في مايو عام 1910 تم تشييع جثمان الملك إدوارد السابع في لندن وسط حضور العائلة المالكة الأوروبية الذي كان من بينهم تسعة ملوك تم تصويرهم معًا في ما قد يكون الصورة الوحيدة و الأخيرة التي تم إلتقاطها على الإطلاق لتسعة ملوك تم عزل أربعة منهم و إغتيال واحد و الغريب أنه بعد إلتقاط صورة ملوك أوروبا التسعة بخمس سنوات كانت بريطانيا و بلجيكا في حالة حرب مع ألمانيا و بلغاريا و خمسة فقط من الممالك التسعة الممثلة في تلك الصورة هي ما لا تزال موجودة حتي اليوم و من الغريب أن الملوك الأربعة الذين لم تتمكن ممالكهم من البقاء في القرن العشرين ( بلغاريا و البرتغال و ألمانيا و اليونان ) وقفوا جميعاً جنباً إلى جنب .
التاريخ : مايو عام 1910 .
المصور : مصور الأستوديو الفيكتوري .
التفاصيل : في مايو عام 1910 توفي الملك ” إدوارد السابع ” حاكم ” بريطانيا ” و نظرا لطبيعة البروتوكولات الملكية كان لزاما علي ملوك أوروبا حضور مراسم تشييع جنازته و أثناء تجمعهم ألتقطت لهم صورة جماعية نادرة و التي أعتبرت واحدة من الصور الأيقونية عبر التاريخ و عرفت بإسم صور ملوك أوروبا التسعة و يظهر فيها التالي :
الواقفين من اليسار إلى اليمين الملك ” هاكون السابع ” ملك ” النرويج ” و القيصر ” فرديناند ” ملك ” بلغاريا ” و الملك ” مانويل الثاني ” ملك ” البرتغال ” و القيصر ” فيلهلم الثاني ” ملك ألمانيا و بروسيا و الملك ” جورج الأول ” ملك الهيلينيين و الملك ” ألبرت الأول ” ملك ” بلجيكا ” أما الجالسين من اليسار إلى اليمين فهم الملك ” ألفونسو الثالث عشر ” ملك ” إسبانيا ” و الملك ” جورج الخامس ” ملك ” المملكة المتحدة ” و الملك ” فريدريك الثامن ” ملك ” الدانمارك ” .
و رغم أن الحاضرين في صورة ملوك أوروبا التسعة كانوا يحكمون ممالك مختلفة إلا أنه هناك العديد من العلاقات العائلية في تلك الصورة فعلي سبيل المثال كان ” فريدريك الثامن ” ملك الدانمارك والد “هاكون السابع ” ملك النرويج في حين أن ” فيلهلم الثاني ” ملك ” ألمانيا ” كان أول ابن عم لكل من ” جورج الخامس ” ملك ” المملكة المتحدة ” و الملكة ” مود ” ملكة ” النرويج ” التي كانت زوجة ” هاكون السابع ” ملك النرويج و أخت ” جورج الخامس ” ملك ” المملكة المتحدة ” مما جعل ” هاكون السابع ” ملك ” النرويج ” و ” جورج الخامس ” ملك ” المملكة المتحدة ” صهرين بينما كانت والدة ” جورج الخامس ” ملك ” المملكة المتحدة ” و الملكة ” مود ” ملكة ” النرويج ” هي ” ألكسندرا ” الدنماركية أخت ” فريدريك الثامن ” ملك ” الدانمارك ” و هذا يعني أن ” فريدريك الثامن ” ملك ” الدانمارك ” كان أيضًا عم ” جورج الخامس ” ملك ” المملكة المتحدة ” أما ” جورج ” حفيد ” الملكة فيكتوريا ” و الأمير ” ألبرت ” و إبن عم القيصر ” نيكولاس الثاني ” ملك ” روسيا ” و القيصر ” فيلهلم الثاني ” ملك ” ألمانيا ” .
و كانت جنازة الملك ” إدوارد السابع ” هي المرة الأخيرة التي يجتمع فيها جميع الملوك الأوروبيين العظماء قبل الحرب العالمية الأولي و هي نفس الحرب التي من شأنها أنها أنهت معظم الخطوط الملكية في أوروبا إلي الأبد كما أنها كانت بين هؤلاء الملوك و بعضهم لذلك فيعتبر النظر إلي صورة ملوك أوروبا التسعة يجعل المرء يدرك حقًا مدى كون الحرب الكبري كانت نتيجة للغرور الوطني الذي يجسده الملوك و كم كانوا مليئين بالهراء دون أي شعور بالشرف أو الواجب تجاه دولهم .
لمحات سريعة حول المتواجدين في صورة ملوك أوروبا التسعة :
هاكون السابع : ولد عام 1872 و توج ملكًا عام 1905 و حكم حتى وفاته عام 1957 عن عمر يناهز الخامسة و الثمانين و كان يتمتع بشعبية كبيرة بين الناس و معتادا عن التقليل من الحياة المرفهة و رفض التنازل عن العرش عندما غزت ” ألمانيا ” مملكة ” النرويج ” عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية و ذهب إلى ” إنجلترا ” حيث واصل أعمال المقاومة ثم عاد منتصرا عام 1945 و خلفه بعد وفاته عام 1957 إبنه ” أولاف ” .
فرديناند الأول : ولد عام 1861 و كان أول أمير ثم ملك ” بلغاريا ” الحديثة و حكم عام 1887 حتى عام 1918 و أعلن إستقلال ” بلغاريا ” عن الإمبراطورية العثمانية (1908) و كان من المفترض أن يحصل على لقب القيصر و بعد عامين من إلتقاط الصورة إنضم إلى رابطة البلقان ضد ” تركيا ” لكنه أصبح حليفًا للقوى المركزية حيث غزا ” صربيا ” عام 1915 و بعد الهزيمة عام 1918 تنازل عن العرش و خلفه إبنه ” بوريس الثالث ” .
مانويل الثاني : ولد عام 1889 و أصبح ملكًا للبرتغال في 1908 و انتهي ملكه عام 1910 و بالتالي كاد أن يفلت من الصورة التي تظهر شبابه الشديد حيث أغتيل والده “كارلوس ” مع ولي العهد “لويس ” و أصبح ملكًا في فبراير 1908 و بعد ثورة أكتوبر عام 1910 تنازل عن العرش و أستقر في ” إنجلترا ” ليعيش حياة رجل ريفي غير ثري و توفي صغيرا نسبيا عام 1932.
فيلهلم الثاني : ولد عام 1859 و كان إمبراطور ” ألمانيا ” و ملك بروسيا من عام 1888 و حتي عام 1918 و كان الإبن الأكبر لفريدريك الثالث و ” فيكتوريا ” إبنة الملكة فيكتوريا ملكة ” بريطانيا ” مما جعله حفيد الملكة العظمى و إمبراطورة ” الهند ” و خلال عهده وضع ” ألمانيا ” على طريق الصراع من خلال تعهده بتقديم الدعم الكامل للإمبراطورية النمساوية المجرية بعد إغتيال الأرشيدوق ” فرانز فرديناند ” ولي عهد ” النمسا “ في ” سراييفو ” و خلال الحرب لم يكن أكثر من مجرد شخصية صورية و عندما إنتهت عام 1918 رفض الرئيس الأمريكي ” ويلسون ” التفاوض أثناء بقائه علي العرش الألماني لذلك ذهب إلى البلدان المنخفضة حيث بقي فيها حتى عام 1941 و من المفارقات أنه كان لا يزال يعيش في بلد أحتلته ” ألمانيا ” في عهد ” أدولف هتلر ” .
جورج الأول : ولد عام 1845 و هو الإبن الثاني لكريستيان التاسع ملك الدانمارك و كان ضابطًا بحريًا دانماركيًا و تم إختياره و إنتخابه ملكًا على الهيلينيين من قبل الجمعية الوطنية اليونانية بعد عزل الملك أوتون ملك ” اليونان ” و فى عام 1867 تزوج من إبنة أخت القيصر الروسي ” ألكسندر – الدوقة الكبرى “أولجا ” و شارك في حروب البلقان سيئة السمعة عامي 1912-1913 و قُتل في ” سالونيك ” عام 1913 و خلفه إبنه ” قسطنطين الأول ” .
ألبرت الأول : ولد عام 1875 و كان ملكًا للبلجيكيين في الفترة من عام 1909 و حتي عام 1934 و خلف عمه ” ليوبولد الثاني ” و عندما إندلعت الحرب العظمى رفض ” ألبرت ” الإصرار الألماني على السير دون عوائق عبر ” بلجيكا ” و قاد جيوشه في مقاومة بطولية ثم إنسحب أخيرًا إلى فلاندرز و كان ” ألبرت ” هو الذي قاد الجيشين البلجيكي و الفرنسي المشتركين في الهجوم الأخير على الساحل البلجيكي عام 1918 و عاد إلى “بروكسل ” في 22 نوفمبر و قُتل في حادث تسلق جبل في آردين عام 1934 وخلفه إبنه ” ليوبولد الثالث ” .
ألفونسو الثالث عشر : كان ملكًا لإسبانيا منذ ولادته عام 1886 و كان عضوًا في عائلة البوربون الإسبانية و كان ابن ” ألفونسو الثاني عشر ” بعد وفاته و كانت والدته ” ماريا كريستينا ” من ” النمسا ” وصية على العرش نيابة عنه حتى عام 1902 عندما كان عمره ستة عشر عامًا و في عام 1923 سمح لبريمو دي ريفيرا بتدمير النظام البرلماني و إقامة دكتاتورية و هو ما أدي إلى فقدان ” ألفونسو ” مصداقيته لدي الشعب و في عام 1931 بعد المكاسب الهائلة التي حققها الجمهوريون في الإنتخابات المحلية قرر مغادرة ” إسبانيا ” و معه زوجته و عائلته و عدم العودة إليها أبدًا و توفي في “روما ” عام 1941.
جورج الخامس : و هو حفيد الملكة فيكتوريا و إبن ” إدوارد السابع ” ولد عام 1865 و لم يصبح ملكًا إلا مؤخرًا عندما إلتقطت الصورة و شهد عهده إنشاء اتحاد جنوب أفريقيا (1910) و شغل منصب ضابط في البحرية البريطانية و أصبح أمير ويلز عام 1901 و تزوج من ” ماري تيك ” عام 1893 و تتكون عائلته من خمسة أبناء و بنت و توفي في عام 1936 وسط حزن شديد في جميع أنحاء أوروبا (بإستثناء ألمانيا و النمسا) و واصلت زوجته الملكة ” ماري ” عملها الخيري و واجباتها الملكية حتى وفاتها عام 1953 عن عمر يناهز السادسة والسبعين .
فريدريك الثامن : ولد عام 1843 و عاش حتى عام 1912 أي بعد عامين فقط من إلتقاط هذه الصورة في قصر باكنجهام حيث كان شقيق الملكة ” ألكسندرا ” ملكة بريطانيا التي تزوجت ” إدوارد السابع ” آنذاك و تزوج من ” لويز ” السويدية و كان مشهورًا بحياته المنزلية البسيطة و المرتبة و غير الإحتفالية و قد خلفه في الدانمارك إبنه الأكبر “كريستيان إكس ” .
أقرأ أيضا : صورة لحظة توقيع إستسلام اليابان و نهاية الحرب العالمية الثانية