الأميرة ديانا سبنسر واحدة كانت من أعضاء العائلة المالكة البريطانية و الزوجة الأولي للملك تشارلز الذي كان حينها لا يزال أمير ويلز و والدة الأميرين ويليام و هاري و ولدت في أسرة تنتمي لطبقة النبلاء لذلك كانت قريبة من العائلة المالكة و عملت لفترة كمساعدة لمعلم حضانة ثم تزوجت من الأمير تشارلز عام 1981 في حفل زفاف ملكي إسطوري تابعه العالم عبر شاشات التفلزيون في كاتدرائية سانت بول و أكتسبت بالتبعية لقب أميرة ويلز الذي أوكلها القيام بعدد من الواجبات نيابة عن إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة و نتيجة أنشطتها المتعددة تم الإحتفاء بها في وسائل الإعلام المختلفة و ذلك لإتباعها نهج غير تقليدي في العمل الخيري الذي تمحور في بدايته برعاية الأطفال و كبار السن ثم تركز بعد ذلك في حملتين رئيسيتين أولها دعم مرضى الإيدز و الدعوة إلي قبولهم مجتمعيا و الأخرى إزالة الألغام الأرضية من الأراضي التي شهدت الحروب و التي كانت تحت رعاية منظمة الصليب الاحمر و كان من المعروف عن الأميرة ديانا أنها خجولة جدا و مع ذلك كان نشاطها الخيري و جاذبيتها قد أعطتها شعبية كبيرة لدي الجمهور الذي أطلق عليها لقب أميرة الشعب كما كانت رائدة للموضة في فترة الثمانينيات و التسعينيات و بحلول عام 1996 شهد زواجها إنهيار حاد بسبب عدم التوافق بينها و بين تشارلز و رغم الإنفصال إلا أنها ظلت محبوبة لدي الكثيرين إلي أن لقيت مصرعها في حادث تصادم مأساوي في باريس عام 1997 عن عمر يناهر 36 عاما و شاب ذلك الحادث العديد من نظريات المؤامرة و توجيه الإتهامات إلي الأسرة المالكة و أجهزة الأمن البريطانية حول ضلوعهم في ذلك الأمر .
حياة الأميرة ديانا المبكرة و عائلتها
ولدت “الأميرة ديانا” في الأول من يوليو عام 1961 بالقرب من “ساندرينجهام” في “إنجلترا” حيث كانت ابنة “إدوارد جون سبنسر” و “فرانسيس روث بورك روش ” و خلال طفولتها و في عمر السابعة من عمرها أنفصل والداها حيث أحتفظ الأب بحضانة أبناءه و الذين كانوا أختين أكبر منها و هم ” جين فيلوز” و “سارة مكوركوديل” و شقيق أصغر “تشارلز سبنسر” و تلقت تعليمها الأولي في المنزل ثم ألتحقت بعد ذلك بمدرسة “ريدلسورث هول” و منها إلي مدرسة “ويست هيث” و علي الرغم من أنها كانت معروفة بخجلها أثناء نشأتها إلا أنها أبدت إهتمامًا بالموسيقى و الرقص و حازت علي لقب ” ليدي ” بعد أن ورث والدها لقب “إيرل” عام 1975 و نظرا لحبها الشديد للأطفال قررت الإنتقال إلي ” لندن ” بعد الإنتهاء من دراستها في ” سويسرا ” لتبدء العمل معهم كمساعدة في إحدي روضات الأطفال في ” إنجلترا ” .
علاقة الأميرة ديانا بالأمير تشارلز
في عام 1977 بدأت “الأميرة ديانا” في مواعدة الأمير “تشارلز” وريث العرش البريطاني الذي كان يكبرها بـ 13 عامًا حيث ألتقى الزوجان لأول مرة عندما كانت طفلة و بحسب ما ورد فقد كانت تلعب مع أشقاء “تشارلز” الأصغر الأمير “أندرو” و الأمير “إدوارد” و قامت عائلتها بإستئجار ” بارك هاوس ” التي تعتبر ملكية خاصة للملكة “إليزابيث الثانية” و في تلك الأثناء كان “تشارلز” محط إهتمام وسائل الإعلام لذلك تصدرت أخبار خطوبته مع ” ديانا ” عناوين الأخبار و مانشيتات الصحف و التي بدأت تسليط الضوء عليها و وصفتها بأنها شابة خجولة مهتمة بالموضة و الثقافة الشعبية .
و في 6 فبراير عام 1981 قدم لها الأمير “تشارلز” خاتمًا من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا يعلوه ياقوت بيضاوي عيار 12 قيراطًا محاطًا بـ 14 ماسة سوليتير و يُقال أنه مستوحي من بروش تم إنشاؤه عام 1840 للأمير “ألبرت” كهدية زفاف للملكة “فيكتوريا” و بحسب ما ورد تكلف الخاتم 28000 جنيه إسترليني في ذلك الوقت أي ما يعادل 35000 دولار أمريكي ( بعد وفاة الأميرة ديانا قدم إبنها الأمير ويليام نفس الخاتم أثناء زواجه بكيت ميدلتون دوقة كامبريدج ) .
و تزوجت ” الأميرة ديانا ” من تشارلز في 29 يوليو عام 1981 و أقيم حفل زفافهما في كاتدرائية سانت بول بحضور 2650 ضيفًا و وصل الزوجان منفصلين ثم غادرا معًا في عربة مرت بشوارع “لندن” و في ذلك الحفل أرتدت ” الأميرة ديانا ” فستان زفاف من قماش التفتا و الحرير و الدانتيل العتيق و أحتوي علي 10000 لؤلؤة و كانت مرتدية تاج عائلة سبنسر الذي يعود تاريخه إلي القرن الثامن عشر مع طرحة يبلغ طولها أكثر من سبعة أمتار و نصف حتي أنها بالكاد دخلت إلي العربة و أستغرقت 3 دقائق و نصف للمشي في الممر و تم بث حفل الزفاف الملكي على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم و تابعه ما يقرب من مليار شخص من 74 دولة لمشاهدة ما أعتبره الكثيرون حفل زفاف القرن ثم كلل ذلك الزواج بولدان و هم الأمير “ويليام آرثر فيليب لويس” الذي ولد في 21 يونيو عام 1982 و الأمير “هنري تشارلز ألبرت ديفيد” و المعروف على نطاق واسع باسم “الأمير هاري” الذي ولد في 15 سبتمبر عام 1984 و خلال زواجها بدأت في تطوير و متابعة إهتماماتها الخاصة حيث كانت داعم قوي للعديد من الجمعيات الخيرية و عملت على مساعدة المشردين و الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية و الأطفال المحتاجين علي الرغم من شعورها بالإرهاق من واجباتها الملكية و التغطية الإعلامية المكثفة لكل جانب من جوانب حياتها تقريبًا .
و أستمر الزواج لأكثر من عقد و في ديسمبر عام 1992 تم الإعلان عن إنفصال ” الأميرة ديانا ” عن “تشارلز” من قبل رئيس الوزراء البريطاني “جون ميجور” الذي قرأ بيانًا صادر عن العائلة المالكة إلى مجلس العموم و تم الإنتهاء رسميا من طلاقهم في أغسطس عام 1996 و أصبح الزوجان منفصلين و عانت ” الأميرة ديانا ” من الإكتئاب و الشره المرضي و تواترت تقارير حول خيانات كانت من كلا الطرفين حيث أشيع أنها أحبت جراح القلب الباكستاني “حسنات خان” الذي التقت به عام 1995 لذلك حثت الملكة “إليزابيث الثانية” كلا الطرفين على إنهاء زواجهما رسميًا مع إحتفاظ “ديانا” بلقب “أميرة ويلز” و بشققها في قصر كنسينجتون في مقابل التنازل عن لقب “صاحبة السمو الملكي” و بأي مطالبة بالعرش البريطاني و بعد طلاقها كرست نفسها لأبنائها و للجهود الخيرية بما في ذلك زيادة الوعي حول مخاطر الألغام الأرضية المتبقية في “أنجولا” التي مزقتها الحرب و هو ما ساعدها علي الإحتفاظ بمستوي عالٍ من الشعبية لدى الجمهور .
علاقتها مع دودي الفايد و وفاتها
في عام 1997 بدأت الصحافة البريطانية فى تسليط الضوء بشكل مكثف علي “الأميرة ديانا” حين بدأت في مواعدة المنتج السينمائي المصري “دودي الفايد” و ذلك حين تم دعوتها مع عائلتها على متن يخته الخاص في جنوب “فرنسا” و بحسب ما ورد أنه كان بينهم معرفة مسبقة حين إلتقيا سويا في مباراة بولو عام 1986 عندما لعب ” دودي ” و “تشارلز” في فريقين متنافسين ثم أعادوا التواصل مرة أخري علانية في صيف عام 1997 و قضوا بعض من الوقت معًا في “سردينيا” و “باريس” و تم تغطية خطوبتهم على نطاق واسع في الصحف و أفادت الأنباء بأن بعض من أفراد العائلة المالكة و رئيس الوزراء السابق “توني بلير” كانوا غير راضين عن تلك العلاقة .
و في وقت مبكر من صباح يوم 31 أغسطس عام 1997 و أثناء زيارة قام بها الثنائي لباريس حدث للإثنان حادث تصادم مروع بعد محاولتهما الهروب من مطاردات المصورين و أعلن عن وفاة ” دودي الفايد ” و سائقه في مكان الحادث بينما نجت “الأميرة ديانا” في البداية لكنها توفيت متأثرة بجراحها في أحد مستشفيات باريس بعد ساعات قليلة عن عمر يناهز 36 عامًا و صدمت أخبار وفاتها المفاجئة العالم كله و تعرضت الملكة “إليزابيث الثانية” لإنتقادات بسبب عدم تعليقها بشكل فوري علي وفاتها إلا أنها ألقت خطابًا متلفزًا من قصر باكنجهام في 5 سبتمبر قالت فيه : “أن أي شخص يعرف ديانا لن ينساها أبدا و سيتذكرها الملايين ممن لم يلتقوها قط لكنهم شعروا أنهم يعرفونها و أنا أعتقد أن هناك دروسًا يمكن إستخلاصها من حياتها و من رد الفعل غير العادي و المؤثر على وفاتها و أشارككم في تصميمكم على الاعتزاز بذكراها “.
و في صباح يوم 6 سبتمبر أنطلق موكب جنازة “الأميرة ديانا” من قصر كنسينجتون و كان تابوتها محمول على عربة مدفع تجرها ستة خيول سوداء و أحتشد الآلاف من المعزين في الشوارع للمشاهدة و أنضم “ويليام” البالغ من العمر وقتها 15 عامًا و “هاري” البالغ من العمر 12 عامًا إلى الجزء الأخير من الموكب الذي أمتد لمسافة 6.5 كيلومتر و شاهد ما يقدر بنحو 2.5 مليار شخص على شاشات التلفزيون الحفل الذي أقيم في وستمنستر و الذي تضمن تأبينًا قويًا من شقيقها و أداء غنائي من “إلتون جون” و تم دفن جثمانها في مقبرة على جزيرة صغيرة تقع في نطاق ملكية عائلتها.
و بعد إجراء التحقيقات حول الحادث صدر تقرير عام 1999 يشير إلى أن السائق كان مخطئًا بقيادته السيارة بسرعة كبيرة و هو تحت تأثير الكحول و العقاقير المضادة للأكتئاب كما تم إسقاط التهم ضد العديد من المصورين الذين تم إلقاء اللوم عليهم في البداية لتسببهم في ذلك الحادث و على الرغم من ذلك التقرير إلا أنه أستمرت الشائعات لسنوات حول أسباب بديلة لما حدث من بينها أنها كانت عملية إغتيال رتبتها العائلة المالكة على الرغم من عدم ظهور أي دليل يدعم هذه النظرية.
و بحلول عام 2007 قبيل الذكرى العاشرة لوفاتها كرم الأميرين “ويليام” و “هاري” والدتهما الحبيبة بحفل موسيقي خاص أقيم في عيد ميلادها السادس و الأربعين و ذهب ريع الحدث إلى جمعيات خيرية كانت تدعمها ” الأميرة ديانا ” و أبناؤها كما تذكرها “ويليام” و زوجته “كيت ميدلتون” عند تسمية طفلتهما الثانية التي أسموها الأميرة “شارلوت إليزابيث ديانا” و التي ولدت في 2 مايو عام 2015 .
مقتطفات عن حياة الأميرة ديانا
- أشتهرت الأميرة ديانا بالسير في حقل من الألغام الأرضية في أنجولا عام 1997 قبل أشهر فقط من وفاتها حيث تم تصويرها و هي ترتدي سترة واقية من القنابل و درع للوجه و هي تضع نفسها في طريق الخطر للترويج لتلك القضية و بعد وقت قصير من زيارتها تم التوقيع على معاهدة أوتاوا لحظر الألغام و دعت جميع البلدان إلى الإتحاد من أجل تخليص العالم من الألغام الأرضية .
- في منتصف التسعينيات أخبرت الاميرة ديانا السير “ماكس هاستينجز” الذي كان وقتها محرر ديلي تلغراف أنها لا تعتقد أن الأمير “تشارلز” يجب أن يكون ملكًا و أرادت أن يحل الأمير “ويليام” مكانه في خط الخلافة.
- قال الفنان “كيفن كوستنر” أن “الأميرة ديانا” رحبت بأن تكون بطلة الجزء الثاني من الفيلم السينمائي الحارس الشخصي .
- أخذت “الأميرة ديانا” يد رجل مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية في مستشفى ميدلسكس بلندن دون إرتداء قفازات في وقت كان يخشى فيه الكثير بشكل غير صحيح أن الفيروس يمكن أن ينتقل من خلال ملامسة الجلد .