قارة أوقيانوسيا هى منطقة جغرافية و جيوسياسية تتكون بعدد من البلدان و الأقاليم التى تتشكل معظمها على هيئة جزر فى المحيط الهادئ و هى أصغر قارات العالم من حيث المساحة و تغطي جزء لا يذكر من إجمالي مساحة اليابسة على كوكب الأرض و هى تقع داخل نصفي الكرة الأرضية الجنوبي و الشرقي و نظرًا لأن دولة أستراليا التى تعتبر أكثر دول القارة تحضرا بسبب موجات الهجرة الأوروبية المتتالية اليها و وقوعها على مساحة أرض واحدة تعتبر هى الأكبر عن باقى الجزر فيُطلق عليها أحيانا بشكل غير رسمي قارة أستراليا الا أنه فى واقع الأمر الإسم الحقيقى هو قارة أوقيانوسيا لأنها تتكون من الجزيرة الرئيسية التى تمثل تلك الدولة المستقلة و يضاف اليها المنطقة التى تحتوي على عدد من الجزر التى تمثل دول و أقاليم مستقلة أخرى أبرزها فيجى و تيمور الشرقية و فانوتو و جزر سليمان و بابوا غينيا الجديدة التى تعد واحدة من أكثر دول العالم تنوعًا ثقافيًا و لغويًا و تقع تلك الدول جميعا فى جزء من الجرف القاري للقارة الأسترالية التى تتميز عن باقى القارات فى أن مياه المحيط و ليست اليابسة هى التى تربط دولها ببعضها البعض .
و تبلغ المساحة الإجمالية لأوقيانوسيا ما يقرب من 8.6 مليون كيلومتر مربع و تعتبر ”أستراليا ” هى أكبر دولها من حيث المساحة و صاحبة النصيب الأكبر من مجموع يابستها بمساحة 7.7 مليون كيلومتر مربع تليها “بابوا غينيا الجديدة” ثم “نيوزلاندا” و بعدها “جزر سليمان” بينما أصغر دول قارة أوقيانوسيا هي “نايورو” ثم تليها “توفالو” و “جزر مارشال” و “بالاو” .
و تتمتع دول و مناطق قارة أوقيانوسيا بدرجات متفاوتة من الاستقلال عن سلطاتها الاستعمارية و قد تفاوضت معهم على مجموعة واسعة من الترتيبات الدستورية لتناسب ظروفها و هى كالأتى :
منطقة أستراليا
- أستراليا – احدى دول الكومنولث .
- جزيرة نورفولك – أراضي خارجية تابعة لأستراليا .
منطقة ميلانيزيا
- تيمور الشرقية – جمهورية .
- فيجي – جمهورية .
- كاليدونيا الجديدة – تابعة الى فرنسا .
- بابوا غينيا الجديدة – احدى دول الكومنولث .
- جزر سليمان – مملكة الكومنولث .
- فانواتو – جمهورية .
منطقة ميكرونيزيا
- جوام – إقليم منظم و غير مدمج تابع الى الولايات المتحدة .
- كيريباتي – جمهورية .
- جزر مارشال – جمهورية في ارتباط حر مع الولايات المتحدة .
- ولايات ميكرونيزيا الموحدة – جمهورية في ارتباط حر مع الولايات المتحدة .
- ناورو – جمهورية .
- جزر ماريانا الشمالية – كومنولث منظم في اتحاد سياسي مع الولايات المتحدة .
- بالاو – جمهورية في ارتباط حر مع الولايات المتحدة .
- جزيرة ويك – إقليم غير منظم وغير مدمج بالولايات المتحدة .
منطقة بولينيزيا
- ساموا الأمريكية – إقليم غير منظم وغير مدمج تابع للولايات المتحدة .
- جزر كوك – دولة تتمتع بالحكم الذاتي في ارتباط حر مع نيوزيلندا .
- بولينيزيا الفرنسية – “دولة ما وراء البحار” تابعة لفرنسا .
- نيوي – دولة تتمتع بالحكم الذاتي في ارتباط حر مع نيوزيلندا .
- نيوزيلندا – عالم الكومنولث .
- بيتكيرن – إقليم ما وراء البحار تابع الى المملكة المتحدة .
- ساموا – دولة ملكية دستورية .
- توكيلاو – إقليم شبه متمتع بالحكم الذاتي .
- تونجا – ملكية مطلقة .
- توفالو – عالم الكومنولث .
- جزر واليس و فوتونا – تجمع ما وراء البحار تابع لفرنسا .
قارة أوقيانوسيا جغرافيا
تعد قارة أوقيانوسيا باعتبارها جزءًا من الصفيحة الهندية الأسترالية أقل كتلة لليابسة و أكثرها تسطحًا و أقدمها على الأرض و لها تاريخ جيولوجي مستقر نسبيًا اما بالنسبة الى “نيوزيلندا” فهى ليست جزءًا من قارة أوقيانوسيا و لكنها جزء من قارة “زيلانديا” المنفصلة و المغمورة بالمياه كما تضم القارة جرفًا قاريًا تغطيه بحار ضحلة تقسمها إلى عدة كتل أرضية أبرزهم بحر أرافورا و مضيق توريس الذى يقع بين البر الرئيسي لأستراليا و غينيا الجديدة و مضيق باس الذى يقع بين البر الرئيسي لأستراليا و تسمانيا , و بسبب موقع القارة المركزي على صفيحتها التكتونية فلا يوجد فيها أي مناطق بركانية نشطة و تعتبر هي القارة الوحيدة التي تتمتع بهذا التمييز .
و بالنسبة الى المناخ ففى “غينيا الجديدة” يكون المناخ موسميًا في الغالب (من ديسمبر إلى مارس) و تأتى الرياح الموسمية الجنوبية الشرقية من مايو إلى أكتوبر و تبلغ درجة الحرارة حوالي 27 درجة مئوية على مدار السنة مع قيعان باردة تقترب من 11 درجة مئوية و تعد مرتفعات “غينيا الجديدة” واحدة من المناطق القليلة القريبة من خط الاستواء التي تشهد تساقطًا للثلوج و الذي يحدث في الأجزاء الأكثر ارتفاعًا من البر الرئيسي كما تشهد بعض مناطقها هطول كميات غير عادية من الأمطار أما بالنسبة الى مناخ الأراضى الأسترالية فهو في الغالب صحراوي أو شبه قاحل فى الزوايا الساحلية الجنوبية ذات المناخ المعتدل و تتمتع الأجزاء الشمالية من البلاد بمناخ استوائي و يتساقط الثلج كثيرًا على المرتفعات بالقرب من الساحل الشرقي في ولايات فيكتوريا و نيو ساوث ويلز و تسمانيا و إقليم العاصمة الأسترالية و تتذبذب درجات الحرارة في “أستراليا” من 50 درجة مئوية إلى أقل بكثير من 0 درجة مئوية و تعتبر قارة أوقيانوسيا إحدى القارات الأكثر تضررًا من موجات جفاف إلى جانب فترات من الرطوبة الكبيرة .
و يوجد في قارة أوقيانوسيا مجموعة كبيرة و متنوعة من الحيوانات التى بعضها يتوطن تلك القارة و يُعزى ذلك إلى العزلة الجغرافية الطويلة و الاستقرار التكتوني و تأثيرات الانماط الغير عادية من تغير المناخ على التربة و النباتات عبر الزمن الجيولوجي حيث تعتبر تلك القارة موطن لحوالي 800 نوع من الطيور منها 45% متوطنة في أستراليا كما تعد حيوانات الكوالا و الشيطان التسماني و الإيمو و الكنغر و سحلية الجوانا المفترسة من الحيوانات الوطنية في أستراليا .
قارة أوقيانوسيا تاريخيا
يعتبر السكان الأصليين الأستراليين الذين أقاموا فى قارة أوقيانوسيا هم من هاجروا من إفريقيا إلى آسيا منذ حوالي 70000 عام و وصلوا إلى تلك القارة منذ ما لا يقل عن 50000 عام و بناءً على الأدلة الأثرية فتشير الأبحاث الحديثة إلى وصول مبكر عن ذلك ربما قبل 65000 سنة كما توجد أدلة على حدوث تبادل جيني و لغوي بين الأستراليين في أقصى الشمال و الشعوب الأسترونيزية في “غينيا الجديدة” و الجزر الحديثة نتيجة للتجارة و التزاوج مؤخرًا و من المقدر أن سكان بابوا الاوائل قد عاشوا منذ الفترة ما بين 42000 و 48000 سنة في “غينيا الجديدة” و تم توثيق التجارة بينها و بين الجزر التابعة لإندونيسيا المجاورة في وقت مبكر من القرن السابع و فى عصر الحضارة الإغريقية تكهن الفيلسوف اليوناني القديم “أرسطو” بوجود كتلة يابسة كبيرة في نصف الكرة الجنوبي و تم توسيع أفكاره في وقت لاحق من قبل “بطليموس” الذي اعتقد أن أراضي نصف الكرة الشمالي يجب أن تكون متوازنة مع الأراضى في الجنوب كما تم توثيق نظرية موازنة الأرض في وقت مبكر من القرن الخامس على الخرائط بواسطة “ماكروبيوس” الذي أستخدم مصطلح أوستراليز في خرائطه .
و في عام 1606 قام الملاح الهولندي “ويليم جانزون” بأول هبوط أوروبي موثق في قارة أوقيانوسيا في شبه جزيرة “كيب يورك” كما أبحر المستكشف الهولندي “أبيل جانزون تاسمان ” و حط على أجزاء من الساحل القاري الأسترالي و اكتشف أرض “تسمانيا” و “نيوزيلندا” عام 1642 اضافة الى جزر “فيجي” حيث كان أول مستكشف أوروبي معروف يصل إلى هذه الجزر و في أبريل عام 1770 قام المستكشف البريطاني “جيمس كوك” بالوصول هو و طاقمه إلى اليابسة لأول مرة في البر الرئيسي للقارة في مكان يعرف الآن باسم شبه “جزيرة كورنيل” و هناك أجرى أول اتصال مع قبيلة من السكان الأصليين تُعرف باسم “جويجال” و بذلك أصبح أول أوروبي يذهب الى الساحل الشرقي للقارة و بعدها قاد الكابتن “آرثر فيليب” الأسطول الأول المكون من 11 سفينة و حوالي 850 مدانًا إلى سيدني في يناير 1788 و يبدء الأوربيين فى بناء أول مستعمرة فى قارة أوقيانوسيا .
بعد ذلك و فى مطلع القرن العشرين نشأ كومنولث أستراليا عندما أعلن الحاكم العام اللورد “هوبتون” الدستور الفيدرالي في يناير 1901 و منذ ذلك الحين دخل نظام الفيدرالية في أستراليا حيز التنفيذ بشكل أدى إلى إنشاء حكومة وطنية جديدة تمامًا و في عام 1884 تم إعلان الساحل الجنوبي لغينيا الجديدة و الجزر المجاورة لها محمية بريطانية ثم تم ضم غينيا الجديدة البريطانية مباشرة عام 1888 و فى القرن العشرين قاتلت “أستراليا” إلى جانب بريطانيا في الحربين العالميتين الأولى و الثانية و أصبحت حليفًا طويل الأمد للولايات المتحدة و عندما هددتها “اليابان” من خلال قصف منطقة “داروين” في فبراير عام 1942 و الذى يعتبر أكبر هجوم منفرد شنته قوة أجنبية على “أستراليا” و ذلك لمحاولة عزلها استطاعت القوات الاسترالية بالتعاون مع الحلفاء فى اجهاض ذلك المسعى كما كانت الهجمات في “بابوا و غينيا الجديدة” اعوام 1943-44 أكبر سلسلة منفردة من العمليات المتصلة التي شنتها القوات المسلحة الأسترالية طوال الحرب و فى العقود الأخيرة زادت التجارة مع آسيا و استقبل برنامج الهجرة بعد الحرب أكثر من 6.5 مليون مهاجر الذين أستقروا بها الى أن ارتفع عدد السكان إلى أكثر من 26.1 مليون بحلول عام 2022 و نالت أستراليا استقلالها عن المملكة المتحدة على عدة خطوات و لم تحصل على استقلالها الكامل عن بريطانيا العظمى إلا في مارس عام 1986 .
التركيبة السكانية
يقدر عدد سكان قارة أوقيانوسيا بـ 39.4 مليون نسمة و هو ما يمثل نسبة 0.54 فى المئة من تعداد سكان العالم البالغ عددهم 7.1 مليار لتحتل بذلك المركز السادس من حيث عدد السكان بعد أسيا و أفريقيا و أوروبا و أمريكا الشمالية و أمريكا الجنوبية و تأتى دولة أستراليا فى المرتبة الأولى من حيث عدد السكان (26.1 مليون شخص) تليها بابوا غينيا الجديدة (10.1 مليون شخص) ثم نيوزلاندا (5.2 مليون شخص) و بعدها فيجى (929.8 مليون شخص) بينما الدول الأقل كثافة سكانية هي توكيلاو (1871 نسمة) و نيوى (1934 نسمة) و توفالو (11.3 ألف نسمة) و واليس وفوتونا (11.6 ألف نسمة) .
و تعتبر الديانة المسيحية هي السائدة في قارة أوقيانوسيا على الرغم من أن نسبة كبيرة من الأستراليين لا ينتمون إلى أي دين و تشمل الديانات الأخرى في المنطقة الإسلام و البوذية و الهندوسية و هي ديانات أقلية بارزة و في غينيا الجديدة ينتشر الإسلام في الجزء الاندونيسي منها كما يدمج العديد من سكان بابوا إيمانهم المسيحي مع معتقدات و ممارسات السكان الأصليين التقليدية .
و تشمل اللغات السائدة فى قارة أوقيانوسيا اللغة الإنجليزية في “أستراليا” و “توك بيسين” في “بابوا غينيا الجديدة” و الإندونيسية (الملايو) في “غينيا الجديدة الإندونيسية” كما جلبت الهجرة إلى “أستراليا” لغات أجنبية مثل الإيطالية و اليونانية و العربية و الفلبينية و الماندرين و الفيتنامية و الإسبانية و غيرها و تمتلك “بابوا غينيا الجديدة” لغات أصلية أكثر من أي دولة أخرى فمن اجمالى 820 لغة أصلية تمثل اللغات فى ذلك المكان ما نسبته 12٪ و لكن معظمها أقل من 1000 متحدث.