ليس كل شئ موجود في عالمنا يمكن تفسيره بشكل علمي أو منطقي بل توجد بعض من الأشياء الغير مفهومة التي عند حدوثها تكون عصية علي العلم و تشكل تحديا كبيرا للعلماء و الباحثين نظرا لأنها ترجع لأسباب خارقة للطبيعة و لذلك لا يكون أمامهم سوي وضع بعض من الفرضيات التي ربما قد تصيب و تخطأ و من بين تلك الأشياء الغريبة و الغامضة في عالمنا يبرز كرسي بوسبي الملعون الذي يقال أن كل من يستخدمه و يجلس عليه تحل به لعنة غريبة تؤدي في النهاية إلي وفاته و كل ذلك بسبب أنه كان مفضلا لأحد الأشخاص الذي تورط في جريمة قتل و أثناء إقتياده إلي المشنقة لتنفيذ الحكم حذر الجميع من الجلوس عليه لأنه قام بوضع لعنة به و من بعدها بدأت تظهر بعض من القصص المميتة التي لحقت بأشخاص قاموا بتجاهل تلك التحذيرات و الجلوس عليه .
بدأت قصة كرسي بوسبي الملعون في أواخر القرن السابع عشر حين أنتقل أحد المزورين و يدعي “دانييل أويتي” إلى بلدة “كيركبي ويسكي” الصغيرة المطلة علي طول نهر ويسكي شمال يوركشاير في “إنجلترا” و يرجع سبب إختياره لها أنها كانت مكانا ملائما لممارسة أنشطته غير المشروعة في تزوير العملة حيث قام بشراء مزرعة قديمة و بني بها غرفة كبيرة مخفية تحت الأرض و كان يغلقها بقفل قوي حتى لا يتمكن الزوار من معرفة ما يدور فيها من تزوير للعملة و أطلق علي المزرعة إسم ” دانوتي هال ” و عاش فيها مع إبنته “إليزابيث” التي وقع في حبها رجل محلي يدعي “توماس بوسبي” و تكللت علاقتهما بالزواج و سرعان ما أصبح شريكا لحماه فى أنشطة التزييف و كان في تلك الفترة يقيم مع زوجته في نزل محلي بعيدا عن مزرعة والدها بسبب أنه كان سكيرا طوال الوقت و يريد مكانا يوفر له ما يريده و مع مرور الوقت بدأت العلاقة تسوء بينه و بين والد زوجته و شريكه “دانييل أويتي” .
و لأسباب لا نعرفها جاء “دانيال أويتي” في أحد الأيام إلي النزل لإصطحاب إبنته “إليزابيث” لمنزله بعيدا عن زوجها ” بوسبي ” إلا أنها رفضت الإستماع إليه و سرعان ما عاد زوجها إلى المنزل و هو مخمور جدًا و دخل الرجلان فى جدال أسري كبير و إزداد حدة بسبب أن حماه ” دانييل أويتي ” كان يجلس علي كرسيه المفضل و بعد إنتهاء الجدال تركهم ” دانييل أويتي ” عائدا إلي مزرعته إلا أن ” توماس بوسبي ” كان لا يزال يستشيط غضبا لذلك في وقت لاحق من تلك الليلة ذهب إليه في مزرعته و ضربه حتي الموت بإحدي المطارق و تقول رواية أخري أنه قام بخنقه و لكن علي أي حال تم العثور على جثة “أويتي” و توجيه الإتهام إلى ” توماس بوسبي ” و تقديمه للمحاكمة و التي أدانته بإرتكاب جريمة القتل و حكمت عليه بالإعدام شنقا و في يونيو عام 1702 تم تنفيذ الحكم و بعد الإنتهاء منه أنزل جثمانه و تم غمسه في القار و يقال أنه أثناء التنفيذ قام بتحذير الجمع من عدم الجلوس علي كرسيه المفضل و بأنه من يخالف ذلك سوف تنتهي حياته بالموت لأنه قام بوضع لعنة عليه .
و لم يهتم أحد بتحذيرات ” توماس بوسبي ” و لكن بعد ذلك تم تداول عدد من القصص المرعبة لوفيات حدثت لأشخاص قاموا بالجلوس عليه منها حدثت في تاريخنا الحديث فبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية توفي شاب بعد جلوسه علي كرسي بوسبي الملعون بسبب دخوله في رهان مع أصدقائه حول عما إذا كان لديه الجرأة علي الجلوس عليه و هو ما فعله و في وقت لاحق من ذلك اليوم سقط من فوق أحد الأسطح و توفي في الحال كما فقد العديد من الطيارين الذين عملوا في مطار قريب من المكان حياتهم أيضا بعد الجلوس عليه إضافة إلي عامل تنظيف للمداخن كان يشرب في ذلك النزل و جلس عليه ثم غادر المكان في ساعة متأخرة من الليل و بعدها تم العثور عليه معلقًا علي بوابة بالقرب من النزل و نظرا لسئم مالك المكان من كثرة حوادث الوفيات قام بوضعه في القبو بعيدا عن الناس و لكن في أحد الأيام جلس عليه عن طريق الخطأ أحد عمال توصيل الطلبات و سرعان ما توفي فى نفس اليوم بعد أن فقد السيطرة علي قيادة سيارته و هو ما أدي إلي تحطمها و مقتله .
أقرأ أيضا : الدمية أنابيل .. القصة الحقيقية و الكاملة لدمية شيطانية أحالت حياة مالكيها الى جحيم
و لم تتوقف لعنة كرسي بوسبي الملعون بل أستمرت في حصد الضحايا فمع حلول سبعينيات القرن الماضي جلس طياران شابان في ذلك النزل و ذات ليلة بدأ الإثنان في المراهنة علي الجلوس بذلك الكرسي و في النهاية أستسلم أحدهم و وضع ظهره عليه لثانية واحدة فقط إلا أنه أثناء عودتهم إلى عملهم مات كلاهما في حادث مروري و هو ما دفع سكان تلك البلدة لإتخاذ قرار بأخذ ذلك الكرسي إلى المتحف المحلي و طلبوا من القائمين علي المكان عرضه في مكان مرتفع مع عدم السماح لأي شخص بالجلوس عليه و حتي يومنا هذا لا يزال كرسي بوسبي الملعون متواجدا في ذلك المكان و لا يسمح لأي شخص بإستخدامه و علي الرغم من وجود عدد ليس بالقليل من المشككين لتلك القصص إلا أنهم لم يكن لديهم الجرأة للجلوس عليه و إثبات وجهة نظرهم .