تتعدد قصص الحب و التي قد تنتهي بعضها بشكل قد لا يتمناه أي من كلا الطرفين لأسباب عديدة إلا أنهم مع ذلك يتجاوزون الأمر و يستكملون حياتهم مجددا و لكن في بعض من الحالات قد يؤثر ذلك علي نفسية الإنسان و يصيبه بالإكتئاب الذي يدفعه لإتخاذ بعض من التصرفات المتطرفة مثل الإقدام علي الإنتحار و هو ما فعلته امرأة في الصين كادت أن تقضي علي حياتها بسبب قصة حب فاشلة و رغم ذلك ساهمت في فوز إحدي المصورات بالمركز الثالث لجائزة الصحافة الدولية عام 2012 و التي نجحت في توثيق تلك اللحظة التي تظهر محاولات إنقاذ فتاة شابة من قبل جوه تشونج فان مدير إحدي المجمعات السكنية بعد محاولة إلقاء نفسها من أعلاه .
التاريخ : 17 مايو عام 2011 .
المصور : الصينية لي يانج – جريدة شاينا دايلي .
التفاصيل : تبدء قصة الصورة و كما يرويها مدير المجمع ” جوه تشونج فان ” بأنه كان متواجدا ذلك اليوم بعمله المعتاد عندما سمع عن محاولات إنقاذ فتاة تقف على حافة نافذة في الطابق السابع بأحد المبانى التابعة له و تهدد بالقفز و بمجرد وصوله إلي المكان كانت الشرطة قد نفخت وسادة هوائية للطوارئ و توقفت سيارة إسعاف بالجوار و بدء الجميع فى ترقب المشهد و يضيف أنه شاهد الكثير من الحوادث المماثلة في السابق و يعرف أنه رغم وجود وسادة هوائية على الأرض إلا أنه كان لا يزال من الممكن أن تموت تلك الشابة أو تصيب نفسها لأنه رأى الكثيرين من الناس في نهاية المطاف مصابين بشلل نصفي بعد سقوطهم إما لأن المبنى كان مرتفعًا للغاية أو لأنهم لم يعرفوا الطريقة الصحيحة للهبوط لحماية أنفسهم من الإصابة لذلك كان لا يريد أن يرى مأساه اخرى و قرر الصعود للتحدث إليها .
و بمجرد وصوله علم أن تلك الفتاة تدعى “لى” و تبلغ من العمر 22 عاما و تقيم بنفس المبنى و كانت تجلس على حافة النافذة و هى ترتدى فستان زفاف و تهدد بالإنتحار و بينما كان جيرانها يحاولون إقناعها بالنزول كانت في حالة هستيرية و تصرخ و تبكي و كل ذلك لأن صديقها التي كانت معه في علاقة حب أستمرت لأربعة سنوات تركها فجأة من أجل امرأة أخرى و هو ما جعل الجيران يقولون لـ ” جوه ” أنه أمر سخيفا أن تقتل نفسها من أجل شخصا لم يحبها و تركها بذلك الشكل الا أنه لم يتفق معهم في الرأي حيث كان من الضرورى عدم لومها فى مثل ذلك الموقف منعا لتفاقم الازمة .
و أستمر الوضع على نفس الحال لمدة 45 دقيقة اخرى و أتجه ” جوه ” إليها و حاول التحدث معها و التخفيف عنها قائلا لها أنها فتاة جميلة و تعد حلما لأى شاب و سرعان ما بدأت الفتاة فى التجاوب معه و التحدث إليه الا أنه بدء يشعر أنها فى أى لحظة قد تقفز لذلك كان عليه أن يكون مستعدا لذلك التصرف و في تلك الأثناء أتت أم الفتاة و هى تبكى و تصرخ و بدء في ملاحظة أن الفتاة تتحرك قليلا إستعدادا للقفز و فى غضون ثانيتين قفز عليها و تمسك برقبتها و ذراعيها و كانت تلك الصورة هي التى تم إلتقاطها و بعدها تم رفعها و إنقاذها و إعادتها الى المبنى حيث يقول ” جوه تشونج فان ” أنه لا يري نفسه بطلا و ليس لديه أى موهبه غير عادية و أن كل ما في الأمر أنه يفهم كيف يفكر من منظور الآخرين و يعرف قدراته على مساعدتهم و هو ما ساعده في محاولة إنقاذ فتاة في مقتبل عمرها و لا يزال أمامها مستقبل طويل .
و بعد مرور عدة أيام تلقي ” جوه تشونج فان ” رسالة شكر من الفتاة على إنقاذه لها و يقول أنه سعيد لمعرفته أنها تخلت عن فكرة الإنتحار لأن ذلك هو أغبى شيء حاولت فعله و يرجو أن لا تفعله مرة أخرى و يتمنى أن تتمكن من البدء في حياة جيدة مرة اخرى .
أقرأ أيضا : صورة إنقاذ الطفلة كاسندرا من الفيضانات التى إجتاحات بورتوريكو فى أعقاب إعصار هورانتوس
أما المصورة ” لى يانج ” فتروي ذكرياتها حول تلك الصورة حيث تقول بأنها وصلت إلى مكان الحادث و رأت محاولات إنقاذ فتاة ترتدي ثوب زفاف أبيض و تجلس على حافة النافذة و تبكي و كان الناس يحاولون إعادتها إلى الغرفة و بدء حشد من الناس في التجمع بالأسفل و كانت وسادة الإنقاذ الهوائية جاهزة لذلك بدأت فى إلتقاط صورا لذلك الحشد ثم ذهبت إلي مبنى مقابل و وجدت نافذة في الطابق السابع و تمركزت بها لتتمكن من تصوير تلك الدراما بشكل أفضل إلي أن أتت اللحظة التي قررت ” لي ” أن تلقى بنفسها و يمسك ” جوه ” بها و يسحبها إلي الداخل و تضيف أن تلك الصورة تحمل في طياتها تناقضات حادة بين اليأس و الأمل حيث تشير لغة جسد الفتاة و تعبيرات وجهها عن عزمها قتل نفسها لكن الأذرع القوية لأولئك الذين جاءوا لإنقاذها بمثابة منارة أمل وسط ظلام ذلك اليأس .