ما هي ظاهرة التصحر

التصحر هو إحدي الظواهر البيئية المدمرة التي يواجهها كوكب الأرض في عصرنا الحالي نظرا لتأثيرها السلبي علي جودة و خصوبة الأراضي و قد تحدث نتيجة عوامل طبيعية أو تدخلات من البشر و يعتبر من أهم تداعياتها التسبب في تدهور الإنتاجية البيولوجية للأراضي بشكل قد يفرض تحديات في توفير الأمن الغذائي و المائي علي مناطق شاسعة من العالم خاصة و أنها تتزامن مع التغيرات المناخية الناجمة عن الإحتباس الحراري و إرتفاع نسبة التعداد السكاني و هو ما يجعلها تمثل مشكلة عالمية تؤثر علي معيشة الملايين و تهدد الأنظمة البيئية المحيطة بهم .

ما هي ظاهرة التصحر

و يشير التصحر إلي العمليات التي تؤدي إلي تقليص الإنتاجية البيولوجية للأراضي الجافة بسبب الأنشطة البشرية أو التغيرات المناخية و علي عكس الفكرة الشائعة لا يعني التصحر توسع الصحارى القائمة بل يشمل تدهور الأراضي الجافة في العموم و التي تشمل الصحارى و السهول و الأراضي الشجرية و في الوقت الراهن يغطي التصحر مساحة واسعة من الأراضي الجافة في العالم و التي تشكل ما يقرب من 52 مليون كيلومتر مربع من مساحة الأرض الخالية من الجليد و بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة فقد تأثر حوالي 36 مليون كيلومتر مربع من هذه الأراضي بالتصحر مما يجعل هذه الظاهرة قضية عالمية ملحة لأنها تؤثر علي حياة 250 مليون شخص حول العالم و قد تتسبب في تهجير 135 مليون شخص بحلول عام 2045 و حاليا تعتبر قارة إفريقيا هي الأكثر تأثرًا حيث تغطي الأراضي الجافة بها 65% من مساحتها و تشمل هذه المناطق صحارى كبيرة المساحة مثل الصحراء الكبري و كالاهاري .

أسباب ظاهرة التصحر

أسباب التصحر

ينشأ التصحر نتيجة مجموعة من العوامل الطبيعية و البشرية التي تؤثر علي الأراضي الجافة و إذا بدأنا بالعوامل الطبيعية فيتصدرها التغير المناخي الذي يعمل علي حدوث تغيرات في أنماط الأمطار و إرتفاعات في درجات الحرارة يعملان علي إضعاف الإنتاجية البيولوجية كما أن التربة الهشة تعتبر عامل إضافي نظرا لأن الأراضي الجافة بطبيعتها تحتوي على كميات قليلة من المواد العضوية و المغذيات و هو ما يجعلها أكثر عرضة للتدهور أما بالنسبة إلي العوامل البشرية فتحدث نتيجة قيام المزارعين بالأنشطة الزراعية بشكل مكثف دون إراحة للتربة أو بسبب الإستخدام المفرط للأسمدة و المبيدات بشكل يؤدي إلي ضعف التربة كما أن الرعي الجائر يساهم في تآكل الغطاء النباتي و هو ما يُعرض التربة للرياح و الأمطار بالإضافة إلي أن إزالة الغابات و الأشجار للحصول علي الحطب أو التوسع الزراعي قد يؤدي إلي فقدان التربة لقدرتها علي الإحتفاظ بالرطوبة و أخيرا فإن الإعتماد علي أنظمة الري غير المستدامة التي تعمل علي تراكم الأملاح في التربة تؤدي إلي حدوث تدهور في الأراضي الزراعية.

تأثيرات ظاهرة التصحر

التأثيرات السلبية

لظاهرة التصحر عدد من التأثيرات علي الجوانب البيئية و الإقتصادية و الإجتماعية و إذا بدأنا بالبيئية سنجد أنها تؤدي إلي فقدان التنوع البيولوجي من نباتات و حيوانات تعيش في تلك المناطق المتأثرة كما يعمل التصحر علي تدهور جودة الهواء و الماء لأن الغبار الناتج عنه يؤدي إلي حدوث تلوث في الهواء و تراجع في الغطاء النباتي الذي يؤثر علي جودة المياه أما علي الصعيد الإقتصادي فهي تؤدي إلي إنخفاض الإنتاجية الزراعية و الرعوية و بالتالي التأثير علي الأمن الغذائي لملايين السكان كما ستعمل علي إحداث ضغوط إقتصادية بسبب العمل علي مكافحة التصحر و إستصلاح الأراضي أما علي الجانب الإجتماعي فيؤدي التصحر إلي حدوث هجرة قسرية بسبب نزوح السكان من المناطق المتضررة و تفاقم الفقر بسبب تراجع إنتاجية الأراضي في المجتمعات الريفية .

المناطق المتضررة من التصحر

يمكن تقسيم تأثيرات التصحر إلي أربع فئات رئيسية :

1. الأراضي الزراعية المروية … و هي التي تتأثر بتراكم الأملاح في التربة مما يقلل من إنتاجيتها و تنتشر تلك الأراضي بشكل كثيف في قارتي آسيا و أمريكا الشمالية حيث فقدت العراق 70% من أراضيها الزراعية بسبب الملوحة.

2. الأراضي الزراعية المطرية … و هي تعتمد علي أمطار غير منتظمة مما يجعلها عرضة للجفاف و تدهور التربة كما أن الرياح و الأمطار الغزيرة تتسبب في إنجراف التربة .

3. المراعي … و فيها يؤدي الرعي الجائر إلي تدهور التربة و النباتات مما يغير النظام البيئي و يضعف الإنتاج الحيواني .

4. الغابات الجافة … و فيه تعتمد الكثير من المجتمعات علي الحطب كمصدر رئيسي للطاقة مما يؤدي إلي إزالة الغابات و زيادة التصحر .

حلول التصحر

يضع العديد من العلماء و الخبراء البيئيين عدد من القواعد التي قد تساهم في مكافحة ظاهرة التصحر أو علي الأقل تقليلها حيث يشددون علي ضرورة الإهتمام بالممارسات الزراعية المستدامة مثل زراعة المحاصيل المغطية للتربة و ذلك لمنع تأكلها كما يجب عليهم تناوب زراعتها لتجنب إستنزافها مع ضرورة الإعتماد علي إستخدام أنظمة ري تقلل من فقدان المياه و تمنع تراكم الأملاح بالإضافة إلي التعامل مع المراعي و الغابات بشكل رشيد مثل الرعي بالتناوب لحماية الغطاء النباتي و السعي إلي تشجير المناطق المتدهورة لإعادة تأهيلها كما يجب إقامة عدد من المشاريع الهندسية المفيدة مثل بناء المدرجات علي المنحدرات للحد من إنجراف التربة و تثبيت الكثبان الرملية للحفاظ علي إستقرارها و أخيرا العمل علي تعزيز الوعي و التعاون الدولي من خلال نشر التوعية بأهمية الحفاظ علي الأراضي و تنفيذ الإتفاقيات الدولية مثل إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *