علي مدار عقود عانت جنوب أفريقيا من نظام الفصل العنصري المبني علي التمييز بين مواطنيها بحسب لون بشرتهم و هو ما دفع عدد من النشطاء السود إلى الإحتجاج على ذلك النظام الجائر أبرزهم كان الزعيم نيلسون مانديلا و هو ما قابلته السلطات بإجرائات قمعية و إلقاء القبض عليهم و إلقائهم وراء القضبان لسنوات طويلة و لكن نتيجة عدالة قضيتهم كان من المنطقي سقوط ذلك النظام فى النهاية و يصبح الجميع سواء و هو ما أبرزته تلك الصورة التى حصلت علي جائزة الصحافة الدولية عام 1991 و يظهر فيها عدد من المواطنين البيض و السود و هم ينتظرون نفس الحافلة فى إحدى المحطات بجوهانسبرج بعد أسبوعين من منح السود حق السفر على متن الحافلات التى كانت مخصصة للمواطنين البيض .
التاريخ : 1990 .
المصور : الأمريكية ” جوان راث ” – صحيفة ” ذا بوسطن جلوب ” .
التفاصيل : تبدء قصة الصورة بحقبة تاريخية مقيتة مرت بها ” جنوب إفريقيا ” نتيجة التمييز العرقي بين مواطنيها البيض ذات الأصول الأوربية و الأفارقة السود فيما يعرف بنظام الفصل العنصري داخل المرافق و المؤسسات و الذى بدء تطبيقه منذ عام 1948 و حتى أوائل عام 1990 و كان مجزأ إلي قسمين أحدهم الفصل العنصري البسيط و فيه يتم فصل المرافق العامة و الخدمية مثل سيارات الأجرة و سيارات الإسعاف و الحافلات و القطارات و المصاعد و المقاعد و الحمامات و الحدائق و دور السينما و المسارح و المقاهي و الفصل العنصرى الكبير و المتعلق بفرص الإسكان و العمل و تخصيص الأراضي و حتى حكم البلاد و نتيجة لذلك بدأت بعض الحركات الحقوقية و المدنية فى مقاومة هذا النظام الغير عادل و كان “نيلسون مانديلا” ناشطًا رئيسيًا مناهضًا لتلك السياسة حيث قاد حملات ضخمة لتحديها أثناء عمله كمحامى و سياسى و يتم القبض عليه عام 1962 و يحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر للإطاحة بالحكومة الا أن سجنه لم يكن كافيا لإخماد المقاومة لذلك و بعد سنوات من الإضطرابات العنيفة في الداخل و العقوبات في الخارج بدأ الحزب الحاكم فى إجراء عدد من الإصلاحات فى ذلك النظام المعيب في الثمانينات حتى تم تفكيكه عام 1990 .
أقرأ أيضا : صورة الزعيم نيلسون مانديلا أثناء تأمله عبر قضبان زنزاته التى قضي حياته فيها معتقلا
و تروي المصورة الأمريكية ” جوان راث ” ذكرياتها عن تلك الصورة و تقول أنها وصلت الى “جنوب افريقيا” عام 1990 بعد زيارتها الأولي قبل أربع سنوات حيث لاحظت أن البلاد قد شهدت تغيرات كبيرة و مختلفة ففى وسط مدينة “جوهانسبرج” أختفت العلامة المروعة ” للبيض فقط ” و كان إطلاق سراح “نيلسون مانديلا” وشيكا و كان التحدي كبيرا فى توثيق تلك التغييرات التى كانت تحدث فى المكان لذلك و أثناء مرورها بجانب محطة الحافلات لاحظت أن البيض و السود يجلسون سويا و هم متجمدين بلغة جسد يستطيع الأطفال و الأشخاص من مختلف الجنسيات من فهمها و هم فى إنتظار قدوم واحدة منها لذلك أوقفت سيارتها علي الفور و أمسكت بالكاميرا الخاصة بها و ألتقطت الصورة التى حصلت بها علي الجائزة .