تعتبر تلك الصورة واحدة من أكثر الصور إثارة للإعجاب علي الإطلاق فعلي الرغم من أنها قد تبدو صورة عادية لمواد صناعية في مستودع مهجور إلا أنه في الواقع تنظر إلي مركز كارثة تشيرنوبل النووية حيث تعرف هذه الكتلة الملتوية و المبردة من المواد المشعة بإسم قدم الفيل في تشيرنوبل و التي كانت في يوم من الأيام قوية بما يكفي لقتل أي إنسان يقف أمامها و رغم إنخفاض قوتها الإشعاعية علي مر العقود إلا أنها تزال تطلق الحرارة و تنشر في أنقاض المحطة النووية مستويات خطيرة من الإشعاع .
التاريخ : 1996
المصور : أحد العاملين في مفاعل تشيرنوبل .
التفاصيل : وقعت كارثة تشيرنوبل في تمام الساعة 1:23 صباحًا يوم 26 أبريل عام 1986 عندما تم إدخال قضبان الوقود النووي الساخنة جدًا في مياه التبريد بشكل أدي إلي تكوين كمية هائلة من البخار و نتيجة عيوب في تصميم المفاعل تسبب ذلك بزيادة التفاعل في قلب المفاعل رقم 4 و بالتالي زيادة في الطاقة أدت إلي حدوث إنفجار هائل تسبب في إنفصال اللوحة التي تزن 1000 طن و تغطي قلب المفاعل مطلقة الإشعاع في الغلاف الجوي و بعد بضع ثوانٍ وقع إنفجار ثانٍ أضخم من الأول أدى إلى تفجير مبني المفاعل و تناثر الجرافيت المشتعل و أجزاء أخرى من قلبه حول المحطة و إشتعال العديد من الحرائق الشديدة حول المفاعل التالف و المفاعل رقم 3 الذي كان لا يزال يعمل وقت الإنفجارات.
و عقب السيطرة علي الحرائق بدء العمال في إحتواء المخاطر غير المرئية لقلب تشيرنوبل المدمر حيث كانت الخرسانة أسفل المفاعل ساخنة و تغلغلت بها الحمم المتصلبة و أشكال بلورية تم تسميتها بـ “تشيرنوبلايتس” و بمساعدة كاميرا عن بُعد تم العثور علي كتلة شديدة الإشعاع في قبو الوحدة رقم 4 يزيد عرضها عن مترين و تزن مئات الأطنان و أطلقوا عليها إسم “قدم الفيل” بسبب مظهرها المتجعد و هي عبارة عن كتلة صلبة مكونة من وقود نووي مذاب مختلط مع الكثير من الخرسانة و الرمل و مواد الختم الأساسية التي أذابها الوقود.
و تقع هذه الكتلة في قبو تحت الموقع الأصلي لقلب المفاعل و في عام 1986 تم قياس مستوى الإشعاع عند “قدم الفيل” بمقدار 10,000 رونتجن في الساعة و كان أي شخص يقترب منها سيتلقى جرعة قاتلة في أقل من دقيقة لأنه بعد 30 ثانية فقط من التعرض لها ستبدأ أعراض الشعور بالدوخة و التعب في الظهور قد تستمر لأسبوع أما في حالة التعرض لدقيقتين ستبدأ خلايا الجسم في النزيف أما بعد أربع دقائق فسينتاب الإنسان إحساس بالقيء و الإسهال و الحمي و بعد 300 ثانية سيكون لديك يومان فقط للعيش.
و لمحاولة إحتواء الأثار الكارثية لقدم الفيل قامت السلطات في مايو عام 1986 بوضع قبو خرساني عملاق علي الساركوفيجوس لعزل الإشعاع عن العالم الخارجي لكن الساركوفيجوس ليس معزولاً بالكامل حيث تم تزويده بنقاط وصول تتيح للباحثين مراقبة القلب و دخول العمال حيث من المتوقع أن يظل محتوى تشيرنوبل مشعًا لمدة لا تقل عن 100,000 سنة .
أقرأ أيضا : صورة ثوران بركان جبل بيناتوبو التى كاد أن يدفع مصورها و مرافقيه حياتهم ثمنا لها
و في تلك الصورة يظهر رجل بجانب الكتلة المشعة و هو ” أرتور كورنييف ” مفتش نووي من كازاخستان و قد جاء لأول مرة إلي تشيرنوبل بعد فترة قصيرة من الحادث بعد أن كلف مع آخرين بالبحث عن الوقود المتبقي و قياس مستويات الإشعاع في أعماق المفاعل و قد تم إلتقاطها و هو بجانب قدم الفيل عام 1996 أي بعد أكثر من 10 سنوات من وقوع الكارثة و لحسن الحظ أنه في ذلك الوقت كانت قدم الفيل تطلق حوالي 10٪ فقط من الإشعاع الذي كانت تطلقه في الأصل و رغم ذلك كانت لا تزال هذه المستويات قد تسبب مرض الإشعاع الحاد إذا تعرض لها الإنسان عن قرب لمدة 5 دقائق تقريبًا لكن يبدو أنه أخذ قراءة سريعة للعداد و إلتقط الصورة في وقت قياسي قد لا يكون كافيًا للتسبب في أي آثار صحية حادة.