الإنزال الجوي هو إسقاط مظلي يتم فيه تسليم مواد تشمل أسلحة أو معدات أو مساعدات إنسانية أو منشورات بواسطة طائرات عسكرية أو مدنية دون الحاجة الى هبوطها على الأرض و تم تطوير تلك الإستراتيجية خلال الحرب العالمية الثانية لإعادة إمداد القوات التي يتعذر الوصول إليها بريا و ذلك من خلال دفع صناديق مزودة بمظلات من أبواب شحن جانبية فى الطائرات أو منحدرات وصول خلفية يمكن خفضها أثناء التحليق مما يسمح بخروج تلك الشحنات من الخلف و مع نمو الطائرات بشكل أكبر أصبح يمكن إسقاط مركبات مثل الدبابات و ناقلات الجند المدرعة و غيرها من الإمدادات , و بعيدا عن الحروب أستخدمت تلك الإستراتيجية أيضا خلال العمليات الإنسانية من خلال إسقاط المواد الغذائية و الطبية من طائرات الأمم المتحدة , و تنقسم فكرة إسقاط الشحنات جوا الى عدة أنواع و هى إسقاط حر بدون إستخدام مظلات مثل إلقاء المنشورات و إسقاط مرتفع السرعة و فيه تعمل المظلات على تثبيت سقوط الحمولة و لكن ليس لخفض سرعتها و تُستخدم للعناصر المتينة مثل الوجبات العسكرية الجاهزة للأكل و أخيرا إسقاط منخفض السرعة و فيها تتضمن الحمولة مظلات مصممة لإبطاء الحمل قدر الإمكان مما يضمن أنها لن تتأثر نتيجة إرتطامها بالأرض و تستخدم للمعدات الحساسة و المركبات و ربما أيضا للأجهزة الموسيقية مثل البيانو حيث ظهرت على شبكة الانترنت صورة لجنود أمريكيين يجتمعون حول بيانو و مرفق بها معلومة أن الجيش الأمريكي قد قام خلال الحرب العالمية الثانية بإسقاط ألات البيانو بغرض توفير بعض من الإسترخاء لجنودها فهل تلك المعلومة صحيحة ؟
التقييم
الأدله على إسقاط الجيش لألات البيانو
خلال إندلاع الحروب يحتاج كل جندي إلى إجازة من أهوالها و كان لدى “الولايات المتحدة” طريقة مثيرة للاهتمام لتوفير ذلك خلال الحرب العالمية الثانية عندما واجه الجنود الأمريكيين الصدمات العنيفة خلال المعارك لذلك حاولت الحكومة معرفة كيفية الحفاظ على الروح المعنوية المرتفعة لديهم مع استمرار الحرب و كان أحد تلك الحلول هو إسقاط جوي لألة البيانو بالمظلات إلى منطقة الحرب حتى يتمكن الجنود من عزف الموسيقى بأنفسهم و زعم منشور على إحدى صفحات الفيسبوك أن ذلك البيانو كان يعرف بإسم “فيكتورى فيرتيكال” و تم إنزاله من الجو بمظلات كبيرة و إرشادات ضبط كاملة في المعركة .
و فى تلك الصورة كشفت شبكة NPR الإخبارية أن تلك الصورة حقيقية بالفعل و كانت لجنود الفرقة الأمريكية المدرعة الثانية و هم يغنون على البيانو بمنطقة نورماندي فى “فرنسا” و كشف عازف البيانو و البروفيسور “جاريك بيدرسن” عن تاريخ هذه الممارسة غير العادية من خلال مشروع الفيكتوري فيرتيكال و هو عرض أدى فيه مقطوعات موسيقية فى تلك الفترة الزمنية و صنع بواسطة شركة ” ستينواى اند سانز ” و هي شركة ألمانية أمريكية لتصنيع البيانو يقع مقرها فى “نيويورك” و تم التعاقد معها خصيصًا لاستخدام ألاتها فى جبهة الحرب وفقًا لما نشر على موقع الشركة و التى قامت بتصنيع أكثر من 3000 بيانو حيث قالت :
في البداية مُنعت شركة ستينواى من تصنيع البيانو بسبب القيود الحكومية على الحديد و النحاس و المواد الخام الأخرى و خصص المصنع وقته في إنتاج توابيت و أجزاء لطائرات نقل القوات الشراعية إلى أن تم منحها عقدًا لإرسال آلات بيانو مصممة خصيصًا لجنود الحرب المفوضين حيث شرعت ستينواى في صنع أكثر من 3000 بيانو “فيكتوري فيرتكال” المصمم خصيصًا للجنود في المعارك بين عامي 1942 و 1953 و كان البيانو باللون الزيتي و الأزرق و الرمادي الباهت و في عام 1942 تم إسقاط بالمظلة أول نسخة منه كاملة مع ضبط المعدات و التعليمات.
و بطبيعة الحال منذ أن تم تجنيد الجنود للقتال في الحرب العالمية الثانية كان هناك بعض الموسيقيين بين القوات الذين يمكنهم العزف عليه لذلك لم تكن هناك أى مشكلة فى إستخدامه و بحسب كلام “بيدرسن” لـ NPR فقد كان يرفق مع آلات البيانو نوتة موسيقية بها كلاسيكيات خفيفة و تراتيل بروتستانتية و أيضا أغاني وطنية و شعبية و كان هناك دائمًا شخص يمكنه الجلوس و ممارسة العزف و كان الجنود يحبون ذلك .
أقرأ أيضا : هل لعب الجنود الألمان و البريطانيين سويا كرة القدم و تبادلوا الهدايا فى هدنة عفوية بليلة عيد الميلاد