لا يزال حتي اللحظة يمتلك جسد الإنسان العديد من الأسرار التي يعجز الطب الحديث عن فهمها و من بينها قدراته علي القيام بعدد من الأنشطة الخارقة للطبيعة و لكن من الواضح أن هناك جماعة تعيش في الصين تعرف بإسم رهبان الشاولين قد تمكنوا من فك تلك الخبايا بعد أن إستطاعوا إبهار العالم بعدد من المواهب التي تتخطي حدود العقل و تبدو مستحيلة أبرزها حفاظهم علي توازنهم لساعات طويلة أثناء وضع رؤوسهم علي أسطح خشبية مثبتة علي الأرض أو ضرب رؤوسهم ببعضهم البعض من أجل إكتساب جماجم صلبة أو تكسير الأواني الخزفية بأيديهم العارية من أجل الحصول علي راحة يد أقوي من المعدل الطبيعي و هي أمور دفعت الكثير من الباحثين للإهتمام بدراسة حياتهم فى محاولة جادة للوصول إلي أي أدلة قد تفيد العلم في التعرف علي بعض من ألغاز الجسد البشري .
و رهبان الشاولين مجموعة من الأشخاص يعتبرون أنفسهم محاربين ذات شرف و ولاء و يمارسون نوع من الرياضات يسمي “شاولين كونغ فو” و التي بحسب منظورهم لا تعتبر مجرد فن قتالي فقط بل جزء كبيرا منها روحاني بالكامل نظرا لأن أساسياتها قائمة على التعاليم البوذية التي إذا قررت يوما في إتباعها فعليك القيام بعدد من الأشياء التي من الممكن أن تقوم بتغيير حياتك تماما مثل منع النفس عن الملذات الدنيوية و شهواتها و تكريس حياتك تماما للإخلاص لذلك المعتقد و هو الأمر الذي يجعل من فنونهم القتالية واحدة من أكثر أساليب الدفاع عن النفس إحترامًا و توقيرًا في هذا العالم .
و يتفق الكثيرين أن مواهب رهبان الشاولين التي أكتسبوها ما هي إلا نتيجة قضائهم لساعات طويلة فى التدريبات و العمل الجاد و الصبر و التفاني و المثابرة في تقوية أجسادهم و ذلك إعتمادا على العديد من الأساليب أبرزها هو أنهم يبدأون حياتهم كرهبان في مراحل سنية مبكره حيث يقوم المبتدئين بخوض تدريبات صعبة تكسبهم قدرات علي التحمل لأنها ستكون هي الطاقة المحفزة للتدريب حيث يقوم التلاميذ بالضغط على الأشجار و حفرها بأصابعهم بغرض إكسابها القوة الكاملة كما يكتسبون مهارات أخرى مثل تقوية القدم و تدريبها على تحمل الألم عن طريق ركل الصخور الصغيرة بأقدامهم العارية في نزهاتهم اليومية صباحا و مساءا كما لو كانت مثل لعبة كرة القدم و هو أسلوب يعرف بإسم ” زو شى جونج ” .
و مع مرور الوقت يزيد طلاب رهبان الشاولين من قوة تدريباتهم و يبدأون تدريجياً في ركل الحجارة ذات الأحجام الأكبر مسترشدين بأحد مبادئهم التي تقول “من البسيط إلى المعقد” حيث تكسبهم تلك التدريبات القدرة علي ركل أعدائهم بقوة و إلقائهم بعيدا بسهولة بسبب قوة و صلابة أقدامهم كما أن لديهم أسلوب اخر يسمى ” باو شو جونج ” و هو المسئول عن تقوية عضلات الصدر و اليدين و المعدة و فيه يختار التلاميذ شجرة و يبدأون في إحاطتها بأذرعهم و إحتضانها ثم يتم الضغط عليها بإحكام و محاولة سحبها للخارج ثم يكررون ذلك التمرين عدة مرات يوميا و بعد السنة الأولي من التدريب تبدأ النتائج الأولية في الظهور فمع تقوية عضلات الذراعين و الصدر و المعدة تزداد قوتهم و يصبحون قادرين على هز جذعها حتى تبدأ بعض الأوراق في السقوط و عند إتقان تلك المهارة سيكون لدى أولئك الطلاب القوة الكافيه لإقتلاع الأشجار المزروعة بالكامل بكلتا ذراعيهم .
و بجانب الأساليب السابقة يقوم رهبان الشاولين بالإعتماد علي أسلوب أخر إسمه ” كى جونج ” و الخاص بعملية التنفس حيث يساهم فى جعل صدورهم تتحول الى دروع تمكنهم من تحمل الضربات القوية عليه من خلال تنمية هدوءهم الداخلي التي تؤهلهم للقيام بتقديم عروض بالطرق على الأحجار و هى موضوعة على صدورهم أو النوم على أسنة الرماح و بمرور الوقت و مع التدرج فى التدريبات يبدأون في الدخول للأساليب المتقدمة حيث أكدت دراسة في جامعة هارفارد أن بعضا من رهبان الشاولين المقيمين فى “التبت” يمكنهم رفع درجة حرارة أجسادهم بإستخدام قدرات أذهانهم فقط و ذلك عن طريق قوة روحيه تأملية تسمى ” الجي تومو ” التى تمارس داخل العديد من الاديرة و التى لديها القدرة أيضا على تجفيف الملاءات الرطبة و الملفوفة حول أجسادهم العارية و هى تعتبر واحدة من المهارات النادرة التى يمتكلها القليل منهم .
أقرأ أيضا : تعرف على عصابة جولابى التى تضم نساء محاربات بغرض تحقيق العدالة
و يقيم رهبان الشاولين العديد من العروض فى جميع أنحاء العالم و يعتبر ” تشاو روي ” و الملقب بالرجل الفولاذي أبرز من يقوم بها فهو راهب شاب يتمتع بجمجمة صلبة لديها الإمكانية في مقاومة إختراق مثقاب كهربائي لها و من دون أن يترك أي إصابات على بشرته بالإضافه إلي قدرته الإستلقاء على رماح معدنية بينما يتم كسر الحجارة على رأسه حيث أكتسب ” تشاو روي ” تلك الموهبة بعد إنضمامه إلي رهبان الشاولين حين هرب من منزله و أنضم إليهم بينما كان فى سن السادسة عشرة و مكث معهم لمدة سنتين ثم تعلم بعد ذلك الكونغ فو من أساتذة أخرين و لكن على الرغم من ظهوره بأنه لا يقهر إلا أنه أعترف بمعاناته من بعض الإصابات أثناء التدريبات للقيام بتلك العروض و كانت مؤلمة جدا إلا أنه كان يتحسن و يتعلم من التجربة و يتلافي تكرار مثل تلك الاخطاء مرة اخري و يقول بأنه كان يوما ما يشعر بالتوتر الشديد عندما كان شابا و لكن بعد أن تمكن من كسر الحجارة برأسه وجد أنها أعطته الكثير من الثقة بالنفس .