في وقتنا الراهن أصبحت الصور أمر أساسي في حياتنا و صار التصوير هواية محببة يمارسها الكثيرين إن لم تكن مهنة إحترافية لدي البعض لتوثيق العديد من الأحداث المحيطة بالإنسان و علي الرغم من التطور الهائل الذي طرأ علي ذلك المجال مع ملايين من الصور التى تلتقط يوميا في كل مكان بالعالم إلا أنه لكل شيئ بداية تمثلت في صورة بسيطة للغاية قام بإلتقاطها الأب الروحى للتصوير الفوتوغرافي جوزيف نيسفور نيبس من شرفة الطابق العلوي لمنزل العائلة بمنطقة بورجوندى فى فرنسا و يظهر فيها بشكل غير واضح الحديقة الخارجية و بعض من المباني المحيطة و أطلق عليها إسم لو جرا Le Gras و التى كانت بمثابة أول صورة فوتوغرافية تلتقط فى التاريخ .
التاريخ : يرجح أن تاريخ إلتقاطها بين عامى 1826 أو 1827 .
المصور : الفرنسي “جوزيف نيسفور نيبس” – الأب الروحي للتصوير الفوتوغرافي .
التفاصيل : ترجع أصول صورة ” لو جرا ” إلي العالم “جوزيف نيسفور نيبس ” الذي كان شخصية مهتمة بالتجارب و الإختراعات و في أحد الأيام تناقش مع أخيه “كلود” حول إمكانية إستخدام الضوء فى إنتاج الصور ثم يبدأوا التجارب فى محاولة تطبيق ذلك عام 1816 لكنها كانت تحقق تقدما بطيئا لأن التصوير الفوتوغرافى لم يكن هو إهتمامهم الوحيد فى الإختراعات و مع حلول منتصف عشرينيات القرن التاسع عشر و نتيجة إنشغال “جوزيف” بالطباعة الحجرية بدء في الإهتمام بشكل أكبر بذلك المجال حيث قام بجلب لوح معدني مطلي بمادة حساسة للضوء و وضعها علي ألة تصوير في مواجهة لنافذته ثم قام بعرضها للضوء لمدة 8 ساعات متواصلة أنتهت بظهور تلك الصورة و التي علي الرغم من أنها كانت غير واضحة المعالم إلا أنها كانت مدعاة للفخر لأنها تعتبر أول صورة فوتوغرافية فى التاريخ .
أقرأ أيضا : صورة الطفلة صوفي خان التى كانت سببا في ظهور إبتكار كاميرا الهاتف المحمول
و بعد إلتقاط صورة ” لو جرا ” أنتقل ” جوزيف ” إلي “بريطانيا” حيث عرض الإختراع على صديقه ” فرانسيس بوير ” الذي تحمس له و شجعه أن يستمر فى تطوير ذلك الإكتشاف و يقدمه للجمعية الملكية ثم بعد ذلك ترك “جوزيف” مذكراته و الصورة الأصلية من ” لو جرا ” و بعض من العينات الفوتوغرافية بحوزة صديقة “بوير” و مع توالى السنوات أنتقلت الصورة من مكان لأخر حتى أختفت عن الأنظار تماما بعد عرضها لأخر مرة فى أحد المعارض عام 1905 ثم بدأ بعض من المؤرخين فى محاولة البحث و التحري عنها إلي أن عثروا عليها فى خمسينيات القرن الماضي داخل منزل تقيم فيه أرملة شخص يدعي ” جيبون بريتشارد ” و معها مخطوطات بخط يد “جوزيف نيسفور نيبس” ثم أنتقلت الصورة بعد ذلك إلي “الولايات المتحدة” عام 1963 حيث تم وضعها فى مركز “رانسوم” التابع لجامعة تكساس و التى لا تزال تعرض فيه حتى وقتنا الحالى .