كثير ما يواجه المواطنين بعض من العقبات حين يقررون استخراج العديد من الأوراق الرسمية فى المصالح الحكومية و التى تتنوع صعوباتها ما بين التعقيدات الروتينية الى الموظفين أنفسهم الذين يقومون بتعطيل الإجرائات و هو ما يدفع المواطنين الى تقديم العديد من الشكاوى للمسئولين بغرض لفت إنتباههم لتلك المشكلة و محاولة الإهتمام بحلها و لكن يبدو أن الوضع مختلف قليلا فى الهند بعد أن أقدم مواطنين على إتخاذ أسلوبا فريدا من نوعه للاحتجاج على سوء المعاملة التى يواجهوها من قبل الموظفين الذين يأخرون أوراقهم و ذلك بقيامهم بتجميع مجموعة من الأفاعى السامة و إلقاءها داخل مكتب حكومي بشكل أثار الذعر بين الموظفين و ليتوقف العمل فى المكان حتى إزالة تلك الثعابين الخطرة .
بدأت القصة فى عام 2011 حين تفاجئ الموظفين العاملين فى مكتب حكومي خاص بالخدمات الضريبية فى منطقة ” باستي ” الواقعة على بعد 185 ميلًا جنوب شرق لكناو فى شمال الهند بقيام إثنان من المزارعين بإلقاء ثلاثة أكياس مليئة بالثعابين داخل المصلحة الحكومية بعد أن سئما من مطالبة الموظفين لهم بدفع رشوة لإنهاء مصالحهم حيث بدأت تلك الأفاعي المختلفة الأحجام و الأنواع و التى بلغ مجموعها 40 و بعضها كان ساما بالزحف فى المكان و سارع العاملين و القرويين الذين كانوا فى المكتب لاستخلاص أوراقهم بالتسلق على الطاولات أو الهرب من الباب للفرار منها حيث بدأت الثعابين فى تسلق الطاولات و الكراسي و تحول المكان الى فوضى عارمة و تجمع مئات الأشخاص خارج الغرفة بعضهم يحمل العصي في أيديهم و هم يهتفون بضرورة قتل الثعابين .
و لحسن الحظ لم يتعرض أحد للعض أو الإصابة خلال الحادث و انتهى الأمر بإن استطاعت الشرطة ومسؤولو الغابات فى تجميع الثعابين و إزالتها من المكان فى أمان و بالتحقيق فى الأمر ثبت أن هؤلاء المزراعين كانوا يطالبون بسجلات ضريبية لأراضيهم في قرية “نارهاربور” المجاورة و عند توجههم الى مكتب حكومي لإصدار تلك الأوراق كان المسؤولين يقومون بحجب الملفات لأسابيع و المطالبة برشاوى لتخليص أوراقهم و هو ما دفعهم الى اتخاذ ذلك القرار الغريب كنوع من الإحتجاج على ما يلاقونه منهم حيث قالت الشرطة إنها تبحث عن المزارعين الذين ألقوا الثعابين و هما “هوكول خان” و رامكول رام حيث يُعرف “خان” فى نطاق سكنه باسم ساحر الثعابين .
أقرأ أيضا : تعرف على عصابة جولابى التى تضم نساء محاربات بغرض تحقيق العدالة
و الجدير بالذكر أن الاحتجاجات ضد الفساد المستشري في الهند يعتبر أمر شائع خاصة ظاهرة دفع الرشاوى الصغيرة يوميًا للمسؤولين الصغار أو رجال الشرطة أو حتى الأطقم الطبية لتذليل العقبات حيث يتظاهر الألاف لإنشاء ديوان مظالم جديد يتمتع بسلطة التحقيق مع السياسيين و كبار البيروقراطيين كما اتخذت بعض الولايات في الهند خطوات مبتكرة لمحاربة الفساد كان أكثرها شهرة ما حدث في ولاية بيهار الفقيرة الشمالية الشرقية حين نشرت مقاطع فيديو عبر الإنترنت لتصريحات شخصية لضحايا الرشاوى و التي يسمون فيها المسؤولين الفاسدين و هو ما دفع السلطات الى التحرك و سجن ما يقارب من 72 مسئولا الا أن تلك التحركات لم تقنع المواطنين الذين قالوا انها غير كافية لأن الفساد أكثر مما هو متصور و لعل ذلك هو ما دفع هؤلاء المزارعين الى اتخاذ أسلوبا جديدا للإحتجاج .