أهرامات الجيزة هي ثلاثة أهرامات يرجع تاريخها إلي الأسرة الرابعة (2575 – 2465 قبل الميلاد) و تم تشييدهم على هضبة صخرية على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من محافظة الجيزة الواقعة شمال مصر و تتوافق أسمائهم مع الملوك الذين بنيت من أجلهم تلك الصروح بداية من خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة و الذي يطلق علي مقبرته الهرم الأكبر أو الهرم الشمالي حيث يبلغ متوسط طول كل جانب عند القاعدة 230 مترًا و إرتفاعه الأصلي 147 مترًا بينما الهرم الأوسط فيرجع إلي الملك خفرع رابع ملوك الأسرة الرابعة و يبلغ طوله عند القاعدة 216 مترًا و إرتفاعه الأصلي 143 مترًا و أخيرا هرم منقرع الملك الخامس في ترتيب الأسرة الرابعة و الواقع في أقصي الجنوب و يبلغ طول كل جانب من قاعدته 109 مترًا و بإرتفاع أصلي 66 مترًا و نظرا لروعتهم المعمارية و الهندسية تم إختيار أهرامات الجيزة لتكون من بين عجائب الدنيا السبع القديمة و نظرا لأهميتهم الثقافية في العصر الحديث فقد تم إدراجهم بشكل جماعي منذ عام 1979 كأحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو .
و من الملاحظ أن أهرامات الجيزة الموجودة في الوقت الحالي تختلف من حيث الشكل و الحجم عن ما أنتهت به عملية بنائها و ذلك لأنه خلال العصور القديمة و الوسطي تعرضت الأهرامات الثلاثة للنهب من الداخل و الخارج كما أن المقابر التي تم إيداعها في الأصل داخل غرف الدفن مفقودة كما لم تعد الأهرامات تصل إلى إرتفاعاتها الأصلية لأنها جُردت بالكامل تقريبًا من أغلفتها الخارجية المكونة من الحجر الجيري الأبيض و الأملس إما من خلال عوامل طبيعية مثل التغيرات الجوية و الزمن أو بأيدي الإنسان فإذا نظرنا إلي الهرم الأكبر على سبيل المثال فسنجد أن إرتفاعه الحالي هو 138 مترًا فقط أى أقل بتسعة أمتار تقريبا عن إرتفاعه الأصلي بينما يحتفظ هرم خفرع بغلاف من الحجر الجيري الخارجي فقط في الجزء العلوي منه و يقع بالقرب من كل هرم معبد جنائزي بالإضافة إلي عدد من الأهرامات الفرعية التي كانت تستخدم في دفن أفراد آخرين من العائلة المالكة .
و حتى اللحظة من المرجح أن يكون هرم خوفو هو أضخم مبنى تم تشييده على كوكب الأرض حيث ترتفع جوانبه بزاوية 51 درجة و 52 دقيقة و موجهة بدقة إلى النقاط الأساسية الأربعة للبوصلة و يتكون قلبه بكتل من الحجر الجيري المصفر بينما غلافه الخارجي الذي أختفى بالكامل تقريبًا و ممراته الداخلية فهي مصنوعة من الحجر الجيري ذات الألوان الفاتحة أما حجرة الدفن الداخلية فمبنية بكتل ضخمة من الجرانيت و تشير التقديرات إلي أنه تم قطع ما يقرب من 2.3 مليون كتلة من الحجر و تم نقلها وتجميعها لإنشاء ذلك الهيكل الذي يبلغ وزنه 5.75 مليون طن و الذي يعد تحفة فنية تعبر عن المهارات المعمارية و القدرات الهندسية التى إمتلكها المصريين القدماء في ذلك الوقت و يقع مدخل الهرم الأكبر في الجانب الشمالي على إرتفاع 18 مترًا فوق مستوى سطح الأرض و ينحدر منه ممر مائل يخترق البناء الداخلي للهرم و ينتهي في غرفة غير مكتملة تحت الأرض و من أحد فروع ذلك الممر يوجد ممر أخر صاعد يؤدي إلى غرفة تُعرف باسم غرفة الملكة و إلى رواق مائل يبلغ طوله 46 مترًا في الطرف العلوي من هذا الممر كما يتيح ممر أخر طويل و ضيق الوصول إلى غرفة الملك و هي حجرة مبطنة بالكامل و مغطاة بالجرانيت و بها تهويات ضيقة تعمل بشكل غير مباشر من خلال البناء و من غير المعروف عما إذا كانت مصممة لغرض ديني أم للتهوية فقط كما يوجد فوق غرفة الملك خمس حجرات مفصولة بألواح جرانيتة أفقية ضخمة و يرجح الأثريين أن الغرض من هذه الألواح هو حماية سقف حجرة الدفن عن طريق تحويل قوي الدفع الهائل الذي تمارسه كتل البناء العلوية .
و حتى اللحظة لم نحصل علي إجابات مؤكدة حول كيفية بناء أهرامات الجيزة لكن الإجابة الأكثر منطقية كانت من خلال إستخدام المصريين القدماء لجسر مائل محاط من الطوب و الأرض و الرمل و كلما إزداد إرتفاع بناء الهرم زاد إرتفاعه هو أيضا كما تم سحب الكتل الحجرية إلى أعلى عن طريق الزلاجات و البكرات و الرافعات و وفقًا للمؤرخ اليوناني القديم “هيرودوت” فقد أستغرق بناء الهرم الأكبر 20 عامًا و عمل علي بناءه ما يقرب من 100000 شخص و هو رقم ضخم للغاية و لكنه البعض رأه قابل للتصديق نظرًا لأن هؤلاء الرجال الذين كانوا عمالًا زراعيين كان عملهم منصب فقط علي بناء أهرامات الجيزة أو كان له الأولوية بالإهتمام أثناء ما كان هناك القليل من العمل الذي يتعين القيام به في الحقول عندما يكون نهر النيل في حالة فيضان و لكن مع حلول أواخر القرن العشرين وجد علماء الآثار دليلاً على أنه كان يوجد قوة عاملة محدودة ربما هي من تواجدت في ذلك الموقع على أساس دائم و ليس موسمي لذلك تم إقتراح أنه كان هناك ما لا يقل عن 20000 عامل مع موظفي الدعم المرافقين من خبازين و أطباء و كهنة وما إلى ذلك يعد هو الرقم الأنسب للقيام بتلك المهمة .
و بجانب أهرامات الجيزة يوجد تمثال أبو الهول الواقع جنوب الهرم الأكبر بالقرب من معبد وادي خفرع و هو تمثال تم نحته من الحجر الجيري و له ملامح وجه رجل و لكن بجسد أسد راقد و يبلغ طوله حوالي 73 مترًا و إرتفاعه 20 مترًا كما تحيط بالأهرامات حقول واسعة من المصاطب و هي هياكل جنائزية مسطحة تم ترتيبها في نمط شبكي و كانت تستخدم لدفن الأقارب أو كبار المسؤولين و من الملاحظ أنه بجانب المصاطب الأساسية للأسرة الرابعة تم العثور حولها و بينها على العديد من المصاطب الأخري التى ترجع إلي الأسرة الخامسة و السادسة (حوالي 2465 – 2150 قبل الميلاد) و في أواخر الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي كشفت الحفريات التى تم العثور عليها في ضواحي أهرامات الجيزة عن مناطق العمال التي تضمنت المخابز و أماكن التخزين و الورش بالإضافة إلي مقابرهم الصغيرة التى تراوحت أشكالها ما بين القباب البسيطة من الطوب اللبن إلى الآثار الحجرية كما تم العثور على تماثيل صغيرة داخلها و عليها نقوش هيروغليفية تحدد أحيانًا هوية المتوفى.
معلومات سريعة عن أهرامات الجيزة
- تم إختيار مواقع أهرامات الجيزة فى الضفة الغربية من نهر النيل و لم يكن إختيار ذلك المكان عشوائيا فالمصرى القديم كان مؤمنا بالبعث و الخلود و كان الهدف الرئيسى من بناء أهرامات الجيزة هو أن تكون مقبرة للملوك أو مكان الراحة الأبدية الأخيرة لهم و مكان الإنتقال للعالم الأخر حيث كان الجانب الغربى الذى يغرب فيه الشمس يمثل رمزا للموت و مكانا لوفاة الشمس قبل أن ترتفع مرة اخرى فى الشروق كرمزا للحياة الأبدية .
- تم إستخدام علم الفلك فى بناء أهرامات الجيزة حيث كان الفراعنة يستخدمون النجوم كدليل إرشادى فى كيفية محاذاة الأهرامات حيث صدر بحث فى جامعة كامبريدج عام 2000 يوضح فيه إستخدام الفراعنة لحزمة نجوم الدب الاكبر و الدب الاصغر لمحازاة تلك المباني فى إتجاه الشمال و الجنوب و كانت قياساتهم دقيقة لدرجة أنه كان لديهم فقط هامش خطأ يصل إلى 0.05 درجة .
- أستخدم الفراعنة أهرامات الجيزة كأداة لحساب الوقت حيث يعمل هيكل الهرم الأكبر كمزولة هائلة حيث يخبر ظله الساعة تحديدا عن طريق سقوطه على علامات مصنوعة في حجارة الهرم كما تم إستخدامه أيضا في تحديد الفصول المناخية .
- تمتاز أهرامات الجيزة بثبات درجة الحرارة داخلها و هى واحدة من الغرائب فعلى الرغم من التقلبات الجوية اليومية و إختلاف درجات الحرارة الا أن الأهرامات تحتفظ بدرجة حرارة ثابتة الا و هى 20 درجة مئوية و هى متوسط درجة حرارة الأرض .
- تميز موضع الاهرامات بالنسبة لخطوط الطول و العرض ففي عام 1877 وجد الدكتور “جوزيف سيس” اكتشافًا مثيرًا للاهتمام حيث أظهر أن الهرم الاكبر يقع عند تقاطع أطول خط طول و أطول خط عرض بما يمكن التعبير عنه أن الأهرامات تقع في المركز الدقيق لكل مساحة اليابسة على كوكب الأرض .
- تمتلك الأهرامات جوانب خفية فعلى الرغم من أنها قد تعطي إنطباعًا بوجود 4 جوانب فقط إلا أن الهرم الاكبر له 8 جوانب حيث ينقسم كل قسم من الجوانب الاربعه الى قسمين و يرجع إكتشاف ذلك إلى عام 1940 عندما لاحظ طيار إنجليزي ثمانية جوانب للأهرامات أثناء تحليقه فوقها حيث تكون تلك الجوانب مرئية من الأعلى فقط مع إضاءة مناسبة.
- بعض الدراسات تشير الى ان عدد الحجارة المستخدمة فى تشييد الاهرامات بإمكانها إحاطة الحدود الفرنسية بجدار إرتفاعه 3 أمتار و بسمك 30 سنتيمتر .