دائما ما يكون السياسيين و تصرفاتهم تحت دائرة الضوء لذلك عند وقوع أحدهم فى هفوة بسيطة حتى و إن كانت غير مقصودة يتم إستغلالها و تضخيمها من قبل المعارضين و أحيانا قد تكون سببا في نهاية مسيرتهم السياسية و هو ما حدث في تلك الصورة التى تبرز نائب الرئيس الأمريكى دان كويل أثناء محاولته مساعدة الطالب ويليام فيجيروا لكتابة كلمة بطاطس على السبورة و إملائها له بشكل خاطئ و هو خطأ فادح أستخدمه معارضيه في تعزيز إتهاماتهم له بأنه شخص ذات وزن فكري خفيف مما كان لها بالغ الأثر في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية التى أطاحت به من منصبه مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب .
التاريخ : 15 يونيو عام 1992 .
المصور : مصور جريدة ” اوسبورى بارك بريس ” .
التفاصيل : ترجع خلفية الصورة إلي زيارة قام بها نائب الرئيس الأمريكى ” دان كويل ” لمدرسة ” ريفييرا ” فى مقاطعة ستانتون فى ولاية “نيوجيرسى” الأمريكية و أثناء وجوده فى أحد فصول الصف السادس طلب منه المشاركة كمحكم فى أحد مسابقات الإملاء التى تجري بين الطلبة و تقدم الطالب ” ويليام فيجيروا ” الى السبوره و طلب منه تهجئة كلمة بطاطس potato و التى كتبها بشكل صحيح و بعد الإنتهاء منها تدخل نائب الرئيس ” دان كويل ” مصححا له قائلا ” أنت قريب و لكنك تركت شيئًا صغيرًا أن تضف حرف e فى نهاية الكلمة و يضطر الطالب و رغم تأكده من كتابتها بشكل صحيح الإذعان لتصحيح نائب الرئيس و كتبها بشكل خاطئ potatoe و هو الأمر الذى أصاب الصحفيين المرافقين له بالحيرة و بدأوا التشاور بينهم و البحث فى القواميس عما إذا كان ما قاله نائب الرئيس صحيحا أم لا .
و أستمرت الزيارة و لم يتم ذكر ذلك الخطأ حتى نهاية الزيارة عندما باغت أحد الصحفيين نائب الرئيس متسائلا “كيف تتهجى كلمة بطاطس ؟ فأعطاه ” دان كويل ” نظرة حيرة و لم يجب وقتها و يبدء الصحافيين فى الضحك و يتصدر ذلك الحادث عناوين الأخبار و شاشات التلفزيون حتى قبل أن يعودة ” دان كويل ” إلى منزله و و نظرا لزيادة التركيز الإعلامي علي ذلك الخطأ الفادح خرج مدافعا عن موقفه بإلقاءه اللوم على بطاقة كانت فى يده و مكتوب عليها الكلمة بشكل خاطئ و لكن رغم دفاعه عن نفسه إلا أن الديموقراطيين أستغلوا ذلك الحادث كسلاحًا جيدا لحملتهم من اجل تدعيم مرشحيهم للإنتخابات الرئاسية ” بيل كلينتون ” و ” أل جور ” و أسفرت عن فوزهم .
أقرأ أيضا : صورة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون و هو يحتضن مونيكا لوينسكي قبل سنوات من إفتضاح علاقتهم السرية
و في مذكراته خصص ” دان كويل ” فصلاً كاملاً لهذا الحدث و تأثيره على حياته المهنية حيث قال عنه : “لقد كانت لحظة حاسمة من أسوأ نوع يمكن تخيله حيث يعيش السياسيون ويموتون من اللدغات الرمزيه ” أما الطالب “ويليام فيجيروا” و بعد مرور سنوات عن ذلك الموقف قال أنه أشتهر وسط عائلته و أصدقائه بطفل البطاطس و أضاف بأنه يعتقد أن ذلك الحدث ربما يكون طريفا و لكنه لم يتخيل أن يكون له كل تلك التداعيات السياسية مضيفا ” أعلم أنه كان يومًا سيئًا بالنسبة له و لكنه كان يومًا جيدًا بالنسبة لي ” كما أنه أظهر إستيائه لأنه تم إختيار “دان كويل ” لأداء حملة إعلانية تجارية لإحدى شركات البطاطس المقرمشة حيث يقول أنه كان المفترض أن يكون هو بطل ذلك الإعلان .