تعتبر ستوديوهات مترو جولدوين ماير واحدة من أشهر شركات الإنتاج و التوزيع السينمائي ليس داخل الولايات المتحدة فحسب و لكن في العالم كله حيث تأسست عام 1924 علي يد ماركوس ليو الذي قام بدمج ثلاثة أستوديوهات و هم مترو و جولدوين و لويس ماير بكتشرز داخل شركة واحدة حملت ذلك الإسم و قامت بعد ذلك بالتعاقد مع عددًا من الممثلين المشهورين و سرعان ما أصبحت هي الأكثر شهرة في هوليود بعد أن أمتلكت أستوديوهات و دور سينما و منشأت إنتاج تقنية و أنتجت أفلامًا موسيقية شهيرة فاز بعضها بعدد من جوائز الأوسكار و تعد أكثر فترات تلك الشركة ازدهارًا هي التي كانت ما بين أعوام 1926 و 1959 و مع حلول الستينيات بدأت في المنافسة علي الإنتاج التلفزيوني و في عام 1969 أشترى رجل الأعمال و المستثمر كيرك كيركوريان 40٪ من حصة الشركة و قام بإعادة هيكلتها و تعيين إدارة جديدة قامت بخفض إنتاج الاستوديو إلى حوالي خمسة أفلام سنويًا مع إضافة مصادر ترفيهية جديدة من خلال إنشاء منتجع و فندق و كازينو في مدينة لاس فيجاس و مع مرور السنوات أستمرت الشركة فى التوسع و إنتاج الأفلام إلي أن تم بيعها مؤخرا لشركة أمازون في صفقة ضخمة بلغت 8.45 مليار دولار أمريكي و لعل أكثر ما يميز تلك الشركة هو الأسد الذى يظهر و يزأر كتميمة لها فى إفتتاحية أفلامها و رغم أن الشركة قد أستخدمت أسود عدة علي مر تاريخها للظهور في تلك المقدمات إلا أن هناك أسدين قد أرتبطت بهم وقائع تتعلق بإرتكاب جرائم قتل أولهم كان ليو الذي قام بقتل لصين و الأخر سلاتس الذي قام هو الأخر بقتل مدربه و مساعديه و هي قصص أثارت حالة من الجدل و دفعتنا للبحث عن صحة تلك المعلومات .
التقييم
الأدلة
يعد الأسد و زئيره الذي يظهر في بداية الأفلام التي أنتجتها أستوديوهات ” مترو جولدوين ماير ” هو أحد أكثر التمائم شهرة في العالم و وفقًا لتاريخ هذا الشعار كان إختيار الأسد كتعويذة قد سبق إندماج الثلاث شركات حيث تم تصميمه لأول مرة لحساب شركة ” جولدوين ” عام 1916 و كان من إختيار “هوارد ديتز” مدير الدعاية في الشركة تكريمًا لجامعة “كولومبيا” التي درس فيها و كان “سلاتس” أول أسد يستخدم على شعار الشركة في الفترة من عام 1917 و حتى عام 1924 و ظهر لأول مرة في فيلم “بولي أوف ذا سيرك” و بعد الإندماج تم الاحتفاظ بشعار الأسد ” سلاتس ” و الذي أستمر في الظهور حتى عام 1928.
و بعد ذلك قامت ” مترو جولدوين ماير ” بإستخدام عدد من الأسود المختلفة كشعار لها على مر السنين و كان أشهرهم هو “ليو” الذي يعد الأسد الأطول عمرا داخل الشركة و الذي ظهر لأول مرة عام 1957 و لعل ذلك هو السبب في إرتباط عدد كبير من المعلومات و الشائعات عنه و التي كان أبرزها قصة ظهرت عام 2004 و تقول أن لصين و هم ” بوريس ريجينا” و “كارل مانينوفسكي” و المعروفان بإقدامهم علي سرقة البنوك كانوا يقومون بإخفاء تلك السرقات داخل أحد المستودعات و ذات يوم كانت شركة ” مترو جولدوين ماير ” تصور الإفتتاحية الخاصة بها داخله و كان معهم الأسد ” ليو ” الذي زأر حين دخولهم و قفز من مكانه و قام بقتل “مانينوفسكي” بينما تمكن “ريجينا” من الهرب إلا أن سيارة شرطة قد دهسته بالخطأ أثناء توجهها إلى البنك الذي كان قد تم سرقه للتو .
و بالبحث عن أصل تلك المعلومة وجد أنها مختلقة تماما و لا توجد سوي في فيلم ترفيهي علي موقع JK Cinema علي شبكة الإنترنت كما تم نشر ادعاء مشابه حول قيام الأسد ” سلاتس ” بقتل مدربه و إثنين من مساعديه في اليوم التالي لتصويره لأول شعار لشركة ” مترو جولدوين ماير ” و الذي ثبت أيضا أنه إدعاء غير صحيح حيث كان مدربه هو ” فولني فيفر ” مدرب الحيوانات البارز الذي عاش لفترة طويلة بعد الأسد و توفي بعد التقاعد في السبعينيات حيث تشير المصادر إلي أن ” سلاتس ” وُلِد في حديقة حيوان “دبلن” و بحلول الوقت الذي تقاعد فيه السيد “فيفر” في مزرعته توفي الأسد عام 1936 و دُفن في نفس المزرعة و زرع السيد “فيفر” شجرة صنوبر مباشرة فوق ذلك القبر .
أقرأ أيضا : هل لا يستخدم الانسان سوى 10% فقط من إمكانيات عقله ؟
و مما سبق يمكن القول أنه لم يكن أي من الأسود التي أستخدمتها شركة ” مترو جولدوين ماير ” في شعاراتها متورطة في حوادث قتل سواء للصوص أو لمدربيها حيث كان يتم التعامل مع جميع هذه الحيوانات من قبل مدربين محترفين معروفين في دوائر الأعمال الإستعراضية و الذين بطبيعة الحال إذا كانوا قد فقدوا حياتهم علي يد الأسود الذين قاموا بتدريبهم كانت ستكون أخبار بارزة تملأ وسائل الإعلام المختلفة .