في مدينة يوفيلا الواقعة بولاية أوكلاهوما الأمريكية عاشت عائلة جيمسون و هي أسرة مكونة من ثلاثة أفراد هم رب الأسرة ديل و زوجته شيريلين و إبنتهما ماديسون البالغة من العمر ستة سنوات و كانت حياتهم تسير بشكل طبيعي للغاية حتي يوم الثامن من أكتوبر عام 2009 لأنه في ذلك التاريخ إختفت العائلة بشكل غامض و دون وجود أي إشارات عن وجهتهم أو توفر أسباب منطقية لإختفائهم و ما زاد من غموض الأمر هو عثور الشرطة علي شاحنة العائلة بعد أيام قليلة من البحث المكثف و رغم أن ذلك الإكتشاف كان من المرجح أن يجيب عن العديد من الأسئلة إلا أنه و علي العكس زاد من غموض حادث إختفاء عائلة جيمسون .
بدأ غموض قصة إختفاء عائلة جيمسون حين تم العثور علي شاحنتهم في مقاطعة ” لاتيمر ” علي بعد حوالي ساعة بالسيارة من منزلهم حيث كانت العائلة قد زارت هذه المنطقة مؤخرًا للتخطيط لشراء 40 فدانًا من أراضيها من أجل العيش فيها و لكن مع تدقيق البحث داخل السيارة عثر المحققين علي مؤشرات تفيد بأن العائلة لم تكن تخطط للإبتعاد لفترة طويلة عن منزلهم بعد العثور علي بطاقات هويتهم و محافظهم و هواتفهم و حقيبة ” شيريلين ” بالإضافة إلي كلب العائلة الذي كان يعاني من سوء التغذية لكنه ما زال على قيد الحياة في المقعد الخلفي للشاحنة كما تم العثور علي مبلغ 32,000 دولار نقدًا و هو ما أثار تساؤلات لأنه في ذلك الوقت كان ” ديل ” و ” شيريلين ” يتلقيان إعانات للإعاقة لذا لم يكن معروفًا من أين حصلوا علي ذلك المبلغ الكبير أو ما الذي كانوا يخططون لفعله به .
و نتيجة وجود ذلك المبلغ إشتبه المحققين في أن المخدرات ربما قد تكون لها علاقة بإختفائهم و أن المبلغ الكبير من المال قد يكون ناتجًا عن صفقة مخدرات محتملة و مع ذلك لم يكن لديهم تفسير واضح لماذا قد يجلبون إبنتهم معهم كما أنه كان من المستحيل بمجرد النظر إلي الشاحنة تحديد عما إذا كانوا قد غادروا طواعية أو أُجبروا على الخروج منها تحت تهديد ما تاركين ممتلكاتهم خلفهم في حالة من التوتر لذلك تم تشكيل فرق بحث للتمشيط عبر الغابات و المناطق المحيطة للعثور علي أي أثر للعائلة لكنهم لم يعثروا علي أي شيء.
و نتيجة عدم التوصل إلي أي أدلة جديدة ظل التحقيق باردًا حتى حلول يوم 16 نوفمبر عام 2013 بعد أن عثر بعض من الصيادين علي بقايا هياكل عظمية جزئية لشخصين بالغين و طفل واحد علي بعد خمسة كيلومترات فقط من المكان الذي وُجدت فيه شاحنة العائلة قبل أربع سنوات و أثبتت الفحوصات الجنائية أنها رفات ترجع إلي أفراد عائلة جيمسون لكن بسبب حالة التحلل لم يتمكن الخبراء من تحديد سبب الوفاة و مع ذلك أعادت الشرطة فتح التحقيق مجددا في قضية إختفاء عائلة جيمسون .
و من خلال التحقيقات و التحريات إكتشف المحققين مقطع فيديو غريبًا مسجل من كاميرات مراقبة موجودة خارج منزل عائلة جيمسون في الليلة التي غادروا فيها حيث أظهر الزوجين و هما يتنقلان بين المنزل والشاحنة و يقومان بتعبئة أمتعتهم و لكن كان هذا التصرف ليس غريبًا لأن ” ديل ” كان قد صرح لقس المنطقة بإعتقاده أن منزله مسكون بالأشباح و بأنه رأي إثنين إلي أربعة منهم علي سطح منزله و بالمزيد من البحث تم الوصول إلي أن ” شيريلين ” قد أشترت كتابًا للشعوذة و أعترف ” ديل ” للقس بأنه قرأ هذا الكتاب و هو ما دفع البعض للإعتقاد بأن السحر قد يكون له علاقة بوفاتهم و ما أكد تلك الشكوك هو أن والدة ” شيريلين ” أفادت بأنها تعتقد أن العائلة قد تورطت مع جماعة سرية و ربما قتلت علي يد أعضائها لكنها لم تتمكن من تحديد تلك الجماعة كما لم يكن هناك أي دليل مادي يدعم هذه النظرية.
و بدأت الشرطة في وضع عدد من الإفتراضات التي تفسر سر إختفاء عائلة جيمسون كان أولها أنها قد تكون ضحية جريمة قتل أو إنتحار و كان سبب تلك الفرضية هو عثورهم علي رسالة غاضبة كتبتها ” شيريلين ” إلي زوجها ” ديل ” و كانت مكونة من 11 صفحة مما دفعهم للإعتقاد بأن ” ديل ” قد أخذ عائلته إلي الغابة و قام بقتل زوجته و إبنته ثم انتحر لكنهم لم يتمكنوا من إثبات هذه النظرية كما نُظر في فرضية تورط ” بوب ” والد ” ديل ” لأنه قدم في السابق طلبا للحماية منه مدعيًا أنه هدد بقتلهم و أنهم كانوا يعيشون في خوف علي حياتهم من تهديداته حيث كان قد وصف والده بأنه رجل خطير للغاية و يعتقد أنه فوق القانون لتورطه في أنشطة الدعارة و المخدرات إلا أن تلك الفرضية لم تكن قوية بالشكل الكافي نظرا لأن الأب ” بوب ” قد توفي بعد شهرين فقط من إختفاء العائلة و كان يعاني من مشاكل صحية لفترة طويلة و أكد شقيقه أن ” بوب ” كان إما في المستشفى أو في دار رعاية خلال تلك الفترة و رغم أنه كان شخصًا مضطربًا إلا أنه لم يكن قادرًا علي التورط في جرائم القتل .
أقرأ أيضا : قصة جريمة القتل المروعة التي حدثت في منزل أميتفيل و كانت ملهمة لأشهر روايات و أفلام الرعب
و رغم إهتمام الشرطة بالقضية و توفر العديد من الأدلة و الفرضيات إلا أن أيًا منها لم يؤدِ إلي نتيجة حاسمة و ظلت سلطات مقاطعة ” لاتيمر ” غير متأكدة من سبب إختفاء عائلة جيمسون و وفاتهم حيث قالت بأن الكثير من المحققين يتمنون لو كان لديهم العديد من الأدلة كما هي متوفرة أمامهم في تلك القضية إلا أن المشكلة أنها تشير في إتجاهات مختلفة تمامًا لذلك من الصعب الوصول إلي أي تفسيرات منطقية لحلها و هو ما يجعل لغز تلك القضية مفتوحا و قائما حتي يومنا هذا .