يعتبر مسلسل الخيال العلمي ستار تريك Star Trek و الذي ظهر لأول مرة في منتصف الستينيات واحد من أبرز المسلسلات الأمريكية التي أصبحت ظاهرة و جزء من الثقافة الشعبية العالمية علي مدار عقود بعد تحقيقه لنجاحات ضخمة أدت إلي تحويله لأفلام سينمائية و ألعاب فيديو و روايات و قصص مصورة و فيه يروي رحلات و مغامرات طاقم مركبة فضائية تدعي إنتربرايز و هي سفينة بناها الإتحاد المتحد للكواكب في القرن الثالث و العشرين بغرض إستكشاف عوالم مختلفة و البحث عن أي حياة أو حضارات موجودة في كواكب جديدة و لعل أبرز ما كان يميز ذلك المسلسل و الأكثر لفتا للإنتباه هي طبيعة الملابس التي كان يرتديها طاقم تلك السفينة و تباينها من ناحية اللون أو الشكل و هو ما كان يلقي بالكثير من التساؤلات حول دلالات ذلك .
و نتيجة كثرة التساؤلات قال كاتب تلك السلسلة ” جين رودينبيري ” أنه حين قام بالبدء في كتابتها كان يحلم بمستقبل مثالي بعيد عن حاضرنا لكنه كان مجبرا في بعض من أجزاء كتاباته أن تكون متأثرة بالعالم الحقيقي و تحديدًا في تركيبة طاقم سفينة “إنتربرايز” حيث قرر مع منتجي العرض أخذ بعض الإشارات من البحرية الأمريكية عند إنشاء الرتب الرسمية داخل المسلسل و التي شملت قبطان و قيادات تشرف علي أطقم مكونة بعدد من الظباط ثم المرؤوسين و يتم تمييز تلك الرتب من خلال طبيعة الزي الذي يتم إرتداءه .
و نتيجة ذلك كان من الضروري أن يكون لكل رتبة أو تخصص لون محدد و لا يتم إختياره بشكل عشوائي بل تتوافق مع الأدوار الخدمية المختلفة داخل السفينة حيث ترتدي فرقة القيادة التي تضم الكابتن “كيرك” و الملازم “سولو” و “بافل تشيكوف” القمصان الذهبية بينما ينتمي الزي الأحمر إلى قسم الهندسة و الإتصالات و التي شملت كبير المهندسين “سكوتي” و مسؤول الإتصالات “أوهورا” بينما يرتدي الطاقم العلمي و الطبي القمصان الزرقاء بما في ذلك “ماكوي” و “سبوك” كما يتم إستخدام القمصان الحمراء أيضا لقسم الأمن و عادةً ما يكون هؤلاء من الشخصيات الغير مؤثرة و يُقتلون فورًا عندما يواجه الطاقم عدوًا جديدًا لذلك كلما شوهد أحد تلك “القمصان الحمراء” على الشاشة فأعلم أن أصحابها لن يبقوا طويلاً في الأحداث .
أقرأ أيضا : كيف أثر تشارلي تشابلن في أشهر حلقة تم عرضها في مسلسل ملفات إكس
و الطريف أن تلك القمصان الذهبية التي كان يرتديها “كيرك” و طاقمه ربما لم تكن ذهبية على الإطلاق فوفقًا لمقابلة مع مصمم أزياء مسلسل ستار تريك Star Trek “ويليام ثيس” فقد قال أن الفكرة كانت في أن يكون زي العرض بألوان الأحمر و الأزرق و الأخضر و قد وقع الإختيار علي اللون الأخير تحديدا ليخصص للقيادة و لكن في موقع التصوير بدا زي “كيرك” و كأنه ذات زي ليموني أخضر و عندما سلطت أضواء الأستوديو عليه ظهر بلونه الذهبي المعروف و هو أمر قد يكون مفاجئ لمحبي تلك السلسلة و مع ذلك تم إعتماده ليكون هو المخصص للقيادات و رغم تثبيت تلك الألوان في المسلسل إلا أن الأمر أصبح أكثر إرباكًا عندما تنظر إلى سلسلة ستار تريك Star Trek اللاحقة حيث حدثت فيه تغييرات كبيرة بعد أن أصبح اللون الأحمر مخصصا لطاقم القيادة بينما العمليات باللون الأصفر ثم تغيرت أيضا و بدأ يضفي عليها بعض من الإضافات كما حدث في فيلم ستار تريك و الذي أصبح فيه اللون الأزرق هو المسيطر .