بيروسيتوس كولوسوس .. حوت من الماضي يهدد عرش ضخامة الحوت الأزرق

قبل نحو 37 مليون عام كانت المحيطات مأهولة بكائنات بحرية عملاقة تفوق في ضخامتها أي شيء نراه اليوم و من بين تلك الكائنات كان هناك حوت إسمه بيروسيتوس كولوسوس يُعتقد من خلال حفرياته التي تم العثور عليها مؤخرا بأنه ربما كان الأثقل علي الإطلاق بعد تخطي وزنه الحوت الأزرق المعروف عنه بأنه أضخم حيوان يعيش علي كوكب الأرض حاليا و ذلك لإمتلاكه عظام كثيفة بشكل إستثنائي جعلته أثقل بكثير من أي كائن آخر في عصرنا أو حتي عصره و هو ما فتح الباب للكثير من التساؤلات حول كيفية عيش هذه المخلوقات العملاقة و طبيعة غذائها و كيف تمكنت من البقاء وسط عالم مليء بالتحديات .

بيروسيتوس كولوسوس .. حوت من الماضي يهدد عرش ضخامة الحوت الأزرق

بدء إثارة الحديث عن ” بيروسيتوس كولوسوس ” عقب صدور تقرير نشرته مجلة ” ناشونال جيوغرافيك ” يتحدث عن تمكن فريق علمي متخصص في علم الحفريات يتبع جامعة بيزا من العثور علي بقايا حوت ضخم يعود عمره إلى 37 مليون عام و أنه بعد دراسة خصائصه الجسمانية فمن المرجح أن يطيح بعرش الحوت الأزرق الذي يُعتبر أضخم حيوان عاش علي الإطلاق بوزن يصل إلي 200 طن و طول يتجاوز 30 مترًا و علي الرغم من أن ” بيروسيتوس كولوسوس ” أقصر قليلًا من الحوت الأزرق إلا أنه أثقل بكثير بعد أن وصل طوله إلي نحو 18 مترًا و وزن تجاوز الـ 300 طن .

بيروسيتوس كولوسوس .. حوت من الماضي يهدد عرش ضخامة الحوت الأزرق

و تم العثور علي حفرية ” بيروسيتوس كولوسوس ” قبل نحو 15 عامًا في وادي إيكا بجنوب ” بيرو ” و الغريب أن ذلك الإكتشاف لم يلفت الإنتباه في البداية لأن بعض العظام كانت بحجم صخور كبيرة لكن سرعان ما أدرك العلماء أن هذه التكوينات الغريبة كانت في الواقع ترجع لفقرات ضخمة لذلك أمضت فرق التنقيب أكثر من عقد لمحاولة إستخراج الهيكل العظمي للحوت و الذي تضمن 13 فقرة و أربع أضلاع و جزءًا من الحوض و كان من الملاحظ أن عظام هذا الحوت غير عادية بشكل ملحوظ إذ كانت كثيفة جدا و صلبة لدرجة أن محاولة طرقها بمطرقة قد يتُنتج عنها شرارات .

و بفحص عظام حوض ” بيروسيتوس كولوسوس ” إكتشف العلماء أنها تحمل خصائص مميزة لحيتان ” الباسيلوصور ” و هي حيتان عاشت في فترة ما قبل التاريخ و تمتعت بخطوم طويلة و أسنان حادة و كانت بدايتها ترجع لكائنات برية صغيرة الحجم تشبه الكلاب قبل نحو 50 مليون عام ثم تطورت لاحقا إلي كائنات بحرية و رغم تطورها إلا أنها كانت لا تزال تحتفظ بأرجل خلفية صغيرة كبقايا من أصولها البرية و بحلول 35 مليون عام مضت إنقرضت حيتان ” الباسيلوصور ” و ظهرت أنواع جديدة من الحيتان التي أصبحت أسلاف الحيتان الحديثة و رغم التشابه بين بيروسيتوس كولوسوس و حيتان ” الباسيلوصور ” إلا أن حوضه كان مختلفًا تمامًا حيث أظهرت الأضلاع و الفقرات وجود طبقات إضافية من العظم زادت من كثافتها.

إقرأ أيضا : تيتانوبوا .. تعرف علي أضخم ثعبان عرفته الأرض عبر تاريخها

و إعتمادًا علي قياسات العلماء يُقدر أن الهيكل العظمي الكامل للحوت كان يزن ما بين 5.8 و 8.3 أطنان و هو ما يجعله الأثقل بين جميع الثدييات و ربما أثقل من الحوت الأزرق نفسه و مع ذلك لا يزال هناك الكثير من الغموض حول طريقة حياة ” بيروسيتوس كولوسوس ” حيث يعتقد بعض الباحثين أنه عاش حياة مشابهة لحيوانات خراف البحر من خلال تغذيه علي نباتات قاع المحيط و أنه من المرجح أن تكون تحركاته بطيئة كما توجد فرضية أخرى يتبناها فريق أخر تعتقد أنه كان يقتات علي جثث الحيوانات الكبيرة و رغم نشر تلك النتائج المثيرة في مجلة Nature عام 2023 إلا أن العلماء لا يزالوا في حاجة إلي المزيد من الأدلة لإستكمال القصة الكاملة لهذا الكائن الضخم الذي عاش في عصور ما قبل التاريخ .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *