على ما يبدو أننا أصبحنا فى زمن سيدفع الناس مقابل أي شيء طالما تم تعبئته جيدًا حتى و ان كانت علبة مليئة بالهواء فقط و هو ما أكتشفه طالب فرنسي يدعى أنطوان ديبلاي حين قام بتعبئة عبوات صغيرة من الصفيح بهواء من مسقط رأسه فى قرية مونتكوك و التى تقع جنوب غرب فرنسا و وضع لكل عبوة سعر يعادل 7.5 دولارا بالاضافة الى مصاريف الشحن و الغريب فى الأمر أنه حقق أرباحًا ضخمة من الفكرة و كأنه يثبت المقولة المصرية الشهيرة التى تقول بأن ذلك الشخص ماهر جدا فى التجارة لدرجة أنه يقوم بتعبئة الهواء فى زجاجات و بيعها .
بدأت قصة الشاب أنطوان ديبلاي و بيعه للهواء على سبيل المزاح حين طلب تمويلا من على أحد المواقع الفرنسية المهتمة بالتمويل الجماعي مقابل مشروعه الغريب و لم يكن يتوقع أى رد عليه لكن الفكرة راقت للبعض و انتهت بجمعه ما يزيد عن 1000 دولار حيث كان المبلغ مثاليًا بالنسبة له لإنشاء موقع على شبكة الإنترنت و شراء العبوات المعدنية و ملصقات التغليف و عندما استوعبت الصحافة الفرنسية الفكرة قاموا بالحديث عنها على نطاق واسع مما زاد من شهرة منتجه الغريب و بدأ في تلقي طلبات أكثر مما كان يتوقع حيث صُدم عندما تلقى 1000 طلب في غضون ثلاثة أسابيع فقط و لم تكن من “فرنسا” فقط بل من دول اوربية اخرى بالاضافة الى “كندا” و “الولايات المتحدة” و يعلق على ذلك بأنه كان يعلم ان أن منتجه سيباع و لكن ليس بتلك الكمية و لا بذلك الوقت القصير .
و يعتقد أن سر نجاح ” أنطوان ديبلاي ” فى بيع منتجه له علاقة بخطته التسويقية أكثر من طبيعة المنتج الفعلي فعلى موقع الويب وصف ” ديبلاي ” منتجه بشكل مضحك حيث يقول فى دعايته أن منتجه من الهواء الموجود فى العلبة عضوي بنسبة 100 في المائة و يمتاز بقدرته على تحديث أفكارك و يعتبر مثالي عندما تكون في حاجة إلى الإلهام الإبداعي مع وضع تحذير يقول فيه أن منتجه قابل للإستهلاك لمرة واحدة لذلك يرجى عدم ترك العبوة مفتوحة و يطمئن ” أنطوان ديبلاي ” عملاءه بأنه يحترم الهواء و لا يستهلك كل هواء قريته “مونتكوك” بل يقتصر سحبه على 10 لترات من الهواء أسبوعيا و يقوم بملئ العبوات خارج البلدة القديمة و فى أجواء مشمسة و صحية .
أقرأ أيضا : شركة تقدم حملة إعلانية عن غلاية شاي لتتفاجئ بأنها تشبه أدولف هتلر
و يشير ” أنطوان ديبلاي ” أنه بجانب التسويق الجيد لمنتجه و الذى ساهم فى نجاح مبيعاته الا أن هناك سبب أخر ربما يكون مساهما فى ذلك النجاح أيضا حيث غالبًا ما يُساء لفظ ” مونتكوك ” فى ” فرنسا ” و الذى يفهم انه كلمة تعنى “مؤخرتي” لذا فإن منتجه و الذى يطلق عليه اسم ” إير دو مونتكوك ” ستترجم إلى ” هواء مؤخرتي” و هو ما جعل العنوان أكثر جاذبية لبيعه و لكن على أى حال فقد حازت فكرته على التشجيع من قبل معلميه و الذين طالبوه على الاستمرار فيها و بالفعل لا يزال يبيع هواء بلدته و لا يزال موقعه على شبكة الأنترنت نشيطا .