ربما تكون الحيوانات أكثر حساسية عن الإنسان حول ما يدور في البيئة المحيطة فعلي سبيل المثال يقال أن لديهم القدرة علي التنبؤ بالزلازل و هي فكرة تعود إلي عام 373 قبل الميلاد حيث أفاد المؤرخين بأن كائنات مثل الفئران و الثعابين و إبن عرس و غيرهم خرجوا من مدينة هيليس اليونانية قبل أيام من حدوث زلزال مدمر بها و علي الرغم من أن المجتمع العلمي لم يتوصل إلي إجماع حول عما إذا كانت الحيوانات الهاربة نذيرًا لكارثة بيئية إلا أن العديد من الأفراد يؤمنون بذلك و لا يقتصر الأمر علي الزلازل وحدها بل بإمكانهم أيضا إعطاء إشارات علي أن كوكب الأرض يواجه بعض من المشكلات و المخاطر و في تلك المقالة نستعرض عدد من العلامات التي يعتقد أنها تحذيرية من قبل مملكة الحيوان إلي البشر بأنهم علي وشك مواجهة العديد من المتاعب و المخاطر البيئية .
إختفاء الدببة القطبية .. لأسباب عديدة أصبح الدب القطبي هو الطفل المدلل لتغيرات المناخ بعد أن أصبح العملاق الأبيض الكبير أول حيوان يضاف إلي قائمة الأنواع المهددة بالإنقراض نتيجة ظاهرة الإحتباس الحراري و يعتقد بعض العلماء أن ما يصل إلي ثلثي أعداد الدببة القطبية في العالم سوف تختفي بحلول عام 2050 بسبب إرتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي الذي يؤدي إلي ذوبان الموائل التي يعيش فيها حيث يحد تقلص الغطاء الجليدي القطبي من نطاق صيد الدببة لمصدرها الرئيسي من الغذاء في الشتاء و هي الفقمات كما يؤثر علي قدرتها في إنشاء أوكار للعيش فيها أو من أجل التكاثر كما أنه في بعض الحالات يضطر إلي السباحة لمسافات أطول بين الجليد الطافي بحثًا عن الطعام و هو ما يؤدي أيضًا إلي إرهاقهم .
إختفاء النحل .. يمثل النحل أهمية كبيرة لدي الإنسان نظرا لأن نشاطه في نقل حبوب اللقاح من نبات إلي أخر ضروري للزراعة و بالتالي لإنتاج الغذاء في العالم لذلك هناك مخاوف من إحتمال إختفاء هذا النوع من الكوكب بسبب ما يسمى بإضطراب إنهيار المستعمرات الذي أدي إلي القضاء على النحل منذ عام 2006 علي نطاق لم يسبق له مثيل حيث ذكرت مجلة تايم أن ثلث مستعمرات نحل العسل في ” الولايات المتحدة ” ماتت أو إختفت بالإضافة إلي وجود حوادث مماثلة علي الصعيد الدولي و في حين يشير العلماء إلي أن مسببات ذلك ترجع إلي المبيدات الحشرية و الأعداء الطبيعيين مثل عث الفاروا و المحاصيل المتضائلة التي توفر الغذاء للنحل إلا أنه لا أحد يعرف علي وجه اليقين جذور المشكلة و الأكثر خطورة هو الخوف من أن النحل قد يكون علامة على ما سيأتي و رمزا إلى وجود خطأ عميق في العالم من حولنا .
بدء إختفاء الضفادع .. تعد الضفادع إحدي الحلقات الرئيسية في السلسلة التطورية و كانت جزءًا لا يتجزأ من نظرية ” تشارلز داروين ” القائلة بأن الحياة القائمة علي الماء قد نبتت لها في نهاية المطاف أرجلًا و خرجت إلي الرواسب البدائية مما أدي إلى ظهور الجنس البشري و لكن بعد مرور أكثر من 130 عامًا على وفاة ” داروين ” لا يزال العلماء يدرسون الحيوانات البرمائية لأسباب مختلفة مثل ظهور العديد من الطفرات بها و إمتلاكهم لأعضاء جنسية متعددة و تناقص العديد منها مثل ضفدع دارون الذي بدء في الإختفاء من بيئته الطبيعية في ” تشيلي ” و ” الأرجنتين ” كما بدء العلماء في ملاحظة أن جميع أنواع الضفادع بدأت في الإختفاء بشكل كبير من على وجه الأرض و أن عدداً مثيراً للقلق من تلك المتبقية يظهر عليها تشوهات و يعتقدون أن الأسباب الرئيسية في ذلك ترجع إلي الفطريات المدمرة و الزحف البشري بالإضافة إلي إستخدام كميات كبيرة من المبيدات الحشرية و مبيدات الأعشاب و الأسمدة و الهرمونات التي يضخها الإنسان في البيئة المحيطة بإستمرار .
حدوث طفرات في الفراشات .. علي الرغم من أن التسونامي الذي دمر أجزاء من ” اليابان ” عام 2011 أمر قدري إلا أن الدمار المستمر الناجم عن هذا الحدث الطبيعي هو من صنع الإنسان بشكل لا لبس فيه حيث أدى الضرر الذي لحق بمحطة فوكوشيما النووية في مارس عام 2011 إلي أكبر عملية تصريف للمواد المشعة في المحيط بالتاريخ و يستمر التسرب حتى يومنا هذا بشكل أدي إلى تلويث الإمدادات الغذائية في العالم حيث أظهرت خريطة جوجل العام الماضي المياه الملوثة و هي تجتاح المحيط الهادئ بإتجاه الساحل الغربي للولايات المتحدة و أجزاء أخرى من العالم لذلك تم إعتبار بعض المأكولات البحرية غير صالحة للأكل بسبب التركيزات العالية من الإشعاع وقد وثق تأثير تلك النفايات المشعة علي الأرض في حدوث طفرات للفراشات في ” اليابان ” حيث توصل العلماء إلي أن الحادث تسبب في أضرار فسيولوجية و وراثية للعشب الأزرق الشاحب و هي فراشة شائعة في تلك الدولة .
حمضية مياه المحيطات .. علامة مخيفة أخرى من مملكة الحيوانات علي أن الكوكب مريض تظهر تحت الماء حيث أصدر البرنامج الدولي لحالة المحيطات (IPSO) تقريرًا قال فيه إن محيطات العالم أصبحت أكثر حمضية من أي وقت مضى خلال الـ 300 مليون سنة الماضية و قد دفع ذلك العلماء إلي إصدار تحذير من أننا قد نشهد قريبًا إنقراضًا جماعيًا للأنواع الرئيسية التي تعيش فيه و الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن صحة البحار تتدهور بمعدل أسرع مما كان يعتقد في السابق حيث أن التحمض إلي جانب إرتفاع درجة حرارة مياه المحيطات و تناقص كميات الأكسجين يؤثران بشكل كبير علي الحياة البحرية و للتحمض تأثير مدمر بشكل خاص علي الشعاب المرجانية التي تعتبر ضرورية للنظام البيئي كمواقع لوضع البيض و حضانة العديد من أنواع الأسماك و ربما لا يقتصر الخطورة علي الأسماك وحدها و لكن أيضا لأنواع أخري من الحيوانات مثل زاحفات الأرجل مثل الحلزونات البحرية الصغيرة التي تعيش في القطب الشمالي و تعد مصدرًا مهمًا للغذاء للعديد من الطيور لذلك فهم أيضا مهددون بحموضة المحيطات .
أقرأ أيضا : أبرز 10 كائنات حية تقوم بعمليات تحول جنسي من ذكر لأنثي أو العكس
وفيات حيوان الموظ الغامضة .. قد تكون الضحية الأخيرة لتغير المناخ هي حيوان الموظ المهيب الذي يعيش في أمريكا الشمالية حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تلك الحيوانات تموت بأعداد مثيرة للقلق و يحاول العلماء إكتشاف السبب و تشير النظريات الأولية إلي أن إرتفاع درجات الحرارة قد أدت إلي حدوث زيادة في نسبة الطفيليات المزدهرة في الطقس الدافئ مثل القراد الشتوي و ديدان الدماغ و الديدان الكبدية و خنافس اللحاء التي من الممكن أن تدمر حيوان الموظ لأنه علي عكس الغزلان الشائعة لا يقوم بالإستمالة و بالتالي لا ينجح في إزالة القراد مثل نظرائه ذوي الحوافر المشقوقة كما يضيف العلماء إلي أن الموظ قد يعاني من الإجهاد الحراري الذي يمكن أن يقتله عندما ترتفع درجات الحرارة في الشتاء و هو الأمر الذي أصبح أكثر شيوعًا.