الساموراي هم محاربي اليابان في فترة ما قبل الحداثة و الذين شكلوا الطبقة العسكرية الحاكمة التي أصبحت في نهاية المطاف الطبقة الإجتماعية الأعلى رتبة طوال فترة إيدو (1603-1867) و كانوا يتميزون بإستخدامهم السيف كرمز و سلاح رئيسي لهم بالإضافة إلي مجموعة أخري من الأسلحة مثل الأقواس و السهام و الرماح و البنادق و كان من المفترض أن يعيش الساموراي حياتهم وفقًا لقواعد بوشيدو الأخلاقية التي إعتمدت علي عدد من المبادئ و المفاهيم الكونفوشيوسية مثل الولاء للسيد و الإنضباط الذاتي و السلوك الأخلاقي المحترم كما إنجذب العديد منهم أيضًا إلي التعاليم و الممارسات البوذية .

و تعود أصول الساموراي إلي الحملات العسكرية خلال فترة ” هييان ” لإخضاع شعب ” إيميشي ” الأصلي في منطقة ” توهوكو ” و في الوقت نفسه تقريبًا تم توظيف المحاربين بشكل متزايد من قبل ملاك الأراضي الأثرياء الذين أصبحوا مستقلين عن الحكومة المركزية و قاموا ببناء الجيوش لحمايتهم و في نهاية المطاف تحدت أقوى عشيرتين من ملاك الأراضي ” ميناموتو ” و ” تايرا ” الحكومة المركزية ثم تقاتلت مع بعضها البعض من أجل السيادة علي البلاد بأكملها إلي أن أنتصرت عشيرة ” ميناموتو ” و شكلت حكومة عسكرية جديدة عام 1192 م بقيادة ” الشوجون ” أو القائد العسكري الأعلي و بذلك حكم الساموراي ” اليابان ” طوال معظم الـ 700 عام التالية .

و خلال حقبة الفوضي التي شهدتها البلاد في القرنين الخامس عشر و السادس عشر إنقسمت ” اليابان ” إلي عشرات الدول المستقلة التي كانت في حالة حرب مستمرة مع بعضها البعض و نتيجة لذلك كان هناك طلب كبير علي المحاربين الساموراي كما كان هذا أيضًا هو العصر الذي ظهر فيه مقاتلي النينجا أو المحاربين المتخصصين في الحروب غير التقليدية إلي أن تم توحيد البلاد في نهاية المطاف أواخر القرن السادس عشر و إنشاء نظام طبقي إجتماعي صارم خلال فترة إيدو و هو ما وضع محاربي الساموراي في القمة يليهم المزارعين و الحرفيين و التجار علي التوالي .

و خلال حقبة الساموراي أنتجت ثقافتهم العديد من الفنون اليابانية الفريدة مثل حفل الشاي و تنسيق الزهور الذي لا يزال مستمر حتى اليوم و كان من المفترض أن يكون مقاتل الساموراي المثالي محاربًا رواقيًا يتبع قواعد سلوكية غير مكتوبة و التي تم إضفاء الطابع الرسمي عليها لاحقًا بإسم أخلاقيات بوشيدو التي كانت تضع الشجاعة و الشرف و الولاء الشخصي فوق الحياة نفسها كما تم من خلالهم إضفاء الطابع المؤسسي علي طقوس الإنتحار عن طريق نزع الأحشاء المعروفة بإسم ” الهارا كيري ” كبديل محترم للعار أو الهزيمة .
و خلال ذلك الوقت كان يعيش الساموراي في القلاع و كانوا الوحيدين المسموح لهم بإمتلاك و حمل السيوف و يتقاضون أجورهم من الأرز من قبل الدايميو أو اللوردات الإقطاعيين و طوال فترة إيدو التي دامت 250 عاما ساد البلاد سلام نسبي و نتيجة لذلك إنخفضت أهمية المهارات القتالية و أصبح العديد من مقاتلي الساموراي بيروقراطيين أو معلمين أو فنانين كما أدى ظهور المدن و توسع الإقتصاد التجاري خلال أوائل القرن الثامن عشر في ” اليابان ” إلي إزدهار ثقافة حضرية نابضة بالحياة و التي حلت في النهاية محل أسلوب حياة الساموراي الصارم و مع حلول عام 1871 إنتهي العصر الإقطاعي في البلاد و تم إلغاء طبقة الساموراي و هو ما دفع العديد منهم إلي التمرد عدة مرات خلال سبعينيات القرن التاسع عشر و لكن تم قمع هذه الثورات بسرعة من قبل الجيش الوطني المنشأ حديثًا .

و بالنسبة إلي قلاع الساموراي فقد شهدت تطورات علي مر القرون حيث تحولت من حصون دفاعية صغيرة مبنية في أعالي الجبال إلي مجمعات ضخمة في قلب المدن و كانت بمثابة رمز المكانة و المركز الإداري و مقر إقامة اللورد المحلي و كان أتباع اللورد الساموراي يقيمون في البلدة المحيطة بالقلعة و كان كلما إرتفعت رتبتهم كلما إقتربوا من القلعة و في الوقت الحالي توجد أكثر من مائة قلعة في ” اليابان ” بما في ذلك إثنتي عشرة قلعة أصلية و التي ظلت آثارها الرئيسية سليمة بعد سنوات ما بعد الإقطاع و تحتوي معظمها علي معروضات أو متاحف كاملة تعرض مصنوعات الساموراي و أسلوب حياتهم .