لفترات طويلة عانت الشعوب و على وجه الخصوص الموجودة فى قارة أفريقيا من ويلات القوي الإستعمارية الأوروبية التى قامت بنهب خيراتها و إستعباد مواطنيها لذلك لا يزال و حتى اللحظة توجد غصة فى الحلق جراء ذلك الماضي الأليم خاصة و أن تبعاته لا تزال أثارها موجودة على تلك البلاد من إنتشار للفقر و تفشي الامراض و الأوبئة و ضعف فى البني التحتية لذلك تبدو تلك الصورة بها جزء من المنطقية التى يظهر فيها الكونغولى أمبرويز بويمبو و هو يختطف سيف ملك بلجيكا بودوان الأول و يهرب به فى لفتة رمزية لرفضه حضور المستعمر إلي بلاده و ذلك خلال زيارة له للكونغو لمنحها الإستقلال عن بلجيكا .
التاريخ : 29 يونيو عام 1960 .
المصور : الألماني ” روبرت ليبيك ” – مجلة ” كريستال ” الالمانية .
التفاصيل : ترجع خلفية صورة ” أمبرويز بويمبو” إلي فترة ساد العالم فيها أفكار التحرر الوطني و إستقلال الدول عن مستعمريها و بدأت قصتها مع هبوط طائرة ملك بلجيكا “بودوان الأول” في مطار “ليوبولدفيل” في 29 يونيو عام 1960 لمناقشة بدء تحول “الكونغو” إلى جمهورية مستقلة عن “بلجيكا” و لكن كان من الواضح أن تلك الزيارة كانت كارثة فى العلاقات العامة للملك فبينما كان بصحبة الرئيس الكونغولى “جوزيف كاسافوبو” الذى سيتسلم منه السلطة و أثناء إستقلالهم سيارة مكشوفة على طول الطريق متجهين إلى المدينة تباطأ الموكب لتمكين الملك من الوقوف و تحية حرس الشرف الذي تم وضعه على جانبي الطريق و أثناء ذلك التوقف أقترب أحد القوميين الكونغوليين من السيارة و يدعى ” امبرويز بويمبو ” و أختطف سيف الملك من جانبه بسرعه و من دون أن يشعر هو و لا مرافقه ثم بدء فى العدو به بعيدا قبل أن تتمكن الشرطة من الإمساك به و إرجاع السيف و ألقي القبض عليه الا أنه تم الإفراج عنه في وقت لاحق من نفس اليوم بناءً على طلب الملك. .
و تعتبر صورة ” أمبرويز بويمبو ” هى الوحيدة التى تم إلتقاطها لذلك الموقف نظرا لأن الصحفيين و المصورين كانوا متواجدين أمام السيارة الا أنه و لحسن حظ المصور ” روبرت ليبيك ” وصل متأخرا بعد أن كان يستمتع بالحلوى في مطعم بلجيكي قبل حضوره لتغطية ذلك الحدث و عند حضوره وجد أمامه ذلك المشهد المميز الذى ألتقط له تلك الصورة التى ذاعت شهرتها بعد أن نُشر تقرير و به صورة ” أمبرويز بويمبو ” لأول مرة في مجلة “بارى ماتش” الشهيرة تحت عنوان “سيف الملك في يد سوداء” و بعد يومين نشرته مجلة لايف تحت عنوان “الملك يتخلى عن مستعمرته و سيفه” و ظهرت فى العديد من الكتب و المعارض .
أقرأ أيضا : صورة الزعيم نيلسون مانديلا أثناء تأمله عبر قضبان زنزاته التى قضي حياته فيها معتقلا
و رغم ان البعض يقول ان ذلك الموقف مجرد مثال على السلوك الحماسي في وقت الإحتفال الا أن البعض الاخر يصف تلك اللحظة بأنها ترمز إلى الإستقلال الحقيقي للكونغو لأنه أمر لا يمنح بل ينتزع و الجدير بالذكر أنه لم يكن الموقف الوحيد المحرج للملك فى تلك الزيارة فبعد يوم و عند دخوله الى القاعة البرلمانية الجديده صاح البلجيكيين يعيش الملك إلا أن الكونغوليين ردوا عليهم بالصياح أيضا ” يعيش كاسافوبو ” و أنهاه الملك بأن قال ” حفظ الله الكونغو ” ليعلن إستقلالها رسميا ثم ألقى خطاب مثيرًا للجدل أشاد به بأفعال الملك البلجيكي الأول للكونغو ” الملك ليوبولد الثاني” الذي وصفه بأنه “عبقري” ليصعد خلفه رئيس الوزراء ” باتريس لوممبا ” و يلقى خطابا عنيفا للرد عليه و به هجومًا شرسًا على الحكام البلجيكيين الراحلين و يقول أن “العبودية فرضت علينا بالقوة!” و كان الملك يستمع الى ذلك الخطاب مصدوما و شاحبا حيث كانت تلك الكلمات إهانة كبيرة له و أثار الأمر غضبه و قرر أن يغادر الكونغو على الفور الا أن وزرائه أقنعوه بالبقاء حتى المساء و بالفعل غادر “الكونغو” ليلا و هو لا يزال ملكا على الكونغو نظرا لان إعلان الإستقلال لم يتم فى ذلك اليوم إلا فى منتصف الليل .