بولو الأفيال .. لعبة ترفيهية تبرز العلاقة القوية بين الإنسان و الحيوان

تعد رياضة بولو الأفيال واحدة من أغرب و أكثر الألعاب إثارة في العالم نظرا لأنها تجربة رياضية و ترفيهية مميزة تبرز العلاقة القوية بين الإنسان و الحيوان كما ينظر إليها بإعتبارها تراث أسيوي عريق بعد أن نشأت في نيبال أوائل القرن الماضي و هي تعتمد علي رياضة البولو التقليدية و لكن مع فارق إستخدام الأفيال بدلاً من الخيول مما يضفي إليها طابعا يتسم بالقوة و الرشاقة بسبب طبيعة الأفيال الضخمة و المهيبة و لعل ذلك هو ما يجعل مسابقات بولو الأفيال حدثًا شعبيًا كبيرًا يجذب الجمهور المحلي لرمزيته الثقافية و أيضا السائحين الساعين لمشاهدة تجارب و فعاليات فريدة من نوعها .

بولو الأفيال .. لعبة ترفيهية تبرز العلاقة القوية بين الإنسان و الحيوان

و تعود جذور رياضة بولو الأفيال إلي أوائل القرن العشرين عندما تم تطويرها كرياضة ترفيهية للنخبة و الملوك في أسيا حيث استخدمت الأفيال بديلا للخيول كوسيلة لإضافة طابع ملكي و إحتفالي إلي رياضة البولو التقليدية و مع مرور الوقت أصبحت اللعبة جزءًا من الثقافة المحلية خصوصًا في المناطق التي تعتبر الأفيال رمزًا للقوة و الهيبة و حاليا تنتشر رياضة بولو الأفيال في دول ” الهند ” و ” تايلاند ” و ” سيريلانكا ” و ” نيبال ” التي يقع فيها المقر الرئيسي لإدارة اللعبة و الدولة المستضيفة لبطولة العالم كما يتم تنظيم بطولات سنوية تحت إشراف هيئات مختصة للحفاظ علي تراث هذه الرياضة و غالبًا ما تُقام هذه البطولات كجزء من مهرجانات ثقافية و سياحية تهدف إلي تعزيز العلاقات بين المجتمعات المحلية و السياح .

بولو الأفيال .. لعبة ترفيهية تبرز العلاقة القوية بين الإنسان و الحيوان

و تمارس رياضة بولو الأفيال علي ملعب كبير يشبه ملعب البولو التقليدي و لكن مع تعديلات تتناسب مع حجم الأفيال و سرعتها البطيئة حيث يكون أقل من الملعب القياسي قليلا و يتكون كل فريق عادة من أربعة لاعبين و كل لاعب يركب فيلاً مزودًا بسرج خاص و يتم إستخدام عصي بولو طويلة تشبه الخيزران بطول يتراوح ما بين 1.8 إلي 3 أمتار من أجل ضرب الكرة نحو الهدف , و يتطلب التحكم في الأفيال مهارة كبيرة من اللاعبين لذلك تعتبر هذه الرياضة مزيجًا من التحدي البدني و التكتيكي نظرا لإحتياجها لتنسيق مثالي بين اللاعب و الفيل لتحقيق النجاح المنشود كما يرافق الأفيال بجوار اللاعبين مدربين متخصصين يُطلق عليهم إسم “ماهوت” و يعتبروا هم المسؤولين عن تحريك الأفيال خلال اللعبة بناء علي توجيهات اللاعبين من أجل لعب الكرة .

أقرأ أيضا : سباق النعام .. رياضة تنافسية طريفة تحت مرمي الإنتقادات

و لا تعتبر الأفيال مجرد وسيلة للعب فحسب بل تعد أحد أبرز عناصر الجذب في رياضة بولو الأفيال لذلك يتم إختيارها بعناية فائقة وفقًا لحجمها و هدوئها و طبيعتها المطيعة كما أنه قبل كل مباراة يتم تزيينهم بشكل جميل و بألوان زاهية و أقمشة تقليدية لإضفاء جو إحتفالي عليها و لكن رغم شهرة تلك اللعبة إلا أنها تثير بعض الجدل بسبب المخاوف المتعلقة بسلامة الأفيال و رفاهيتها حيث تقوم عدد من المنظمات المعنية بالأفيال بمجهودات بغرض ضمان إستخدام أساليب تدريب إنسانية و حصول تلك الحيوانات علي الرعاية المناسبة لها كما أنه توجد مخاوف أخري تتعلق بسلامة الجمهور خاصة بعد أن إنتهاء إحدي المباريات في سيرلانكا بسبب خروج أحد الأفيال عن السيطرة و تسببه في إتلاف العديد من السيارات .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *