بحر العرب هو مسطح مائي يتواجد بالجزء الشمالي الغربي من المحيط الهندي و يقع بين شبه الجزيرة العربية و شبه القارة الهندية و يندمج مع خليج عمان من الشمال الغربي و خليج عدن من الجنوب الغربي و يمتد على مساحة إجمالية قدرها 3,862,000 كيلومتر مربع و تتفاوت أعماقه عند إتصاله بالمحيط من الجنوب لكنه يقدر عمومًا بـ 2,734 متر و يعد بحر العرب رابطًا مهمًا بين المناطق المجاورة لإيران و دول شبه الجزيرة العربية مثل اليمن و سلطنة عمان و الإمارات العربية المتحدة و باكستان و دول القرن الأفريقي و الهند و لهذا السبب أكتسب مكانة مرموقة بإعتباره طريقًا تاريخيًا بالغ الأهمية للدول المطلة عليه و لحركة التجارة العالمية .
جغرافيا يرتبط بحر العرب بالمسطحات المائية المحيطة به عن طريق سلسلة من الخلجان و المضائق التي توفر طريقًا ثابتًا إليه و يعد أكبر و أبرز الخلجان التي تتصل به هي خليج عمان الذي يربط بحر العرب بالخليج العربي و هناك خليج عدن الذي يربط بحر العرب بالبحر الأحمر و مع ذلك فإن الخلجان ليست نقطة الوصول الوحيدة إلى بحر العرب حيث يصب فيه نهري السند و نارمادا اللذان يمكن إستخدامهما أيضا فى الوصول إليه كما أنه يتميز بمستوى مياه عميق بشكل ملحوظ و لعل ذلك أحد أسباب عدم وجود تطورات كبيرة في الجزر الموجودة في وسط بحر العرب على الرغم من إنتشارها بشكل كبير على الحدود الخارجية .
جيولوجيا يُظهر قاع بحر العرب تعقيدًا مذهلاً يشبه التكوينات الأرضية القياسية و نجد ذلك بشكل كبير في سلسلة جبال المالديف التي تمتد على طول قاع المحيط من بحر العرب إلى المحيط الهندي و التي تشبه بشكل أساسي سلاسل الجبال الموجودة على الأرض لكنها في الأعماق ثم ترتفع نهاياتها فوق مستوى الماء لتصبح “جزر المالديف” و يعتقد أن تلك السلسة قد تكونت نتيجة الأنشطة الزلزالية الموجودة منذ حوالي 50 مليون سنة و وفقا للجيولوجيين فأنه خلال هذه الفترة الزمنية أصطدمت قارة آسيا بشبه القارة الهندية لتشكل بحر العرب و جباله الفريدة تحت الأرض و بعد الإصطدام الأولي بين الكتلتين الأرضيتين تشكل بحر العرب من خلال مجموعة متنوعة من العوامل المؤثرة أهمها التآكل الناجم عن التيارات المائية .
مناخيا يساهم بحر العرب في تشكيل الرياح الموسمية في المنطقة المحيطة عبر توفير المياه اللازمة للعواصف الرطبة فخلال ذلك الوقت تهب الرياح على البحر بشكل عام من الجنوب الغربي و تكون باردة بشكل خاص و قوية جدًا لدرجة أنها تنجح في إزالة التركيزات الملحية الموجودة في المستويات العليا من مياه البحر حيث تكون نسبة ملوحة المياه العليا أقل من 35 جزءًا في الألف بينما في المواسم الأخري التي لا تتواجد فيها تلك الرياح فتزيد الملوحة عن 36 جزءًا في الألف .
بيئيا يحتوي بحر العرب علي مستويات مرتفعة من العناصر الغذائية غير العضوية التي تدعم الموائل الغنية و المتنوعة حيث تتواجد تلك العناصر و خاصة الفوسفات نتيجة للتيارات المائية الموجودة على طول الجرف القاري و التي تعمل علي نقل العناصر الغذائية من قاع البحر إلي الأعلي إضافة إلي أمتلاكه لموارد طبيعية هامة تشمل النفط و الغاز الطبيعي كما يتميز بوجود أعداد كبيرة من الأسماك السطحية أو التي تعيش بالقرب من سطح الماء و فيه يتم صيد العديد من الأنواع مثل التونة و السردين و سمك بيلفيش و مجموعات من أسماك القرش و لكن رغم إستضافته لأعدادًا كبيرة من الأسماك إلا أن تلك الموائل تتعرض بإستمرار للعديد من التهديدات أبرزها إرتفاع مستويات الفوسفات في بعض المناطق و التي تعمل علي خفض مستوى الأكسجين بشكل كبير مما يؤدي إلى نفوق جماعي للأحياء المائية إضافة إلي صناعة النفط التي تستخدم البحر كممر ملاحي حيث تشكل الإنسكابات النفطية تهديدات مستمرة للمنطقة إضافة إلي ممارسات الصيد الغير قانونية مثل إستخدام الديناميت التي تتسبب في عدم إستقرار النظام البيئي .
تاريخيا تم إستغلال بحر العرب كممر مائي في عمليات النقل في الفترة ما قبل العصر الروماني ثم نما مع مرور الوقت و بلغ ذروة الإعتماد عليه في القرن التاسع الميلادي عندما بدأ البحارة العرب و الفرس في إستخدام البحار كوسيلة للتواصل مع المجتمعات المجاورة و من خلال السيطرة على تيارات الرياح البحرية تمكنوا من الإبحار بدقة إلى جنوب شبه الجزيرة العربية و شرق قارة إفريقيا و مجموعة متنوعة من موانئ البحر الأحمر و توجد وثائق مكتوبة مدون عليها تعليمات مفصلة للإبحار فيه و الطرق التي يجب إتباعها للوصول بنجاح إلى الموقع المطلوب و تُعتبر هذه التعليمات التي تُسمى “كتاب الطرق” مصدرًا قيمًا لتحليل المعرفة البحرية قبل العصر الحديث و الذي بمجرد دخول العالم إليه بدء التوسع في الترحال عبر ذلك المسطح حيث شكلت بعثة جون موراي/مباهيس في الفترة بين عامي 1933 و 1934 الجزء الأكبر من المعلومات الحديثة المتعلقة به و ساعدت دراساتهم المعقدة عن التيارات البحرية و تكوينات قاع البحر و الرواسب التي نُشرت على مدى 30 عامًا في تنبيه العالم الأكاديمي الحديث لأهمية بحر العرب علميا .
إقتصاديا لا يزال يمثل بحر العرب منطقة حيوية للتجارة الدولية و أصبح لاعبا رئيسيا في أنشطة الشحن الدولي مع حفر قناة السويس عام 1869 و في حين أنها لا تدخل مباشرة في بحر العرب إلا أن حفرها سمح بمزيد من التجارة البحرية في المنطقة كما أنه يعتبر أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم و يرجع ذلك أساسًا إلى قربه من البحر الأحمر و الخليج العربي و تعتبر ناقلات النفط العملاقة هي أكثر السفن المارة عبره و التي تنتهي رحلاتها غالبًا في شرق آسيا أو أوروبا أو الأمريكتين .