تزداد متعة كرة القدم عندما تزيد حصيلة أهداف المباراة من قبل احد الفرق ضد الاخر حيث تعتبر النتائج التى تتعدى اكثر من خمسة أهداف ثقيلة على الخصم و اذا زادت بأكثر من ذلك تعتبرها الصحف الرياضيه فضيحة كرويه و لكن ماذا عن مباراة تحدت كل المنطق لتنتهى بنتيجة 149-0 و تعتبر أكبر نتيجة سجلت فى عالم كرة القدم .
لعل النتيجة تدهشك و لكنها حدثت بالفعل فى مدغشقر عام 2002 من خلال بطولة محليه تنظم بين الدولة الجزرية الأفريقية بمشاركة 24 فريقًا يتم تقسيمهم إلى أربع مجموعات تضم كل واحدة منهم ست فرق تصعد منها الثلاث الاولى الى المرحلة التاليه حيث يتم تشكيل مجموعتين أخريين تتكون من ستة فرق يتقدم منهم صاحبا المركزين الأولين من كل مجموعه إلى الجولة الحاسمة بمجموعه مكونه من اربعة فرق للقتال من أجل اللقب حيث صعد فرق “أديما ” و “دو لايميرنى” و ” أنتاناناريفو” و “أمبوهيدريمو” و الذى كان حاملا للقب البطولة السابقه .
و خلال تلك الجوله واجه فريق ” دو لايميرنى ” فريق ” أنتاناناريفو” و في تلك المباراة حيث كان مطلوبًا منهم ربح نقاطها كاملة للحفاظ على فرصة الفوز باللقب إذا كانت النتائج بالتعادل أو الخسارة تعنى ان فرصهم في الفوز بالكأس أصبحت ضئيلة للغاية لأنه في المباراة التالية عليهم مواجهة “أديما” صاحب الارض و خلال احداث تلك المباراة و بعد تقدم “دو لايميرنى ” بهدفين لهدف انطلقت صافرة طويلة وحصل “أنتاناناريفو” على ركلة جزاء مثيرة للجدل من الحكم “بنجامينا رازافينتسالم” و التى ترجمت إلى هدف ليتعادل “أنتاناناريفو” حيث سادت احتجاجات عارمة من قبل لاعبى و اداريي نادى ” دو لايميرنى ” نتيجة الظلم التحكيمى على حد تعبيرهم الا ان الموضوع قد انتهى و حسم بمواجهتم لنادى ” اديما ” .
و فى يوم 31 من أغسطس عام 2002 حدثت المباراة التاريخيه حيث كان فيها لاعبوا ” دو لايميرنى ” يشعرون بالاحباط من المباراة السابقه و للتنفيث عن غضبهم و احباطهم قاموا بتسجيل أهداف ضد مرماهم بعد فترة وجيزة من انطلاق المباراة و التى فيها لم يقم لاعبى فريق ” اديما ” بلمس الكرة و كانوا مندهشين للغايه بعد رؤيتهم للاعبى ” دو لايميرنى ” بلعب الكرة من خط السنتر و يذهبون الى مرماهم للتسجيل فيه حتى انتهاء المباراة الى ان وصلت نتيجتها الى 149-0 لصالح ” اديما ” و الذى فاز باللقب و تواترت انباء ان الجماهير قد نزلوا الى أكشاك بيع التذاكر للمطالبة باسترداد أموالهم .
أقرأ أيضا : قصة مباراة لكرة القدم أقيمت فى حضور أطباق طائرة و كائنات فضائيه
و رغم غرابة النتيجة الا ان الاتحاد المدغشقرى الذى يدير لعبة كرة القدم قد قام باعتمادها و فرض عقوبات على اربعة من لاعبى فريق ” دو لايميرنى ” بالايقاف حتى نهاية موسم 2002 مع منعهم من دخول الملاعب حتى انتهاء فترة ايقافهم و تطبيق عقوبة اكثر صرامه على المدير الفنى للفريق ” راتسيماندريسي راتسارازاك ” و الذى كان العقل المدبر لمسار تلك الاحداث بالايقاف ثلاث سنوات و منعه هو الاخر من دخول الملاعب حتى انتهاء فترة عقوبته مع توجيه تحذيرات لباقى لاعبى الفريق الذين لم يوقع عليهم عقوبات بعدم تكرار ذلك الامر مرة اخرى اما بالنسبة للحكم المتسبب فى كل تلك الاحداث فلم يوجه اليه عقوبة او حتى تنبيه .
و نتيجة لثقل نتيجة تلك المباراه فقد لفتت انتباه موسوعة جينيس للارقام القياسيه حيث تم ادراجها أكبر نتيجة بعد كسرها للرقم السابق و الذى كان مسجل باسم فريقى “أربروث” ضد “بون أكورد” و التي انتهت بنتيجة 36-0 فى كأس اسكتلندا عام 1885 .