أسد البحر هو أحد أنواع الثدييات البحرية و يتشارك مع الفقمة فى مجموعة علمية تسمي البينبيدس و التي تعني قدم الجناح أو قدم الريش و ذلك نظرا لإمتلاكهم زعانف توجد في نهاية أطرافهم تجعلهم سباحين ماهرين في المياه كما يتميزون بإحتواء أجسامهم علي طبقة سميكة من الدهون لإبقاءئهم دافئين داخل مياه المحيط البارد الذي يقضون فيه جزءًا كبيرًا من يومهم للعثور على طعامه المكون من الأسماك حيث تستهلك أسود البحر تحديدا كميات كبيرة جدا من الطعام في المرة الواحدة و من المعروف بأنهم يأكلون ما بين 5 إلي 8٪ من وزن أجسامهم و رغم تشابههم الكبير مع الفقمات سواء في التكوين الجسماني أو طبيعة أسلوب الحياة إلا أنه يمكن التفريق بينهم بسهولة حيث يمتلك أسد البحر طية أذن صغيرة موجودة على كل جانب من رأسه و التي تنقلب إلي الأسفل حين يكون في المياه لمنعها من الدخول للأذن أما الفقمة فلديها فتحة صغيرة فقط لآذانهم كما يمكن لأسود البحر أيضًا تدوير زعانفهم الخلفية للأمام من أجل مساعدتها على الإنطلاق على طول الشواطئ و السواحل الصخرية بينما لا تستطيع الفقمات القيام بذلك حيث يجب أن تتلوى أو تنحني أو تتدحرج أو تنزلق للإلتفاف حول الماء .
و ينقسم أسد البحر إلي ستة أنواع و هم كالتالي :
أسد البحر الشمالي و هو أكبر أنواع أسد البحر و يكون حجم الذكر البالغ أكبر بثلاث مرات من الإناث البالغة و له رقبة كثيفة مشعرة مثل الأسد و تتراوح ألوانه ما بين البرتقالي الفاتح إلى البني المحمر و يعيش فى نطاق يمتد من ساحل وسط كاليفورنيا في ” الولايات المتحدة ” إلى جزر ألوشيان و من طول الساحل الشرقي لروسيا إلى “كوريا الجنوبية” بالإضافة إلى “اليابان” .
أسد البحر الكالفورني و هو يتواجد على سواحل “اليابان” و “كوريا” و غرب قارة أمريكا الشمالية من جنوب “كندا” إلى وسط “المكسيك” و “جزر جالاباجوس” و هي غالبًا ما يتم مشاهدتها في عروض حدائق الحيوان و المتنزهات البحرية و يتميزون بالذكاء الشديد حيث يمكنهم إظهار العديد من سلوكياتهم الطبيعية عند الإشارة .
أسد البحر جالاباجوس و هي أصغر قليلاً من النوعين السابقين و تعيش في “جزر جالاباجوس” و بعضها أقرب إلى ساحل “الإكوادور” .
أسد البحر الجنوبي و هو ذات أنف قصير و عريض و يتميز عن الآخرين بإمتلاكه لون بني غامق مع بطن أصفر غامق أو ذهبي شاحب و يتواجد على طول السواحل الشرقية الغربية و الجنوبية لقارة أمريكا الجنوبية و جزر فوكلاند.
أسد البحر الأسترالي و يتميز ذلك النوع بأن ذكوره البالغة لها بدة بيضاء إلى صفراء و جسم بني داكن جدًا و ينتشر على طول الساحل الغربي و الجنوبي لأستراليا .
أسد البحر في أوكلاند أو أسد هوكر و هو نوع يرتدي معطفًا أسود أو بنيًا غامقًا جدًا و هو أصغر قليلاً من أسد البحر الأسترالي و يوجد على طول سواحل “نيوزيلندا” و هو نوع مهدد بالإنقراض .
و يلاحظ أن أسود البحر بكافة أنواعها تعيش على طول السواحل و جزر المحيط الهادئ و رغم قسوة الحياة في تلك الأماكن إلا أنها أستطاعت التكيف فيها حيث أمتلكت غشاء عاكس في الجزء الخلفي من العين يعمل كمرآة يرتد فيها الضوء القليل الموجود في مياه المحيط مما يساعدها على الرؤية تحت الماء حين يكون الضوء نادرًا كما أن لديها حاسة سمع و شم ممتازة إضافة إلي زعانف أمامية قوية بما يكفي لدعمها على الأرض كما أنها تساعدها في تنظيم درجة حرارة الجسم عندما يكون الجو باردًا حيث تنقبض الأوعية الدموية في الزعانف لمنع فقدان الحرارة و لكن عندما يكون الجو حارًا يزداد تدفق الدم إلى هذه المناطق السطحية ليتم تبريدها بسرعة أكبر و فى حال كنت في موانئ ولاية كالفورنيا و رأيت مجموعة غريبة من الزعانف المظلمة تخرج من المياه فعادة ما تكون أسود البحر تعلقها في الهواء لتبرد .
و يعتبر جسم أسد البحر الأملس مثالي للغوص في أعماق المحيطات لمسافات قد تصل إلي 180 مترًا بحثًا عن الأسماك و الحبار و نظرا لأنها من الثدييات و يجب أن تتنفس الهواء فهي لا يمكنها البقاء تحت الماء إلى الأبد و لكن بمساعدة الخياشيم التي تغلق تلقائيًا عند الغوص فيمكن أن يبقى مغمورًا أسفل المياه لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 20 دقيقة في المرة الواحدة كما أنه سباحًا ماهرا حيث يصل سرعته في المياه إلى 29 كيلومترًا في الساعة و هذا يساعدهم على الهروب من أعدائهم مثل الحيتان القاتلة و أسماك القرش .
و رغم ظلمة الأجواء داخل مياه المحيط لكن يمكن لأسود البحر أن تجد طريقها بمساعدة شواربها الطويلة و الحساسة و التي ترتبط بشكل غير محكم بالشفة العليا حيث يمكن لكل شارب أن يدور حول التيارات تحت الماء مما يجعل أسد البحر يشعر بأي طعام يسبح بالقرب منه و الذي ينحصر ما بين الأسماك و الحبار و سرطان البحر و المحار و يتغذي أسد البحر الشمالي علي الفقمات أيضا و يقومون بإبتلاع الطعام بأكمله بدلا من مضغه و غالبًا ما تقذف الأسماك أو الحبار لأعلى و حولها حتى تتمكن من الانزلاق رأسًا على عقب إلى أسفل الفم و قد يستخدمون أسنانهم الخلفية المسطحة لسحق الطعام الذي يحتوي على قشرة صلبة قبل البلع .
و علي الرغم من تكيف أسد البحر مع الحياة المائية إلا أنها لا تزال مرتبطة بالأرض من أجل التكاثر و عادة ما يترك الذكور الذين يطلق عليهم اسم الثيران الماء أولاً في الربيع لممارسة التزاوج على الجليد أو الصخور أو الشاطئ و تستعد لتلك المرحلة عن طريق إلتهام طعام إضافي لتكوين طبقة سميكة بشكل خاص من الدهن مما يسمح لهم بالعيش لأسابيع دون طعام بينما يحرس منطقته و إناثه حيث تكون الثيران أكبر بعدة مرات من الإناث البالغة التي تسمي الأبقار و خلال موسم التكاثر يحاول كل ثور بالغ جمع أكبر عدد ممكن من الأبقار لتكوين حريم خاصين به و قد يصل عدد المجموعة العائلية إلى 15 بقرة و صغارهم و يكون دور الذكر مراقبة حريمه و حمايتهم من الأذي و عند تجمع مجموعة كبيرة من أسود البحر معًا على الأرض أو الجليد العائم فحينها تسمى مستعمرة و خلال موسم الولادة تُعرف هذه المناطق بالمغدفات و يعد الإستثناء من سلوك التكاثر السابق هو ثور أسد البحر الأسترالي و الذي لا يستغل منطقة أو يشكل حريمًا و لكن بدلاً من ذلك يتقاتل الثيران من أجل أي أنثى متاحة كما يمكن لإناث أسد البحر تأخير الانغراس أي أنه إذا أصبحت البقرة حاملاً فإن البويضة المخصبة تتطور فقط إلى نقطة معينة قبل أن تتوقف مؤقتًا عن النمو حتى يحين الوقت المناسب للإستمرار و توجد فرضية تقول أن الزرع المتأخر يسمح لأسود البحر بالجمع بين موسم التكاثر و موسم الولادة .
و عادة ما تلد أنثى أسد البحر جروًا واحدًا كل عام حيث تولد الجراء و أعينها مفتوحة و بطنها جاهزة لإستقبال حليب أمهاتها الغني و المحتوي على نسبة عالية من الدهون و هذا يساعده على نمو الطبقة المهمة من الشحم للتدفئة كما يتولد لدي الجراء طبقة طويلة و كثيفة من الشعر تسمى الزغب و التي تساعدهم في البقاء دافئين حتى تتطور إلى هذا الدهن و تهتم الأمهات جدًا بصغارهم خلال اليومين أو الأربعة أيام الأولى من الحياة حيث تستطيع السباحة بشكل غريب عند الولادة لكن يمكنها المشي لمدة 30 دقيقة فقط و يمكن لأسد البحر الصغير أن ينتقي أمه من بين المئات المتجمعين على الشواطئ الصخرية بمجرد الصوت الذي تصدره و في عمر بضعة أسابيع فقط تكون صغار أسد البحر جاهزة لدروس السباحة و الصيد الأولى و تعلم كيفية الإبتعاد عن أسماك القرش و كيفية النجاة من العواصف في البحر و تستمر الرضاعة حتى سن ستة أشهر من العمر و بعد الفطام قد تبقى الجراء مع أمهاتهم في البحر لمدة تصل إلى عام واحد .
و حتى وقت قريب كان يتم إصطياد أسود البحر من أجل لحومها و جلدها و زيتها حتى أن بعض الناس أستخدموا شوارب أسد البحر في منظفات الأنابيب و تم القضاء على العديد منهم نتيجة لذلك و تعد أنواع أسد البحر الشمالي معرضة للخطر ربما بسبب تأثيرات المصايد التجارية على فرائسها حيث تقتل عن طريق الخطأ عندما يحاصروا في الشباك هم أيضا أو يطلق عليهم الصيادين النار لإعتقادهم أنهم المتسببين في إتلاف شباكهم لذلك تم إتخاذ عدد من التدابير البيئية لحماية ذلك النوع كما تعاني أسود البحر الأخرى أيضًا من إنخفاض في أعدادها للعديد من الأسباب نفسها و اليوم تخضع جميع أسود البحر لقانون حماية الثدييات البحرية .
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : بينيبيديا .
- العائلة : أوتاريداي .
- النوع : 6 .
- العمر : يتراوح عمره عادة ما بين 20 إلي 30 سنة .
- فترة الحمل : من 8 إلى 18 شهرًا حسب النوع .
- عدد الصغار عند الولادة : 1 عادة و نادرا 2 .
- الحجم عند الولادة : يكون الطول ما بين 62 إلى 85 سم أما الوزن ما بين 6 إلى 22 كجم حسب الأنواع .
- سن الرشد : الإناث من 3 إلى 8 سنوات أما الذكور من 6 إلى 10 سنوات .
- الطول : الإناث 1.3 متر بينما الذكور ما بين 2 إلى 3 أمتار حسب الأنواع .
- الوزن : الإناث ما بين 50 إلى 270 كجم بينما الذكور ما بين 200 إلى 1000 كيلوجرام إعتمادًا على الأنواع .
معلومات سريعة عن أسد البحر
- إذا تجمع مجموعة من أسود البحر في المياه فيطلق علي ذلك التجمع طوف .
- يُعتقد أن أسود البحر يمكن أن ترى بوضوح في الماء أكثر من اليابسة .
- على الرغم من أن أسود البحر لديها أسنان إلا أنها تحب أن تبتلع طعامها كاملاً إذا إستطاعت و تستخدم أسنانهم الحادة في الغالب لحماية أنفسهم.
- لا تحتاج أسود البحر إلى شرب الماء فهي تحصل على كل الماء الذي تحتاجه من الطعام الذي تأكله.
- غالبًا ما تتسكع أسود البحر معًا في مجموعات كبيرة و ضيقة على الرغم من وجود مساحة للإنتشار.