من قبل ضباط الشرطة الذين لم يكن لديهم أي فكرة عن هويته حيث تم القبض على “أوزوالد” في البداية فقط بتهمة قتل ضابط شرطة أطلق عليه النار أثناء هروبه و لم يتم إثبات علاقته باغتيال “كينيدي” الا بعد وقت لاحق ثم بعد ذلك و خلال خروجه من مقر الشرطة أطلق “جاك روبي” عليه النار و هو مواطن عادي و ايضا لم يتم الالتفات الى ان ” بوث ” أصيب في ظهره و في الرقبة و عاش لمدة ثلاث ساعات أخرى أما ” أوزوالد ” فقد أصيب برصاصة في البطن و توفي في غضون دقائق من وصوله إلى مستشفى “باركلاند”.
قبل شهر من اغتيال لينكولن كان في مونرو بولاية ماريلاند أما كينيدى فقد كان قبل شهر من اغتياله مع مارلين مونرو.
و هى مصادفة مضحكة لأنها خاطئة بشكل كبير حيث توفيت الفنانة “مارلين مونرو” قبل أغتيال الرئيس ” جون كينيدى ” بعام كامل لذلك فمن المستحيل ان يكون قد التقاها .