تحدثت تقارير إخبارية كثيرة عن رؤية العديد من الأطباق الطائرة أبرزها حادث روزيل الذي وقع فى ولاية نيومكسيكو و كان من الملاحظ أنه فور تداول تلك الأخبار كان يتبعها حالات من الجدل ما بين مؤيد و تبريره أنه لا يمكن أن نكون وحدنا من يعيش وسط ذلك الكون الشاسع و أخر معارض و حجته أن الأمر لا يتعدي سوي مجرد خداع بصري أو سوء فهم لنيزك عابر أو طائرة كانت تمر بالصدفة فى تلك الأجواء و مع ذلك كانت هناك بعض من تلك التقارير تحدثت عن مواجهات قد تمت بالفعل فى السماء مع تلك الأجسام المجهولة كانت أشهرها هو ما حدث في الولايات المتحدة أوائل خمسينيات القرن الماضي و أسفرت عن إختفاء تام لطائرة مقاتلة كان يقودها إثنان من الطيارين الأمريكيين الأكفاء و هم الملازم فيليكس مونكلا و مساعده روبرت ويلسون و تسبب ذلك الحادث الغامض فى فتح الباب علي مصراعيه للتساؤل حول طبيعة ما حدث للطائرة و ركابها و لكن دون الوصول إلي أى اجابة محددة سوي بعض من النظريات و الفرضيات .
بدأت قصة إختفاء الملازم “فيليكس مونكيلا” و مساعده “روبرت ويلسون” مساء يوم 23 نوفمبر عام 1953 فى ليلة كانت روتينية و هادئة للجنود العاملين في محطة رادار أرضي تابعة لقيادة الدفاع الجوي في ولاية ” ميتشيجان ” و فجأه إلتقطت موجات الرادار جسم غامض يحوم فوق منطقة ” سو لوكس ” بالقرب من بحيرة سوبيريور علي الحدود مع “كندا” و كان الأمر غريبًا عليهم نظرًا لأن تلك المنطقة كانت مجالًا جويًا مقيدًا و يمنع تماما علي أى فرد التحليق فيها بطائرة أى كان نوعها علي الإطلاق لذلك تم إخطار قاعدة “كينروس” الجوية القريبة و الذين بدأوا علي الفور في تجهيز مقاتلة من طراز F-89C Scorpion لتقوم بإعتراض ذلك الجسم الغامض و فى خلال دقائق بسيطة حلقت المقاتلة في السماء بإتجاه المجهول حاملة بداخلها الطيار الملازم أول “فيليكس مونكلا” و مشغل الرادار الملازم ثاني “روبرت ويلسون” و اللذان كانا لا يعلمان أنهما على وشك الطيران إلى واحدة من أعظم ألغاز الأطباق الطائرة في التاريخ و أنهم لن يعودوا على الإطلاق .
و مع تحليق الطائرة بدأت محاولات “روبرت ويلسون ” لتعقب ذلك الجسم الغامض لكنه واجه مشكلة فى إتمام ذلك الأمر تم حلها بإتصال مفتوح مع مشغلي الرادار الأرضي الذي إلتقط إشارات ذلك الجسم و قاموا بتوجيه الطائرة نحو هدفها و عندما أتخذت إستعدادها لوضعية الإشتباك و بحسب ما ورد فإن الجسم قد انعطف بشكل حاد و مفاجئ لتجنبهم لتحلق المقاتلة حوله مرة أخري لمواصلة المطاردة لكن ذلك الجسم كان يتمكن دائما من الإفلات منها و البقاء بعيد المنال و بدا واضحا أنه كان يتلاعب بهم حيث شاهد العاملين علي شاشات الرادار وقائع تلك المطاردة التى كانت تشبه لعبة القط و الفأر علي إرتفاع أكثر من 2400 متر و كان طرفي المطاردة يظهرون أمامهم كنقطتين على الشاشات و فجأة بدا أن النقطتين تندمجان على الشاشة و لم يكن الأمر صادمًا تمامًا في البداية حيث لم تكن هناك إشارة إستغاثة صادرة من الطيارين و ظنوا أن الطائرتين كانتا تمران من فوق بعضهما و سرعان ما سوف ينفصلا و تظهر النقطتان مجددا لكن القلق بدأ يدب فيهم عندما لم يحدث ذلك الإنفصال المتوقع و تم فقدان الإتصال اللاسلكي بالطائرة و استمرت تلك النقطة موجودة علي الشاشة و كان تصورهم أن الجسمين قد اصطدموا ببعضهم رغم مواصلة النقطة رحلتها في مسارها الأصلي دون أي علامة على وجود أي مشاكل حتى غادرت نطاق الرادار تمامًا.
بعد ذلك أجريت محاولات لإستعادة الاتصال اللاسلكي مع ” فيليكس مونكلا ” لكن فى المقابل لم يكن هناك سوى الصمت التام لذا أفترضوا أن طائرتهم قد تحطمت و تم إطلاق مهمة إنقاذ على الفور بمشاركة كل من القوات الأمريكية و الكندية و تم البحث في المنطقة التي أندمجت فيها النقطتين على شاشات الرادار لمحاولة الوصول إلي أى دليل قد يقود إلي الطيارين أو الطيارة و لكن لم يتم العثور على أى علامة تشير لأي حطام كما لو أنهم قد تبخروا كما لم يتم العثور على أي علامة للجسم الغامض الذى بدأ من خلاله كل شئ و هو ما أصاب قيادة الجيش الأمريكي بالحيرة و الإرتباك أثناء محاولتها شرح ما حدث للرأي العام حيث قالوا فى البداية أن الطائرة قد تحطمت بعد مطاردة كائن غامض مجهول الهوية لكنهم سرعان ما تراجعوا و غيروا القصة تمامًا و أصبح التقرير الرسمي أن الجسم الغامض الذي تم مطاردته كان في الواقع طائرة تدريب كندية ثم تغير نوعها بشكل مريب لتكون طائرة ركاب و خرجت عن مسارها و أن المقاتلة بقيادة ” فيليكس مونكلا ” و مساعده قد تحطمت بسبب صعوبات واجهها الطيار على متن الطائرة بعد نجاحه فى توجيه الطائرة الكندية إلى مسارها و من المحتمل أن يكون سبب ذلك إصابة الطيار بالدوار بالإضافة إلى حدوث سوء في الأحوال الجوية و لم يعلقوا علي تداخل النقطتين فى موجات الرادار أما علي الجانب الكندي فقد كانت لديهم رواية مختلفة حيث قالوا فى البداية أن طيار طائرة الركاب الكندية لم يكن على علم بالطائرة الأمريكية على الإطلاق و بعد ذلك زعموا لاحقًا أنه لم تكن هناك طائرات كندية بالأساس في تلك المنطقة وقت الحادث .
و نتيجة إرتباك القيادة الأمريكية و تضارب القصص حول حادث إختفاء الطيار ” فيليكس مونكلا ” و مساعده دفع ذلك الكثيرين لمحاولة البحث حول ذلك الأمر من بينهم الباحث السابق في مشاة البحرية “دونالد كيهو” الذى وجد في وثائق سلاح الجو المسربة أن الأمر بعيدًا تماما عن ما تم ذكره بشكل معلن حيث أعتبر الجيش الأمريكي في الواقع أن ذلك الحادث غامض جدا كما وجد الباحث أيضًا أنه كانت هناك روايات متضاربة من مسؤولي القوات الجوية عند إبلاغ أسر الضحايا حيث قال البعض إن الطائرة حلقت على ارتفاع منخفض ثم تحطمت في “بحيرة سوبيريور” بينما قال آخرون أن الطائرة أنفجرت و تحطمت في الجو و هو أمر غريب لأن شعور الطيار بالدوار كما أعلنت الحكومة بشكل رسمي من الصعب أن يتسبب في انفجار طائرة في الجو كما أنه لا يوجد أى أثر لحطام الطائرة و ما يزيد من الشكوك حقيقة أن المحققين من لجنة التحقيقات الوطنية بشأن الظواهر الجوية (NICAP) الذين نظروا فيها فوجئوا أن مهمة ” فيليكس مونكلا ” قد تم حذفها على ما يبدو من السجل الرسمي تمامًا و قال الباحث فى الأطباق الطائرة ” جون تيني ” أنه تحدث إلى أحد أعضاء القوات الجوية الأمريكية و قال له أنه كان هناك إرسال لاسلكي خافت من ” فيليكس مونكلا ” بعد ساعات من سقوط طائرته و هو أمر يبدو غريبًا للغاية و ما زاده غرابة تقرير لبعض عمال السكك الحديدية على الجانب الكندي زعموا فيه أنهم سمعوا انفجارًا هائلاً في ليلة الحادث و هى كلها كانت شواهد أضافت علي المشهد مزيد من الغموض .
و رغم الغموض الشديد فى حادث إختفاء الطيار ” فيليكس مونكلا ” إلا أنه كان من الملاحظ أنه حظى بتغطية إعلامية قليلة نسبيًا و ظل غامضًا إلى حد ما لعامة الناس في ذلك الوقت ربما لعدم إزعاج السلطات السياسية و العسكرية فى فترة كانت تعتبر ذروة الحرب الباردة لذلك لم يكن من الضروري تشتيتها فى أمور فرعية أخري إلي أن تم إحيائه مجددا عام 1968 بعد العثور على حطام بالقرب من الشاطئ الشرقي لبحيرة سوبريور و يشبه إلى حد كبير حطام المقاتلة لكن لم يتم التعرف على التقرير رسميًا و لا تزال هوية الأجزاء غير معروفة و في عام 2006 ثار الإهتمام بالقضية مرة أخرى عندما زُعم أن مجموعة من الغواصين من ميتشيجان قد أكتشفوا حطام الطائرة في قاع بحيرة سوبيريور حتى أنها قدمت أدلة السونار و صور فوتوغرافية لكنه تبين لاحقًا أنها إدعائات كانت على الأرجح جزءًا من خدعة متقنة .
أقرأ أيضا : قصة إختطاف الزوجين بيتي و بارني هيل على يد كائنات فضائية
و مع وجود الكثير من الألغاز و الغموض حول حادث إختفاء ” فيليكس مونكلا ” و مساعده و الطائرة تطايرت النظريات حول حقيقة ما حدث حيث يقول البعض أنه من الوارد أن يكون بالفعل قد تحطمت الطائرة كما ذكر الجيش لكن تم طمس الحقائق لأسباب لا يمكن الإفصاح عنها مثل أنها كانت محاولة لإجراء تجارب على طائرات عالية السرية كما كانت هناك أيضًا فرضية مفادها أنها بالفعل دخلت في مواجهة حقيقية مع جسم غامض تسبب فى الإصطدام بها أو إسقاطها و ربما خطفها لمكان مجهول و في النهاية نستطيع القول أنه من المؤكد أن الرواية الرسمية هى أبعد ما تكون عن التفسير المرضي كما لا يوجد سوى القليل من الأشياء التي نعرفها على وجه اليقين فنحن نعلم أن ” فيليكس مونكلا ” و مساعده ” ويلسون ” قد أقلعوا في تلك الطائرة التى لم يعودوا منها أبدا كما نعلم أن نقطتين ضوئيتين للرادار تقاربتا و بقيت واحدة فقط و أنه لم يتم العثور على أي أثر للطائرة أو الطاقم و بخلاف ذلك لا يوجد شيء ملموس حول القضية حيث كانت الحكومة غامضة للغاية بشأن الحادث برمته و من المرجح أنه لن نحصل على الإجابات التي نسعى إليها أبدًا و ستظل تلك الطائرة و طاقمها في عداد المفقودين.