الشمس هى مصدر الحياة علي كوكب الأرض و هي حقيقة أقرها العلماء و الأطباء علي حد سواء فبدونها لن تستطيع أجسادنا مواصلة العيش بدون الفيتامينات القادمة منها خاصة فيتامين د الضروري لنمو العظام و تقويتها علاوة علي أنه حال إختفائها لن تستطيع النباتات من القيام بعملية التمثيل الضوئي التي تمثل أهمية كبيرة في ضمان إستمرار الحياة البشرية و رغم تلك الحقائق المؤكدة و التي أثبتها العلم إلا أنه حتي اللحظة لا يزال عاجزا عن تفسير ظاهرة غامضة أحاطت بطفلين يعيشان في باكستان و هم شعيب و رشيد الذان أرتبطت حياتهم بوجود ضوء الشمس حيث يكونان فى الصباح طفلين طبيعيين أثناء سقوط أشعتها و عند غروبها يصابان بالشلل و يدخلون في حالة من شبه الغيبوبة لدرجة أن البعض قد أطلق عليهم لقب أطفال الطاقة الشمسية .
و يعيش الأخوين شعيب و شقيقه رشيد في قرية بالقرب من بلدة “كويتا” عاصمة إقليم “بلوشستان” و هى منطقة جبلية تقع بالقرب من الحدود الباكستانية الأفغانية حيث يقول والدهم “محمد هاشم ” أن أبناءه ولدوا في هذه الحالة الغريبة و التي ظلت ملازمة لهم طوال طفولتهم مما جعل الجيران يطلقون عليهم لقبًا مناسبًا على ما يبدو و هو أطفال الطاقة الشمسية لأنهم يحصلون على الطاقة الواردة من الشمس و يعيشون عليها ثم سرعان ما يفقدوها عند الغروب .
و رغم أن حالة الولدين تمثل مشكلة كبيرة للأب إلا أنها إزدادت نتيجة فقره لأنه لا يجد المال الكافي لإجراء أى فحوصات طبية شاملة إليهم بالإضافة إلى لوم جيرانه و أقربائه بأنه هو السبب فى تلك اللعنة التى أصابت أبناءه لذلك لم يكن أمامه سوى التوجه إلي وسائل الإعلام لعرض مشكلتهم و التي تبنتها إحدى القنوات الشهيرة حيث تم إرسال أطفال الطاقة الشمسية إلي أشهر مستشفيات الأطفال فى ذلك الإقليم و لكن دون جدوي لأن الأطباء كانوا مصابين بالحيرة بعد التعرف على تلك الحالة الغريبة للأطفال و هو ما دفع الدولة للتدخل و تقوم بتبني حالتهم حيث تم إرسالهم إلى مستشفي المعهد الباكستاني للعلوم الطبية في “إسلام أباد” و تلقوا فيه بعض من الأدوية التي يبدو أنها منحتهم بعض من التحسن .
و على الرغم من أن سبب المرض المرتبط بالشمس لا يزال لغزا محيرا أمام الأطباء و الباحثين لأنها الحالة الوحيدة المعروفة و المسجلة فى العالم إلا أن الأطباء قاموا بتسخير كل الإمكانيات المتاحة لمحاولة تفسير هذه الظاهرة حيث أنشأ الطبيب ” جاويد أكرم ” فريقا بحثيا مكونا من عشرات الأطباء الذين قاموا بمجهودات ضخمة تمثلت في جمع مئات من عينات الدم و الحمض النووى و إجراء العديد من الإختبارات على المخ كما تم إرسال بعض من هذه العينات إلي مؤسسات طبية مرموقة في الخارج مثل معهد “جون هوبكنز” الطبي في “الولايات المتحدة” و مستشفى “جايز” في ” المملكة المتحدة ” إلا أن النتائج كانت سلبية و لا يوجد أي شئ ملفت فيها .
أقرأ أيضا : هل متلازمة ماري أنطوانيت التى يتحول فيها الشعر الأسود الى الأبيض بشكل مفاجئ نتيجة الخوف و التوتر حقيقية ؟
و لم يكتفي الأطباء بذلك حيث قاموا بجمع عينات من التربة و الهواء من القرية التي تعيش فيها الأسرة و كانت النتيجة سلبية أيضا لذلك لم يتبقي أمامهم سوي العديد من النظريات الغير مؤكدة حيث يقول فريق منهم أن سبب ما يحدث لأطفال الطاقة الشمسية قد يكون خلل وراثي يعانون أثنائه من ضعف عضلي مؤقت يمكن أن يسبب حالة من الشلل لمدة قد تصل إلى يوم واحد و ما يزيد من تلك الإحتمالية أن والدهم و أمهم بالأساس أبناء عمومه و لكن علي الرغم من منطقية ذلك الطرح إلا أنه لا يزال محل إثارة للجدل ما بين مؤيد و معارض .