في عالم الترفيه الهوليوودي المليء بالشهرة و الأضواء غالبًا ما يجد بعض المشاهير أنفسهم في مواقف قانونية محرجة قد تتسبب في تعرضهم للإعتقال و إذا قمنا بإعداد قائمة بأسمائهم فسوف يتربع علي عرشها و بدون أي منافسة تذكر الممثل الشهير مارتن شين صاحب الرقم القياسي في عدد الإعتقالات التي يتجاوز عددها الستين و لكن لحسن الحظ أنها ليست نتيجة سلوكيات سيئة أو جرائم عنيفة بل ناتجة عن إلتزامه القوي بالمبادئ و القضايا الإنسانية التي تدفعه إلي المشاركة في الإحتجاجات المناهضة للظلم و التمييز و بذلك تكون تلك الإعتقالات وسام علي صدره تجسد تفانيه في الدفاع عن العدالة الإجتماعية و البيئية مما جعله يحتل مكانة فريدة بين نجوم هوليوود .
و يعد ” مارتن شين ” المولود في ” الولايات المتحدة ” بولاية أوهايو عام 1940 لوالدين مهاجرين واحدًا من أبرز الممثلين الذين إستغلوا شهرتهم لدعم القضايا الإنسانية و ذلك بعد تأثره بطفولته الصعبة و نشأته الفقيرة وسط أسرة كبيرة تتألف من عشرة أطفال و هي عوامل طورت لديه إحساسًا قويًا بمدي أهمية العدالة الإجتماعية و ساهمت في دفعه إلي المشاركة بأول احتجاج له و هو في سن الرابعة عشرة حين كان يعمل حامل حقائب في إحدي نوادي الجولف حيث قاد إضرابًا صغيرًا مع زملائه إحتجاجًا علي الظروف الصعبة التي كانوا يعملون فيها و تعرضهم الدائم للإساءة اللفظية و العنصرية و من هنا بدأت مسيرته الطويلة في الإحتجاجات و الدفاع عن حقوق الآخرين .
و علي مر السنين تم إعتقال ” مارتن شين ” أكثر من 66 مرة بحسب تصريحه في جامعة أكسفورد عام 2009 و قد زادت هذه الأعداد في السنوات اللاحقة و كان من أهم ما يميز تاريخ إعتقالاته هو أنه لم يكن بسبب جرائم تقليدية مثل السرقة أو العنف أو القيادة تحت تأثير الكحول بل كانت جميعها تقريبًا نتيجة مشاركته في إحتجاجات سلمية تتعلق بقضايا إنسانية و بيئية فعلي سبيل المثال تم إعتقاله عام 2020 خلال مشاركته في إحتجاج علي تغير المناخ كانت قد نظمته الممثلة و الناشطة الشهيرة ” جين فوندا ” في واشنطن العاصمة و خلاله وجهت إليه تهمة التجمهر و الإعاقة مع 146 شخص آخر و رغم إمكانيته تجنب ذلك إلا أنه كان دائمًا مستعدًا لتحمل العواقب القانونية لنشاطه .
و طوال مسيرته ناضل ” مارتن شين ” ضد العديد من القضايا التي تؤثر علي العالم أبرزها معارضة القتل العشوائي لصغار الفقمات و الإحتجاج ضد إنتشار الأسلحة النووية و حتى المشاركة في حملات لدعم المزارعين و العاملين حيث كانت جميع تلك القضايا جزءًا من توجهه نحو تحقيق العدالة و المساواة حتي و إن كان ثمنها وقوعه في مشاكل جمة كما حدث عام 1987 حين أعتقل خلال إحتجاج ضد إنتشار الأسلحة النووية بولاية ” نيفادا ” و وجهت إليه تهمة التعدي علي الممتلكات و إعاقة الطريق بالإضافة إلي إعتقاله في إحتجاجات أخري بسبب سوء السلوك العام الذي يتضمن تصرفات مثل التظاهر غير القانوني أو إنتهاك حظر التجول .
أقرأ أيضا : قصة صعود الممثل داني تريجو من عالم الجريمة إلي عالم السينما
و الغريب في الأمر أنه رغم تاريخه الحافل و الطويل في الإحتجاجات و الإعتقالات إلا أن نجاح ” مارتن شين ” لم يتأثر في هوليوود بل علي العكس ربما زادت شهرته بفضل نشاطه الحقوقي و السياسي إذ يُعد ذلك النجم اليوم رمزًا للنضال من أجل حقوق الإنسان و ينظر إليه من قبل معجبيه بأنه أستغل شهرته من أجل دعم القضايا العادلة التي يؤمن بها لذلك فهو يجسد نموذجًا نادرًا في عالم النجوم ليس لأنه ممثلًا موهوبًا فقط بل بإعتباره ناشط لا يخشى الوقوف في وجه الظلم .