قارة أمريكا الشمالية هى ثالث أكبر قارات العالم من حيث المساحة بعد قارتي أسيا و أفريقيا حيث تغطي 4.8 بالمئة من إجمالي مساحة كوكب الأرض و 16.5 بالمئة من إجمالي مساحة اليابسة و يحد أراضيها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي و من الشرق المحيط الأطلسي و الجنوب الشرقي قارة أمريكا الجنوبية و البحر الكاريبي و من الغرب و الجنوب المحيط الهادئ و نظرًا لوجود جزيرة جرينلاند على الصفيحة التكتونية التابعة لأمريكا الشمالية فيتم تضمينها جغرافيا لتلك القارة رغم تبعيتها السياسية لقارة أوروبا كما تعتبر قارة أمريكا الشمالية هى الرابعة من حيث عدد السكان و تاريخيا واحدة من قارات العالم الجديد التى تم إكتشافها و أصبحت مسعى لهجرات الملايين من الناس لاستيطان أراضيها عبر القرون الماضية لذلك ليس بالغريب تعدد ثقافاتها نتيجة إختلاف الأعراق المتواجدة فيها و التى تنوعت ما بين المستعمرين الأوروبيين و الشعوب الأصلية و العبيد الأفارقة إضافة الى تعدد اللغات المتداولة فيها و التى تنحدر بالأساس الى القارة الأوروبية حيث يتحدث معظم الأمريكيين الشماليين للغات مثل الإنجليزية و الإسبانية و الفرنسية كما يتأثر أغلب سكانها بالتقاليد الأوروبية و مع ذلك الا أنه لا تزال توجد أجزاء من كندا و الولايات المتحدة و المكسيك و أمريكا الوسطى يعيش فيها سكان أصليين و يواصلون الإلتزام بتقاليدهم الثقافية و يتحدثون بلغاتهم الأصلية .
و فى الغالب سميت قارة أمريكا الشمالية على اسم المستكشف الإيطالي “أمريجو فسبوتشي” الذي اكتشف أمريكا الجنوبية بين عامي 1497 و 1502 و كان أول أوروبي يشير إلى أن الأمريكتين لم تكن جزر الهند الشرقية بل كانت مساحة أرضية مختلفة تماما و لم تكن معروفة من قبل للأوروبيين و يجادل البعض بأن تلك التسمية ربما ترجع لجبال أميريسك الموجودة بأمريكا الوسطى بينما يرجح أخرون أن اسم القارة مشتق من اسم سلسلة جبال “تراسل ماركو” حيث تعنى ” أمريكا ” في لغة المايا بلد الرياح القوية على الدوام أو أرض الريح أو الروح التى تتنفس الحياة و تعتبر “فرنسا” و “إيطاليا “و “البرتغال” و “إسبانيا” و “رومانيا” و “اليونان” و دول أمريكا اللاتينية الأمريكتين قارة واحدة و أن ما يقع فى الجزء الشمالى و الجنوبى شبه قارات .
و تبلغ المساحة الإجمالية لأمريكا الشمالية ما يقرب من 24.71 مليون كيلومتر مربع و تعتبر ” كندا ” هى أكبر دولها من حيث المساحة تليها “الولايات المتحدة” ثم “المكسيك” و بعدها “نيكاراجوا” بينما أصغر دول قارة أمريكا الشمالية هي “سانت كيتيس و نيفيس” ثم تليها “جرينادا” و “سان فينسنت” و “بربادوس” .
و تقسم قارة أمريكا الشمالية إلى العديد من المناطق منها الاقتصادية التى تشكلت بناء على اتفاقيات تجارية و الأخرى ثقافية بناء على اللغة و العادات و التقاليد مثل مناطق الأنجلو أمريكية الموجودة فى الأجزاء الشمالية من القارة و تشمل ” الولايات المتحدة و كندا ” و هى مناطق يتحدث سكانها اللغة الإنجليزية بإستثناء مقاطعة “كيبيك” الكندية التى تتحدث الفرنسية بينما توجد منطقة أخرى و هى أمريكا اللاتينية يتحدث أغلب سكانها اللغة الأسبانية و لكن فى العموم تعترف “الأمم المتحدة” رسميًا بقارة أمريكا الشمالية على أنها تتألف من ثلاث مناطق و هى شمال أمريكا الشمالية و تشمل ” الولايات المتحدة و كندا و برمودا و جرينلاند و سان بيير و ميكلون ” و منطقة أمريكا الوسطى و تضم دول ” بليز و كوستاريكا و السلفادور و هندوراس و جواتيمالا و نيكاراجوا و بنما ” و منطقة البحر الكاريبي و تتألف من دول ” انتيجوا و باربودا و بربادوس و الباهاما و الدومينكان و جرينادا و جويانا و هاييتى و جاميكا و المونتسيرات و سان كيتيس و سان لوسيا و سان فينسنت و سورينام و ترينداد و توباجو و كوبا ” .
قارة أمريكا الشمالية جغرافيا
تحتل قارة أمريكا الشمالية الجزء الشمالي من اليابسة الذي يشار إليه عمومًا بالعالم الجديد أو نصف الكرة الغربي و يعتبر الاتصال البري الوحيد لأمريكا الشمالية بأمريكا الجنوبية هو برزخ داريان/بنما و تتبع القارة العديد من الجزر قبالة سواحلها مثل أرخبيل القطب الشمالي و جزر الباهاما و و جزر الأنتيل الكبرى والصغرى و جزر ألوشيان و أرخبيل الإسكندر و العديد من آلاف الجزر في ساحل كولومبيا البريطانية و نيوفاوندلاند أما جزيرة “برمودا” فهى ليست جزءًا من الأمريكتين و لكنها جزيرة محيطية تشكلت على شق سلسلة جبال الأطلسي الوسطى منذ أكثر من 100 مليون سنة و أقرب كتلة يابسة إليها هي “كيب هاتيراس” بولاية “نورث كارولينا” و مع ذلك غالبًا ما يُنظر إليها على أنها جزء من قارة أمريكا الشمالية لا سيما بالنظر إلى روابطها التاريخية و السياسية و الثقافية معها .
و يمكن تقسيم قارة أمريكا الشمالية جغرافيا إلى أربع مناطق كبرى تحتوي كل منها على العديد من المناطق الفرعية أولها منطقة السهول الكبرى الممتدة من خليج المكسيك إلى القطب الشمالي الكندي و منطقة الغرب الجبلي الشاب جيولوجيًا و تشمل جبال روكي و الحوض العظيم و كاليفورنيا و ألاسكا و منطقة الهضبة المرتفعة و المسطحة نسبيًا للدرع الكندي في الشمال الشرقي و أخيرا المنطقة الشرقية المتنوعة و تشمل جبال الأبلاش و السهل الساحلي على طول ساحل المحيط الأطلسي و شبه جزيرة فلوريدا و المكسيك بهضابها الطويلة .
و نتيجة كبر مساحة قارة أمريكا الشمالية التى تمتد من شمال الدائرة القطبية الشمالية إلى جنوب مدار السرطان فهى تحتوى على طقس متباين ففى الشمال بكندا توجد حقول التندرا بمتوسط درجات حرارة تتراوح من 10 إلى 20 درجة مئوية و يعتبر المناخ غرب سلسلة جبال ” كاسكيد ” الواقعة بين “كندا” و “الولايات المتحدة” معتدل كما يوصف المناخ في ولاية “كاليفورنيا” الساحلية بأنه متوسطي حيث يتراوح متوسط درجات الحرارة في مدن مثل “سان فرانسيسكو” من 14 إلى 21 درجة مئوية على مدار العام و يمتد المناخ القاري الرطب من الساحل الشرقي إلى شرق “داكوتا” الشمالية و يمتد إلى “كانساس” مع كمية كبيرة من الأمطار السنوية بينما يشمل النصف الشرقي من “تكساس” مناخ شبه استوائي رطب حيث تحتوى تلك المنطقة على أكثر المدن رطوبة في “الولايات المتحدة” كما تحدث المناخات شبه الاستوائية أو المعتدلة أسفل المناطق المدارية كما هو الحال في وسط “المكسيك” و “جواتيمالا” و تظهر المناخات الاستوائية في مناطق الجزر و الدول المطلة على الكاريبي و فيها يمكن العثور على أنواع الغابات المطيرة و الرياح الموسمية و السافانا مع هطول الأمطار و ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام .
تاريخ قارة أمريكا الشمالية
يعتقد علماء الأنثروبولوجيا أن السكان الأصليين لأمريكا الشمالية قد وصلوا اليها منذ حوالي 40 ألف عام عن طريق عبور “مضيق بيرينج” و يرجح بعض الخبراء أنه باستخدام القوارب البدائية هاجر السكان الأوائل أيضًا أسفل ساحل المحيط الهادئ متوجهين إلى أمريكا الجنوبية كما توجد أدلة علمية تربط الأمريكيين الأصليين بالشعوب الآسيوية و تحديداً سكان سيبيريا الشرقية حيث تم ربط الشعوب الأصلية في الأمريكتين بسكان شمال آسيا من خلال اللهجات اللغوية و أنواع صلات الدم .
و بعد انتهاء العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 12500 عام تطورت مجموعة واسعة من ثقافات ما قبل التاريخ عبر القارة من الشمال إلى الجنوب و كان تطوير الأدوات الحجرية أحد العوامل الأساسية في هذا التوسع الناجح و قبل وقت طويل من وصول الأوروبيين نشأت مجموعات صغيرة في جميع أنحاء الأمريكتين و كان الصيادين و جامعى الثمار موجودين عبر السهول الكبرى و يعيشون على النباتات و الحيوانات البرية و لكن تم استبدالهم في النهاية بمجموعات أكبر و أكثر تعقيدًا كانت تزرع الأرض و تربي بعض الحيوانات و تحسن مهارات الصيد لديها .
و خلال فترة ظهور المسيحية هاجر شعب الأراواك ذوى البشرة السمراء من “فنزويلا” إلى جزر “الأنتيل الصغرى” و استقرت مجموعات صغيرة في العديد من الجزر جنوب شرق الكاريبي و وصلت في النهاية إلى جزر “الأنتيل الكبرى” و خلقت أكبر مستوطنات لها في جزر “كوبا” و “بورتوريكو” و “جامايكا” و في أقصى الجنوب من القارة تم إحراز تقدم ثقافي مهم من قبل حضارة المايا و ذلك بعد أن قاموا بتطوير لغة مكتوبة بالإضافة إلى تطورات بعيدة المدى في الفن و العمارة و الأنظمة الفلكية و الرياضيات و كانوا فى ذروة تقدمهم فى الفترة ما بين 250 إلى 900 ميلادية .
و أستمرت الثقافات فى قارة أمريكا الشمالية فى التطور ما قبل فترة “كولومبوس” عبر المناطق التى تعرف الأن بالولايات المتحدة و استمرت المجتمعات الأمريكية الأصلية في الانتشار فى جميع انحاء القارة و عاش “الإنويت” و “الأليوت” في مساكن على شكل قبة في مناطق القطب الشمالي بينما سكنت مجموعات كبيرة أخرى الأجزاء القطبية الجنوبية من “ألاسكا” و غرب “كندا” من الشمال الشرقي إلى الجنوب الشرقي و من السهول إلى الجنوب الغربي و استمر التوسع بلا هوادة و بدأت مجموعات في زراعة بعض المحاصيل المألوفة المستخدمة الآن في جميع أنحاء العالم مثل الطماطم و الكوسة و لعل الأهم من ذلك أنهم طوروا تقنيات زراعية لأحد الأطعمة الرئيسية على كوكب الأرض و هو محصول الذرة .
و خلال الفترة من أواخر القرن الثامن إلى منتصف القرن الحادي عشر و باستخدام السفن الطويلة الخشبية القوية سافر “الفايكنج” إلى أقصى الغرب لاماكن مثل “أيسلندا” و “جرينلاند” و “نيوفاوندلاند” و يُعتقد أن “ليف إريكسون” قد وصل إلى جزيرة “نيوفاوندلاند” فى “كندا” حوالي عام 1000 م و في القرن الثالث عشر كان وسط “المكسيك” مركز حضارة “الأزتك” فى الوقت الذى كانت ثقافة “المايا” تتلاشى تدريجيا حيث امتدت إمبراطورية “الأزتك” عبر معظم أمريكا الوسطى من “المكسيك” إلى “بليز” و “جواتيمالا” و “السلفادور” و “هندوراس” و “نيكاراجوا” و “شمال كوستاريكا” .
و في عام 1492 بعد اقتراح رحلة استكشافية إلى العالم الجديد الذي كان يتخيله البعض في ذلك الوقت غادر “كريستوفر كولومبوس” “إسبانيا” في رحلة ملحمية بتمويل من الملكة “إيزابيلا الأولى” و الملك “فيرديناند الثاني” و في غضون بضعة أشهر وصل إلى اليابسة في جزر “الباهاما” و تغيرت أمريكا الشمالية إلى الأبد فبعد أن قام “كولومبوس” برحلته الأولى إلى هذا العالم الجديد انتشرت أخباره فى جميع أنحاء أوروبا و بدء ألاف من المستكشفين و المستوطنين بالتوجه الى قارة أمريكا الشمالية و بحلول عام 1497 اكتشف “جون كابوت” الساحل الشرقي لما سيصبح “كندا” بعد ذلك ثم اكتشف “جيوفاني دا فيرازانو” الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية من “فلوريدا” إلى شرق “كندا” عام 1524 ثم قام “جاك كارتييه” بسلسلة من الرحلات نيابة عن التاج الفرنسي عام 1534 و وصل الى نهر “سانت لورانس” .
و بحلول عام 1500 قام الأسبان بتحركهم لاستعمار أجزاء من العالم الجديد و تأسست مدينة “نويفا قادس” في جزيرة “كوباكوا” الفنزويلية و في عام 1510 أسسوا مدينة “سانتا ماريا لا أنتيغوا ديل دارين” بالقرب من حدود “كولومبيا” و “بنما” حيث كانت تلك المستوطنات الأوروبية هى الأولى في الأمريكتين و كانت الاستكشافات الإسبانية الأولى في البر الرئيسي عبارة عن سلسلة من الحملات الداخلية التي أدت إلى غزو “المكسيك” و شبه جزيرة “يوكاتان” و في عام 1513 عبر “فاسكو نونيز دي بالبوا” برزخ “بنما” للعثور على الذهب لكنه قاد بدلاً من ذلك أول رحلة استكشافية أوروبية إلى المحيط الهادئ و الساحل الغربي للعالم الجديد و يقوم بالسيطرة على كل الأراضي المجاورة له من أجل التاج الإسباني و بعد مرور ستة سنوات جاء “هرنان كورتيس” و غزا “المكسيك” في 22 أبريل عام 1519 وكان ذلك بداية 300 عام من النفوذ الإسباني المهيمن على معظم المكسيك و أمريكا الوسطى و منطقة البحر الكاريبي .
و نتيجة للاستكشاف الأوروبي انخفض عدد السكان الأمريكيين الأصليين بشكل كبير ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تفشي الأمراض الأوروبية التي كان الأمريكيين الأصليين يفتقرون إلى المناعة ضدها و كذلك بسبب الصراعات العنيفة حيث لم يستطيعوا مضاهاة قوة النيران الأوروبية و بدأت “المملكة المتحدة” و “فرنسا” و كذلك “إسبانيا” في إنشاء مناطق واسعة في الروافد الشمالية للقارة و حتى القوى الأصغر مثل “هولندا” و “السويد” ادعت المطالبة بأجزاء أصغر و تم إنشاء المستوطنات الفرنسية الأولى في بورت رويال (1604) و مدينة كيبيك (1608) و تم بناء أول مستوطنة إنجليزية ناجحة في جيمستاون (1607) بولاية “فيرجينا” تلتها مستعمرة بليموث فى ولاية “ماساتشوستس” (1620) .
و مع قرب نهاية القرن السابع عشر كان الاستعمار في أمريكا الشمالية يسير بوتيرة متسارعه و بدأت الخلافات و الصراعات على النفوذ تظهر و تكون بداية نشأة سلسلة من الحروب الإقليمية و في منتصف القرن الثامن عشر كانت حركات الاستقلال في الصدارة عبر القارة و كانت هناك ثورة أمريكية تختمر داخل المستعمرات الإنجليزية و بدأت سيطرة “إسبانيا” على “المكسيك” تضعف اضافة الى ثورات العبيد التى اصبحت شائعة في منطقة البحر الكاريبي و بحلول نهاية القرن ظهرت حفنة من حركات الاستقلال في جميع أنحاء قارة أمريكا الشمالية و أعلنت المستعمرات البريطانية الأصلية الثلاث عشرة الاستقلال عام 1776 و بعد انتهاء الحرب الثورية الأمريكية عام 1783 قامت دولة “الولايات المتحدة” و تشكلت “كندا” من توحيد الأقاليم الشمالية التي كانت تسيطر عليها “بريطانيا” و “فرنسا ” .
و أعلنت “إسبانيا الجديدة ” و هي منطقة امتدت من جنوب غرب “الولايات المتحدة الحديثة” عبر أمريكا الوسطى الاستقلال عام 1810 كإمبراطورية مكسيكية و أصبحت “جواتيمالا” التي كانت جزءًا من تلك الإمبراطورية أول دولة مستقلة في أمريكا الوسطى و لأسباب عديدة بما في ذلك احتمالية اهتمام “أمريكا” بضم “كندا” أعلنت “الولايات المتحدة” الحرب على البريطانيين عام 1812 و لكن لم يحدث الصراع العسكري الذي استمر 32 شهرًا أي تغيير إقليمي بين الإمبراطورية البريطانية و الولايات المتحدة الأمريكية بل أدى إلى حل العديد من القضايا التي بقيت عالقة من حرب الاستقلال الأمريكية .
و يمكن القول أن الحدثين الأكثر تدميراً في قارة أمريكا الشمالية أولها هو الحرب الأهلية الأمريكية ( من 1861 إلى 1865 ) و هو صراع دا بين الولايات الشمالية و الجنوبية و أدى إلى نهاية العبودية في “الولايات المتحدة” لكنه جلب الدمار لمعظم الجنوب و خسائر فادحة في الأرواح أما الحدث الثاني فهو خوض حكومة “الولايات المتحدة” حروبًا عديدة ضد الأمريكيين الأصليين من أجل الاستحواذ على الأراضي و مات عشرات الآلاف منهم نتيجة تلك الصراعات و لكن بعد الحرب الأهلية توسع تدخل “الولايات المتحدة ” في أمريكا اللاتينية و أماكن أخرى و قامت بشراء “ألاسكا” عام 1867 من الإمبراطورية الروسية و خلال الحرب الإسبانية الأمريكية عام 1898 استولت “الولايات المتحدة” على عدة مستعمرات من “إسبانيا” بما في ذلك “كوبا” و “بورتوريكو” .
و في عام 1914 تم افتتاح “قناة بنما” لمرور السفن و هو ممر يبلغ طوله 77.1 كم في دولة “بنما” و يربط بين المحيط الأطلسي (عبر البحر الكاريبي) بالمحيط الهادئ و مكن السفن من تجنب السير عبر طريق “كيب هورن” الطويل حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية و بعد نهاية الحرب العالمية الأولى جلب أوائل القرن العشرين عصرًا من الرخاء العظيم للولايات المتحدة و إلى “كندا” بدرجة أقل لكن انهيار سوق الأسهم عام 1929 و الذى أدى الى الكساد العظيم قد تسبب فى كارثة إقتصادية ضخمة على البلاد و جميع الدول الصناعية الغربية و لم ينتهى من “الولايات المتحدة” حتى بداية التعبئة الأمريكية لخوص الحرب العالمية الثانية عام 1941 و التى أسهمت فى صعود تلك البلد لتكون دولة عظمى .
و في المكسيك بداية من عام 1936 إلى عام 1949 كانت هناك انتفاضة شعبية ضد الحكومة المعادية للكاثوليكية و في منطقة البحر الكاريبي شهدت العديد من الجزر بدايات إنهاء الاستعمار بينما في جزيرة “كوبا” أدخلت الثورة الكوبية الاتحاد السوفيتي (روسيا الآن) إلى أمريكا اللاتينية مما شكل أزمة الصواريخ الكوبية خلال فترة الحرب الباردة و في عام 1962 أصبحت “جواتيمالا” و “ترينيداد و توباجو” مستقلة سياسياً و كان هذا الحدث إيذانا ببدء فترة إنهاء استعمار رسمي لمنطقة البحر الكاريبي و تبدء دول تلك القارة فى التكامل و العيش بسلام .
التركيبة السكانية
يقدر عدد سكان قارة أمريكا الشمالية بـ 579 مليون نسمة و هو ما يمثل نسبة 7.5 فى المئة من تعداد سكان العالم البالغ عددهم 7.1 مليار لتحتل المركز الرابع من حيث عدد السكان بعد أسيا و أفريقيا و أوروبا و تأتى دولة الولايات المتحدة فى المرتبة الأولى من حيث عدد السكان (335.8 مليون شخص) تليها المكسيك (132.3 مليون شخص) ثم كندا (38.6 مليون شخص) و بعدها جواتيمالا (18.7 مليون شخص) بينما الدول الأقل كثافة سكانية هي سانت كيتيس (54.1 نسمة) و الدومينيكان (72.4 ألف نسمة) و أنتيجوا و باربودا (100 ألف نسمة) و سان فينسنت (111.9 ألف نسمة) و هى قارة متنوعة عرقيا و مجموعاتها الرئيسية الثلاث هي البيض و المستيزو و السود اضافة الى أقلية كبيرة من السكان الأصليين الأمريكيين و الآسيويين و مجموعات أخرى أقل عددًا .
و بالنسبة الى شمال أمريكا الشمالية تعتبر المسيحية هي أكبر ديانة في “الولايات المتحدة” و “كندا” و “المكسيك” بنسبة 77٪ من السكان كما أنها أيضًا الديانة السائدة في 23 منطقة تابعة في أمريكا الشمالية و يوجد في “الولايات المتحدة” أكبر عدد من المسيحيين في العالم بما يقرب من 247 مليون مسيحي (70٪) أما “المكسيك” فلديها ثاني أكبر عدد من الكاثوليك في العالم بعد “البرازيل” بينما يمثل الملحدين و الغير منتمين الى أى ديانة حوالي 17٪ من سكان “كندا” و “الولايات المتحدة” كما تنتشر اليهودية فى الدول الثلاث بواقع 6 ملايين شخص و يتركز منهم 5.4 فى ” الولايات المتحدة ” بمفردها و البوذيين 3.8 مليون شخص و المسلمين 3.4 مليون شخص حيث تستضيف “الولايات المتحدة” أكبر عدد من المسلمين في أمريكا الشمالية بواقع 2.7 مليون بينما تستضيف كندا حوالي مليون مسلم .
اما فى المكسيك و أمريكا الوسطى فالديانة السائدة هي المسيحية بنسبة 96٪ فمع بداية الاستعمار الإسباني للمكسيك في القرن السادس عشر كانت الكاثوليكية الرومانية هي الدين الوحيد الذي يسمح به التاج الإسباني و تم إطلاق حملة واسعة من التحول الديني بما يسمى ب “الفتح الروحي” لجلب السكان الأصليين إلى المسيحية و تم إنشاء محاكم التفتيش لتأكيد المعتقدات و محاربة الممارسات الأرثوذكسية و ظلت الكنيسة الكاثوليكية مؤسسة مهمة حتى بعد الاستقلال السياسي و منذ الستينيات كانت هناك زيادة في الجماعات المسيحية الأخرى و لا سيما البروتستانتية كما أن المسيحية هي الديانة السائدة في منطقة البحر الكاريبي بنسبة 85٪ اما باقى النسب فموزعة على ديانات الهندوسية و الإسلام و الأديان الأفرو-أمريكية مثل السانتيريا و الفودو .
و اللغات السائدة في قارة أمريكا الشمالية هي الإنجليزية و الإسبانية و الفرنسية كما تنتشر اللغة الدانماركية في “جرينلاند” و يتم التحدث باللغة الهولندية جنبًا إلى جنب مع اللغات المحلية في منطقة البحر الكاريبي الهولندي و يستخدم المصطلح الأنجلو أمريكى للإشارة إلى البلدان الناطقة بالإنجليزية في الأمريكتين أي “كندا” (بإستثناء مقاطعة كيبيك) و “الولايات المتحدة” و في بعض الأحيان “بليز” و أجزاء من المناطق المدارية و خاصة الكومنولث الكاريبي و يشار مصطلح أمريكا اللاتينية إلى المناطق الأخرى في الأمريكتين (جنوب الولايات المتحدة بشكل عام) حيث تسود فيها اللغات الرومانية المشتقة من اللاتينية و الإسبانية و البرتغالية , كما لعبت اللغة الفرنسية تاريخيًا دورًا مهمًا في أمريكا الشمالية و تحتفظ بحضور مميز في بعض المناطق مثل “كندا” حيث تعتبر الفرنسية هي اللغة الرسمية في مقاطعة كيبيك و فى بعض الدول و الجزر المحيطة بالقارة علاوة على ذلك فيتم التحدث بعدد كبير من لغات السكان الأصليين في قارة أمريكا الشمالية حيث يتحدث 372000 شخصًا في “الولايات المتحدة” بإحدى لغات السكان الأصليين في المنزل و حوالي 225000 في “كندا” و 6 ملايين في “المكسيك” و توجد في “الولايات المتحدة” و “كندا” ما يقرب من 150 لغة أصلية باقية من أصل 300 لغة تم التحدث بها قبل الاتصال الأوروبي .