كرة الطائرة واحدة من أبرز اللعبات الجماعية و يلعبها فريقين مكونين عادة من ستة لاعبين لكل فريق و فيها يقومون بإستخدام أيديهم لضرب الكرة ذهابًا و إيابًا و تمريرها فوق شبكة مرتفعة في محاولة لجعل الكرة تلمس أرضية الملعب داخل منطقة لعب الخصوم قبل أن يتمكنوا من إعادتها حيث يسمح لكل فريق منهم بثلاث لمسات فقط للكرة قبل أن يتم إعادتها عبر الشبكة و تعتبر كرة الطائرة رياضة شهيرة و لها محبيها فى كل مكان بالعالم و إن كانت بشكل أقل من كرة القدم بالطبع و تم تقديمها لأول مرة فى بطولة الألعاب الأولمبية بدورة طوكيو عام 1968 فى اليابان و من حينها أصبحت رياضة أساسية فيها و أشتقت منها ألعاب أخرى أبرزها كرة الطائرة الشاطئية التى أدرجت فى أولمبياد أتلانتا عام 1996 فى الولايات المتحدة إضافة الى النسخة المعدلة من الكرة الطائرة التى تمارس في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للمعاقين .
تاريخ كرة الطائرة
ابتكرت لعبة كرة الطائرة على يد الأمريكي “ويليام جي مورجان” مدير جمعية الشبان المسيحيين (YMCA) في مدينة “هوليوك” بولاية “ماساتشوستس ” عام 1895 كرياضة داخلية و أطلق “مورجان” عليها اسم “مينتونيت” إلى أن أشار عليه أستاذ من كلية “سبرينجفيلد” إلى ضرورة تغيير الإسم ليكون معبرا عن طبيعتها و اقترح اسم ” كرة الطائرة” ثم بدأ ” مورجان ” فى كتابة لوائحها و قوانينها الأصلية و نشرت في الطبعة الأولى من الكتيب الرسمي للرابطة الرياضية لاتحادات الشبان المسيحيين في أمريكا الشمالية عام 1897 و سرعان ما أثبتت اللعبة أنها تحظى بجاذبية كبيرة لكلا الجنسين داخل “الولايات المتحدة” في المدارس و الملاعب و القوات المسلحة و المنظمات الأخرى الى أن أنتقلت لاحقًا إلى العديد من البلدان الأخرى .
و بحلول عام 1916 تم إصدار قواعد جديدة لها بشكل مشترك من قبل جمعية الشبان المسيحيين و الجمعية الوطنية لألعاب القوى الجماعية (NCAA) و تم إجراء أول بطولة وطنية في “الولايات المتحدة” تحت تنظيم اللجنة الوطنية للتربية البدنية التابعة لجمعية الشبان المسيحيين في مدينة “نيويورك” عام 1922 ثم تشكل اتحاد كرة الطائرة الأمريكي (USVBA) عام 1928 و الاعتراف به باعتباره الهيئة الحاكمة التي تضع القواعد داخل “الولايات المتحدة” و بداية من عام 1928 أشرف ذلك الإتحاد على بطولات كرة الطائرة الوطنية السنوية للرجال و كبار السن منهم ( سن 35 و ما فوق) باستثناء عامي 1944 و 1945 ثم بدأ الإشراف على مسابقات السيدات بداية من عام 1949 ثم توسع عام 1977 ليشمل مسابقات السيدات كبار السن (سن 30 وما فوق) .
أما بالنسبة للانتشار الدولي فقد انتقلت كرة الطائرة من قارة أمريكا الشمالية الى قارة أوروبا من قبل القوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى ثم بدء تشكيل المنظمات الوطنية المعنية بتلك اللعبة التى بدأت بإنشاء الإتحاد الدولي لكرة الطائرة (FIVB) بمدينة “باريس” فى ” فرنسا ” عام 1947 ثم انتقل إلى مدينة “لوزان” فى “سويسرا” عام 1984 حيث كان اتحاد كرة الطائرة الأمريكي واحدًا من 13 عضوًا مؤسسا في ذلك الاتحاد الدولي الذى نما عضويته إلى أكثر من 210 دولة بنهاية القرن الـ 20 .
أما المسابقات الدولية فى كرة الطائرة فقد بدأت عام 1913 مع أول ألعاب بطولة الشرق الأقصى التى نظمت بمدينة ” مانيلا ” فى “الفلبين” ثم أستمرت خلال أوائل القرن العشرين و حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية و كان من الملاحظ ان الكرة الطائرة في قارة آسيا تُلعب بشكل مختلف على ملعب ذات مساحة أكبر و بشبكة أقل و بتسعة لاعبين في كل فريق ثم بعد ذلك و نتيجة إشراف الإتحاد الدولي لكرة الطائرة على بطولة العالم التى بدأ تنظيمها للرجال فقط عام 1949 و لكل من الرجال و النساء عام 1952 فقد أدى ذلك الى التزام الجميع بقبول قواعد لعب موحدة الى أن أصبحت الكرة الطائرة رياضة أولمبية لكل من الرجال و النساء على حد سواء في دورة الألعاب الأولمبية عام 1964 في طوكيو .
و لفترة طويلة سيطرت الفرق التشيكوسلوفاكية و المجرية و البولندية و البلغارية و الرومانية و السوفيتية ( روسيا لاحقا ) على البطولات الأوروبية أما على على المستوى العالمي و الأولمبي فقد حصدت الفرق السوفيتية ألقاب على مستوى الرجال و النساء أكثر من أي دولة أخرى حيث يُعزى نجاحهم إلى الاهتمام الشعبي الواسع بتلك الرياضة و اللعب المنظم جيدًا و التعليم المهارى على جميع المستويات للاعبين كما أشتهر الفريق النسائي الياباني بتلك اللعبة أيضا و حظي بتغطية إعلامية كبيرة كبطل الأولمبياد عام 1964 و الذين حصدوا العديد من بطولات العالم الأخرى أعوام 1962 و 1966 و 1967 لكن في نهاية القرن العشرين بدأت سيطرتهم على بطولات العالم و الأولمبياد فى التراجع لصالح فريق السيدات الكوبيات .
و ازدادت شعبية تلك اللعبة خلال بطولة ألعاب عموم أمريكا التى تضم دول قارة أمريكا الجنوبية و الوسطي و الشمالية و التى بدأت منافساتها فى تلك البطولة عام 1955 و كانت دول “البرازيل” و “المكسيك” و “كندا” و “كوبا” و “الولايات المتحدة” أبرز المتنافسين فيها أما فى قارة أسيا فتهيمن “الصين” و “اليابان” و “كوريا الجنوبية ” على المنافسة كما تُلعب الكرة الطائرة و خاصة الكرة الطائرة الشاطئية في “أستراليا” و “نيوزيلندا” و جميع أنحاء جنوب المحيط الهادئ.
أما بالنسبة الى لعبة كرة الطائرة الشاطئية التي تُلعب عادةً كما يوحي اسمها فقد بدأت ممارستها لأول مرة في ولاية “كاليفورنيا” عام 1930 و أقيمت أول بطولة رسمية للكرة الطائرة الشاطئية عام 1948 في ويل روجرز ستيت بيتش في “سانتا مونيكا” كاليفورنيا و أقيمت أول بطولة عالمية مصادق عليها من الاتحاد الدولي للكرة الطائرة عام 1986 في مدينة “ريو دي جانيرو” البرازيلية و أضيفت كرة الطائرة الشاطئية إلى قائمة الألعاب الأولمبية لعام 1996 في أتلانتا بولاية جورجيا الامريكية و هى تتكون فريقين كل واحد منهم مكون من لاعبين اثنين فقط .
لوائح و قواعد اللعبة
تتطلب كرة الطائرة الحد الأدنى من المعدات و المساحة و يمكن ممارستها فى الهواء الطلق أو داخل الصالات المغطاة حيث تُلعب على ملعب ذو سطح أملس يبلغ عرضه 9 أمتار و طوله 18 مترًا مقسومًا عند خط الوسط إلى منطقتين متساويتين لكل فريق و غير مسموح بتخطى اللاعبين خط الوسط تمامًا عندما تكون الكرة في الملعب و يوجد خط 3 أمتار بداية من خط الوسط لكل نصف من الملعب و يتم وضع شبكة مشدودة بإحكام عبر الملعب فوق منتصف خط الوسط تمامًا بإرتفاع رسمي 2.4 متر للرجال و 2.2 متر للسيدات و تقاس من الحافة العلوية للشبكة إلى سطح الملعب و يمكن إجراء مزيد من التعديلات في الارتفاع للشباب و غيرهم ممن يحتاجون إلى شبكة ذات ارتفاع أقل .
و يتم إرفاق علامة شريطية عمودية بالشبكة مباشرة فوق كل خط حد جانبي للملعب لمساعدة مسؤولي اللعبة في الحكم على ما إذا كانت الكرات التي تم إرسالها أو الكرة الطائرة داخل أو خارج الحدود و تزن الكرة المستخدمة ما بين 260 إلى 280 جرامًا و يتم نفخها إلى محيط 65 سم و يجب أن تمر الكرة فوق الشبكة بالكامل كما يوجد بالملعب منطقة الارسال التي يبلغ طولها تقليديًا 3 أمتار و هى محددة بالخارج خلف الثلث الأيمن من كل خط نهاية و لكن في دورة الألعاب الأولمبية عام 1996 تم تمديد منطقة الارسال ليصل إلى 9 أمتار بحيث يجب أن يتم الارسال من داخل أو خلف هذه المنطقة كما أن هناك حاجة إلى مساحة لا يقل عرضها عن مترين حول الملعب بأكمله للسماح بحرية التصرف للاعبين و القضاء على أخطار العوائق و إتاحة مساحة لوجود الحكام كما يلزم وجود منطقة واضحة فوق الملعب بارتفاع 8 أمتار على الأقل للسماح بإرسال الكرة أو استلامها و لعبها دون أى تأثير من الأعلى .
و يتكون كل فريق فى لعبة كرة الطائرة من ستة لاعبين ثلاثة منهم يأخذون المراكز الأمامية على التوالي بالقرب من الشبكة و يواجهون المنافسين بينما يلعب الثلاثة الآخرين في الملعب الخلفي و يبدأ اللعب عندما يخطو الظهير الأيمن (الشخص الموجود على يمين الصف الثاني) لفريق الإرسال خارج خط النهاية الخاص به إلى منطقة الإرسال و ضرب الكرة بيده أو بالقبضة لإرسالها فوق الشبكة في نصف ملعب الخصم الذين يستلموها و يعيدوها عبر الشبكة في سلسلة لا تزيد عن ثلاثة لمسات بالكرة و يجب أن يتم ذلك دون أن يمسك أي لاعب الكرة أثناء اللعب و دون أن يلمس أي لاعب الشبكة أو يدخل منطقة ملعب الخصم كما يجب ألا تلمس الكرة الأرض و لا يجوز للاعب لمس الكرة مرتين متتاليتين و يستمر اللاعب في الإرسال حتى يرتكب فريقه خطأ أو يرتكب هو خطأ و عندما يتغير الإرسال يصبح الفريق المستلم هو الفريق المرسل و يدور اللاعبون في اتجاه عقارب الساعة في مركز واحد و يتحول الجانب الأيمن إلى مركز الظهير الأيمن الذى يوكل اليه عملية الإرسال من منطقة الإرسال و يمكن لأي فريق أن يسجل مع منح نقاط لضرب الكرة بنجاح على نصف الملعب الخاص بالطرف الخصم و كذلك عندما يرتكب الفريق المنافس أخطاء مثل ضرب الكرة خارج الحدود أو الفشل في إعادة الكرة أو ملامستها أكثر من ثلاث مرات قبل إعادتها و ما إلى ذلك حيث يتم تسجيل نقطة واحدة فقط في كل مرة للعب الناجح و يحق للفريق الفائز بالنقطة بإرسال الكرة و فى عام 2000 أدخلت أولمبياد “سيدني” تغييرات كبيرة على القواعد في المنافسة الدولية حيث أنشأ مركز الليبرو و هو لاعب في كل فريق يعمل كمتخصص دفاعي و يرتدي لونًا مختلفًا عن باقي الفريق و لا يُسمح له بالإرسال أو التدوير إلى الخط الأمامي .