كثير منا شاهد فيلم الرعب و الجريمة الشهير Saw و تابعنا على مدار أحداثه البطل جون كريمر و هو يقوم بإعداد الأفخاخ و الألعاب السادية القاتلة لتعذيب ضحاياه و رغم إشادتنا بعبقرية مؤلفيه لكن يبدو من الواضح أنه تم إقتباسه من حادثة حقيقية وقعت فى بلجيكا كان بطلها أحد المهندسين المتقاعدين و يدعى لويس ديسي الذى قام بتحويل منزله بفضل خبراته الى مكان قاتل مليئ بالأفخاخ المميتة و ذلك بغرض الإنتقام من أفراد عائلته الذين قاموا بهجره و تركه وحيدا و سيرثون ذلك المنزل من بعده و لكن لسوء حظه سقط صريعا نتيجة أحد الأفخاخ التى وضعها و نسي أمرها لتأتى الشرطة و تواجه مشكلة صعبة فى البقاء داخل ذلك المنزل الخطير لاجراء تحقيقاتها و تقرر الإستعانة بأحد فرق الجيش الخاصة لتطهيره .
دارت أحداث تلك القصة عام 2002 حين كشفت الشرطة البلجيكية أن مهندسا متقاعدًا يدعى ” لويس ديسي ” يبلغ من العمر 79 عاما قد توفى متأثر بجراحه بعد أن قام بتفخيخ منزله بعدد من الأسلحة النارية القاتلة و التى وضعها داخل الجدران و الأسقف و الأغراض المنزليه فى جميع أنحاء منزله المكون من ثلاثة طوابق بغرض قتل أسرته من أبناء و أحفاد بعد أن أدعى أنهم قد تخلوا عنه و تركوه وحيدا و أن واحدة من تلك الأفخاخ قد تسببت فى مقتله .
و بدأت القصة بعد أت تلقت الشرطة البلجيكية بلاغا يفيد بإطلاق نار داخل أحد المنازل و بعد أن تحرك المحققين و أنتقلوا الى داخل المنزل وجدوا ” لويس ديسي ” متوفيا بعيار نارى فى الرقبة و أفترضوا فى بادئ الأمر أنه قد انتحر و نزف حتى الموت حتى كاد ذلك الافتراض أن يكلف أحد المحققين حياته أثناء تفتيشه للمنزل بعد أن قام بفتح أحد الصناديق الخشبية المفخخة لتنطلق منه رصاصة صادرة من بندقية كانت مخبأة بداخله الا انه و لحسن حظه أخطئته بسنتيمترات قليلة و هو ما دفع باقى المحققين الى التراجع و الانسحاب الى خارج المنزل و إستدعاء خبراء إزالة الألغام و الأفخاخ العسكريين الذين حضروا الى المكان و قاموا بقراءة الملاحظات التى وضعها المهندس فى أوارقه لمحاولة العثور على أى قرائن قد تساهم فى الوصول الى تلك الأفخاخ و تفكيكها .
و بدأ فريق المهندسين العسكريين عمله و وجدوا أن ” لويس ديسى ” قد قام بترقيم كل فخ و ترك ملاحظات مشفرة لمكان وجوده حيث تم الكشف عن فخ يتواجد فى كومة أطباق العشاء من خلال دليل “أرخص من دوزين” في إشارة إلى اسم فيلم سينمائي كان يعرض فى الخمسينيات و فيه يرمي طفل طبقًا على رأس شخص ما كما عثروا أيضا على فخ فى صندوق يحتوي على نقود يتصل به سلك صيد يكاد يكون غير مرئي للعين مربوط بتجويف مخفي في الجدار بحيث كل من يقوم بفتح الصندوق كان سينفجر رأسه من سلاح مخبأ في ذلك التجويف كما عثر على بنادق أخرى موصولة بأسلاك في التلفزيون و خزان المياه و باب الحمام حيث استغرق الأمر ثلاثة أسابيع كاملة من فرقة القنابل لكسر 19 من أصل 20 دليلًا و بعد الإنتهاء اضطر الخبراء إلى الاعتراف بالهزيمة في العثور على آخر فخ و الذى كان دليله جملة : “الرسل الاثني عشر مستعدون للعمل على الحصى” حتى أنهم رجحوا بأنه لم يكن قد صنعه بعد و لا يُعرف حتى اللحظة عما إذا كانت تلك الملاحظات التى دونها كانت مذكرات لمساعدة نفسه أو أدلة غامضة لعائلته أو حتى للشرطة .
و بعد الأنتهاء من ازالة جميع الأفخاخ قال احد الخبراء أنه لم يصادف شيئًا كهذا من قبل و أنها كانت موضوعة بشكل ذكي و شيطاني و كان المنزل مفخخًا من أعلى إلى أسفل و كان علينا تفكيك كل شيء بينما يقول المحققين أن ” لويس ديسي ” من واقع مناظرة الجثة قد قُتل أثناء قيامه بالعبث بأحد الأفخاخ القاتلة المخبأة في خزانة الأواني الفخارية التي تم تحريكها عن طريق طبق الحساء و الذى كان الفخ رقم 18 .
و يقول جيران ” لويس ديسي ” أنه بدا لهم شخصية غير مؤذية و قليلة الكلام و كان قد بنى منزله المبني من الطوب و الأخشاب على الطراز القديم و أقام فيه مع عائلته بعد ذلك بوقت قصير و أنجب من زوجته ما مجموعه 14 طفلاً موزعين على 10 فتيات و أربعة أولاد و كانوا أسرة متدينة و محافظة و رغم تدينه الا أن زوجته قد أمسكته متلبسا في الفراش مع امرأة أخرى منذ نحو 20 عامًا لتتركه و تنفصل عنه و تأخذ أطفالها معها و يكمل هو حياته منزويا و معزولا داخل منزله و لا احد يراه سوى عندما يغادر الى السوق لشراء مستلزماته أو يذهب الى الكنيسة و أنه خلال تلك السنوات لم يسامح زوجته مطلقًا على طلاقهم أو يغفر لأبنائه الأربعة عشر الذين ابتعدوا عنه و الـ 37 حفيدًا لأن ليس لديهم علاقة تذكر به و مع الوقت تحولت مرارته إلى رغبة في الانتقام .
أقرأ أيضا : فيلم جون ويك يساعد الشرطة الإيطالية فى إحباط تهريب شحنة مخدرات
و يستنتج المحققين أن بعد خسارة ” لويس ديسي ” لمعركة قانونية طويلة ضد زوجته قبل أربع سنوات دفعه ذلك الى محاولة الانتقام بشكل فعلى حيث شرع فى شرع في تركيب الأفخاخ و التى كان معظمها باستخدام بنادق مخفية متصلة بخيوط من النايلون أو الصيد حيث كان ما يدور فى تفكيره أنه إذا توفى و ترك المنزل فإنه سيضمن أن المالك الجديد و هم أبناءه أو أحفاده لن يعيشون طويلاً بما يكفي للتمتع بفوائد المنزل .