تعتبر الهجرة الغير شرعية واحدة من أهم المشكلات التي تواجه قارة أوروبا نظرا لأن المهاجرين القادمين من الدول الفقيرة خاصة من إفريقيا يمثلون ضغطا إقتصاديا كبيرا علي تلك الدول و من ناحية أخري تمثل تلك الرحلات خطورة علي حياة المهاجرين أنفسهم لأنها تتم بسفن متهالكة من الممكن أن تغرق بحامليها في أي وقت و توجد حوادث كثيرة علي تلك الشاكلة أبرزها الموجودة في تلك الصورة الحاصلة علي المركز الثالث في جائزة الصحافة الدولية عام 2005 و التي تبرز لحظات إنقاذ و إنتشال عدد من المهاجرين الأفارقة من قبل حرس السواحل الإسباني بعد إنقلاب قاربهم فى عرض البحر .
التاريخ : 18 نوفمبر عام 2004 .
المصور : الإسبانى ” خوان ميدنا ” – وكالة ” رويترز ” .
التفاصيل : تبدء قصة الصورة مع تزايد عمليات الهجرة الغير شرعية التى يقوم بها بعض المهاجرين الأفارقة للهروب من بلدانهم و التوجه إلي الدول الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط بشكل غير شرعى و بقوارب بسيطة التجهير في محاولة للبحث عن حياة أفضل واحدة منها كان ذلك القارب المحمل بعدد كبير من المهاجرين و المتجه الى الأراضي الإسبانية و الذي بمجرد وصوله إلي جزر الكناري كان في إنتظارهم دورية من الحرس المدني لإعتقالهم و أثناء صعودهم إلي السفينة تحرك روادها جميعًا إلي جانب واحد و يفقد القارب إتزانه و ينقلب المهاجرين الأفارقة جميعا فى المياه و تهرع السلطات لمحاولة نجدتهم حيث تم إنقاذ 29 منهم مع فقدان تسعة أخرين و كانوا جميعهم من الرجال و معظمهم من دولة “مالي” أما الباقين فكانوا من “ساحل العاج” و “غانا” و بمجرد إنقاذهم تم إحتجازهم في أحد المراكز المختصة لمدة 40 يومًا ثم ترحيلهم إلي بلدانهم الأصلية .
و فى تلك الأثناء كان المصور ” خوان ميدنا ” متواجدا لتوثيق مشاهد إنقاذهم حيث يقول أنه بدأ فى إلتقاط صور المهاجرين الأفارقة لأنه يعيش فى جزر الكناري و أنه على مدار السنوات القليلة الماضية قام بتوثيق محنة آلاف الأشخاص منهم و ما حدث فى ذلك اليوم لم يكن مختلفًا عما كان يحدث في السابق وسيستمر في الحدوث لأنهم يخاطرون بحياتهم في محاولة للوصول إلي سواحل جزر الكناري حيث يعيش و يرى بنفسه المأساة الإنسانية التي هم فيها و تبدء بمغادرة بلدانهم الأصلية التي دمرها الجوع و الحرب و الإستغلال و خلال رحلتهم و قبل وصولهم إلي الساحل الأفريقي يموت الكثير منهم أثناء عبور الصحراء و بمجرد وصول المهاجرين الأفارقة الى الشاطئ تبدء معاناة جديدة بعبورهم مئات الكيلومترات من البحر المفتوح الذي يفصل القارة الأفريقية عن الجزر الإسبانية في قوارب هشة يبلغ طولها أقل من ستة أمتار و محملة بحمولات زائدة و في الغالب يتم إعتراضها من قبل دوريات خفر السواحل الإسبانية أو غيرها من سفن الإنقاذ أما الباقي فقد يضل طريقه أو يتعطل المحرك في عرض البحر و تظل قواربهم عائمة بلا هدي و علي متنها ركاب محكوم عليهم بالموت البطيء من الجوع و الطقس السيئ إذا لم يتم العثور عليهم في الوقت المناسب .
و يضيف المصور أنه خلال عمله تعرف علي إثنين من المهاجرين الأفارقة الذين تم إنقاذهم و هم “عيسى” و “إبراهيم” اللذان كانا من الرجال الذين صورهم و هم يُسحبون من البحر حيث أوضح له عيسي الظروف الصعبة التى يمر بها فى “مالى” نتيجة قلة العمل و رغم المخاطر التي تنتظره في تلك الرحلة قرر هو و رفاقه القيام بها حيث ظنوا أن محاولة مساعدة أسرهم تستحق العناء .
أقرأ أيضا : صورة زوجين صينيين يقومون بطهو طعامهم داخل أنقاض منزلهم عقب زلزال سيتشوان
و بعد ذلك سافر ” خوان ميدنا ” إلى منازلهم في “مالي” لمقابلة عائلات المهاجرين الأفارقة و تم الترحيب به بأذرع مفتوحة مع الكثير من الحب على عكس الطريقة التي أستقبل بها الإسبان المهاجرين فى بلدهم و علم من أسرهم قصصهم التي ساعدته علي فهم أسباب إستعداد أبنائهم للمخاطرة بحياتهم حيث شاهد بنفسه الظروف المعيشية الصعبة التي تركوها وراءهم و أجبرتهم على ذلك لأنه لم يكن هناك أي مخرج لأزمتهم سوى القيام بتلك الرحلة و ليس لأنهم كانوا باحثين عن المغامرة و يضيف أن هؤلاء الناس يموتون حتى اليوم و من غير المعتاد أن يمر شهر دون مأساة من تلك النوعية و لا يرى أي شيء يتغير بل على العكس هناك المزيد من الضغوط الشرطية على حدود أوروبا أكثر من أي وقت مضي .