لطالما فتن خيال العامة بمهنة رواد الفضاء منذ نشأتها قبل نحو 60 عامًا و مع ذلك فإن ما يراه الناس في الأفلام و المسلسلات يختلف كثيرًا عن الواقع فبينما يتخيل البعض أن حياتهم مليئة بالمغامرات و اللحظات الملحمية إلا أن الحقيقة قد تبدو بعيدة عن الصورة السينمائية المعروفة فعلي الرغم من أنهم يختبرون حدود الإمكانيات البشرية وسط ظروف غير عادية إلا أنهم يمارسون أعمال روتينية داخل محطة الفضاء الدولية ISS بجانب مواجهتهم لبعض من التحديات اليومية مثل إيجاد الأشياء التي تطفو بعيدًا عنهم نتيجة إنعدام الجاذبية أو التعامل مع تفاصيل بسيطة مثل إستخدام الحمام في الفضاء و في تلك المقالة نستعرض تفاصيل حياتهم كما عاشها و رواها رواد وكالة ناسا السابقين .
1. رواد الفضاء يأتون من مجالات متنوعة … ليس بالضرورة أن يكون رواد الفضاء من مجال واحد حيث تتنوع خلفياتهم من مهندسين إلي طيارين عسكريين و حتى جيولوجيين و أطباء بيطريين و رغم أن الصعود إلي الفضاء قد يتطلب خلفية علمية قوية إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون عالما أو مهندسا حيث فقط يتطلب الأمر للإنضمام إلي برنامج رواد الفضاء في ” ناسا ” أن يكون الشخص حاملًا للجنسية الأمريكية و حاصلًا علي درجة الماجستير في مجال العلوم أو التكنولوجيا أو الهندسة أو الرياضيات (STEM) بالإضافة إلي ضرورة أن يكون لديهم خبرة مهنية لمدة لا تقل عن سنتين في مجال مرتبط أو أكثر من 1000 ساعة طيران كقائد طائرة نفاثة إذا كان المتقدم ذات خلفية عسكرية .
2. التدريب يتطلب جهدًا شاقًا و يشمل تمارين البقاء على قيد الحياة … القبول في برنامج رواد الفضاء هو مجرد البداية حيث يتعين علي المقبولين الخضوع لتدريبات مكثفة تشمل الدراسة النظرية و التدريبات العملية و يشمل جزء منها تمارين البقاء المشابهة لتلك التي يخضع لها الطيارين العسكريين عند سقوطهم وسط بيئات معادية في حالة الطوارئ فعلي سبيل المثال يتعلم الرواد كيفية العيش في الطبيعة و التعرف علي النباتات الصالحة للأكل و بناء مأوي حيث يهدف تعليمهم التعامل مع المواقف الطارئة حال تعرضهم لحالة هبوط إضطراري في منطقة مجهولة علي الأرض و علي الرغم من أنهم غالبًا ما يحلقون فوق مناطق مأهولة في ” الولايات المتحدة ” إلا أن إحتمالية الهبوط في مناطق معزولة أمر وارد الحدوث و مع أن هذه التدريبات قد تبدو مرهقة إلا أنها تعزز من قدرة رواد الفضاء علي التعامل مع أصعب الظروف .
3. التمرين البدني جزء أساسي من الحياة اليومية في الفضاء … يعد الحفاظ علي اللياقة البدنية في الفضاء أمرًا حيويًا لصحة الرواد ففي غياب الجاذبية يتعرض الجسم لخطر فقدان الكتلة العضلية و كثافة العظام و لهذا السبب يجب عليهم القيام بتمارين رياضية لمدة ساعتين يوميًا و التي تشمل إستخدام أجهزة مقاومة مصممة خصيصًا لتحاكي رفع الأثقال في ظروف إنعدام الجاذبية بالإضافة إلي ممارسة الركض علي جهاز مشي يرتبط به أحزمة للحفاظ علي التوازن و هذا التمرين ليس فقط للحفاظ علي صحة الرواد أثناء وجودهم في الفضاء بل أيضًا لضمان قدرتهم علي التعامل مع متطلبات العمل عند العودة إلي الأرض و جاذبيتها .
4. معظم عمل رواد الفضاء يتم علي الأرض … علي الرغم من أن السفر إلي الفضاء هو حلم كل رائد فضاء إلا أنه في واقع الأمر معظم حياتهم المهنية تقضي علي الأرض فعلى سبيل المثال قضي ” مايك ماسيمينو ” أقل من شهر في الفضاء خلال عمله الذي إمتد لعشرين عامًا مع ” ناسا ” أما باقي أوقاتهم فيقضوها علي الأرض يقومون فيها بتدريب الأخرين و العمل علي تحسين الأجهزة و الأنظمة الفضائية و المشاركة في البحث العلمي و التطوير .
5. الرواتب ليست كما يتخيلها البعض … يظن الكثيرين أن رواد الفضاء يحصلون علي رواتب خيالية إلا أنه في واقع الأمر لا يحصلون علي رواتب ضخمة حيث يتم تحديد رواتبهم وفقًا لنظام الرواتب الحكومي في ” الولايات المتحدة ” و يتراوح دخلهم ما بين 104,898 و 161,141 دولارًا سنويًا و يعتبر هذا الأجر معتدلًا مقارنة ببعض الوظائف الحكومية الأخري و يعتمد بشكل كبير علي سنوات الخبرة و المستوي الوظيفي.
6. فقدان الأشياء شائع في الفضاء … حتى في بيئة محصورة مثل محطة الفضاء الدولية يمكن أن تضيع الأشياء بسهولة نتيجة إنعدام الجاذبية حيث تطفو بعيدا عن الرواد إذا لم يتم تأمينها جيدا مما يتسبب في فقدانها لعدة ساعات أو أيام و يقول أغلب رواد الفضاء أن العديد من الأشياء التي تُفقد في الفضاء تجد طريقها دائما إلي مرشحات الهواء في نهاية المطاف حيث يتم جمعها من قبل التيارات الهوائية التي تدفعها إلي المرشح لذا إذا ضاع شيء ما عليهم سوي الإنتظار حتى يعثروا عليه بالمرشح في وقت لاحق.
7. الطعام الفضائي ليس للجميع … الطعام الفضائي هو موضوع آخر مثير للجدل بين رواد الفضاء فبعضهم يستمتعون بالطعام بينما يعتبره البعض الآخر سيئًا حيث يقول ” مايك ماسيمينو ” أن الطعام كان متنوعًا و شهيًا بعد أن شملت وجباته أطباقًا مثل اللازانيا و الجمبري بينما قال رائد الفضاء ” جاريت ريسمان ” أن الطعام لم يكن جيدًا بإستثناء بعض الأطباق التي قدمتها وكالات الفضاء اليابانية و الأوروبية مثل حساء الميسو الياباني و البط المشوي الأوروبي .
8. الرواد قد يجدون وقتًا للمتعة … علي الرغم من جدولهم المزدحم في الفضاء فإن الرواد يجدون وقتًا للترفيه و تعتبر إحدى الأنشطة المفضلة لديهم هي إلتقاط صور لكوكب الأرض من الفضاء حيث يقول ” جاريت ريسمان ” أنه يستمتع بإلتقاط صور مدينته و هو أمر لم يتمكن أي شخص من القيام به قبله .
9. الأفلام تخلق صورة غير واقعية عن رواد الفضاء … الأفلام دائمًا ما تعرض رواد الفضاء علي أنهم أبطال طويلي القامة و ذو مظهر جذاب لكن هذا ليس الواقع حيث يقول ” جاريت ريسمان ” مازحا أنه يشعر بالإحباط بسبب تمثيل رواد الفضاء من قبل نجوم السينما مثل ” براد بيت ” و ” جورج كلوني ” حيث يرفعون سقف التوقعات لدي الجمهور .
10. استخدام الحمام في الفضاء عملية معقدة … ربما أحد أصعب التحديات التي يواجهها رواد الفضاء هو إستخدام الحمام في ظل إنعدام الجاذبية حيث يجب عليهم تثبيت أنفسهم علي المقعد بإستخدام أحزمة خاصة و الإعتماد علي جهاز شفط للتخلص من الفضلات و هي عملية معقدة لدرجة أنهم يخضعون لتدريب خاص علي كيفية إستخدام الحمام في الفضاء.
أقرأ أيضا : ماذا يحدث لجسم الإنسان حال تعرضه الى الفضاء الخارجى بدون بدلته
11. الإصرار و المثابرة أمران أساسيان للنجاح … للحصول علي مكان في برنامج رواد الفضاء ليس بالأمر السهل حيث تكون المنافسة شرسة للغاية و علي الرغم من أن القبول يتطلب سنوات من العمل الجاد إلا أن الإصرار هو العامل الأهم حيث قدم ” ماسيمينو ” قبل قبوله 4 طلبات و استمر في السعي لتحقيق حلمه حتى تجاوز جميع العقبات .