رغم قوة الولايات المتحدة و هيمنتها علي العالم إقتصاديا و عسكريا و تكنولوجيا الا أنها حتى اللحظة لا تزال عاجزة عن مواجهة الكوارث الطبيعية التى تلحق بها لا سيما الأعاصير التى تضرب عددا من الولايات ما بين الحين و الأخر و يصبح كل ما تستطيع فعله هو إخلاء المدن الواقعة في مساره التدميري حتي تنتهي أثار تلك الكارثة و توضح تلك الصورة أحد الأعاصير النادرة التى ضربت منطقة زراعية مفتوحة بولاية كولورادو الأمريكية لحظة إقترابه من أحد المنازل و لا أحد في إمكانه التدخل لأيقافه و التى حصلت علي جائزة الأفضل عام 2015 من قبل مجلة ناشونال جيوجرافيك .
التاريخ : يونيو عام 2015 .
المصور : الأسترالى ” جيمس سمارت ” – أحد المصورين الهواة المهتمين بمطاردة الأعاصير .
التفاصيل : تبدء قصة الصورة بالمصور الأسترالي ” جيمس سمارت ” الذى لم يكن مهتما بالتصوير سوى فى السنوات الأخيرة عندما كان يسافر عبر دول قارة أوروبا ثم أزداد شغفه بفكرة مطاردة الأعاصير مع أخيه “ريك” بعد مشاهدتهم لسلسلة عرضت على شاشة قناة ديسكفري حول ذلك الموضوع حيث قررا الإستمتاع بتلك المغامرة و حجزا رحلتهما الأولي من خلال شركة أمريكية تقدم جولات إرشادية لمطاردة الاعاصير و بعد تلك التجربة إزداد شغفهم أكثر ليقوموا بمطاردة الأعاصير بشكل سنوى أثناء ركوبهم سيارة مجهزة بأجهزة إستشعار لمراقبة أحوال الطقس بصحبة أصدقاء لهم من خبراء الأرصاد الجوية حيث كانوا يمضون عدة أسابيع سنويا في “الولايات المتحدة” فى الفترة ما بين أبريل و حتى يوليو التى تعد ذروة موسم الأعاصير بها حتى جاءت لحظة إلتقاط صورة أحد الأعاصير النادرة كتكليل لمجهودهم المستمر طوال 15 يوما من مطاردة تلك الأعاصير .
و يروى المصور ” جيمس سمارت ” تفاصيل إلتقاط تلك الصورة حيث يقول أنهم فى ذلك اليوم كانوا يستعدون للعودة الى “أستراليا” و لم تكن لديهم النية فى مطاردة الأعاصير و أثناء تواجدهم فى مدينة ” دنفر ” لتناول الطعام رأى أحد من أفراد فريقه على هاتفه المحمول تفاصيل عن تشكل بعض من الأعاصير التي كانت تبدو جيدة جدًا لمراقبتها لذلك قرروا مطاردتها و أثناء تحركهم علموا بتشكل أحد الأعاصير النادرة جدا فى منطقة ” سيملا ” فقرروا الإنطلاق لمشاهدته حيث كان ذلك الإعصار من نوع “مضاد للدوامات” و لم يتم تصويره كثيرا أو لو يصور علي الإطلاق و كان يكبر ببطء نظرا لأنه كان يلتقط الغبار و التربة من الأراضي الزراعية خلال مساره و لحسن الحظ لم يكن يتحرك بسرعة كبيرة لذلك كان من السهل القيام بتتبعه حيث واصلوا الإقتراب منه إلي أن وصلوا لنقطة أن يكون بجوار ذلك المنزل على بعد كيلومتر و يضيف ” جيمس سمارت ” أنهم كانوا محظوظين لتمركزهم فى المكان الغربى لحظة إلتقاط تلك الصورة حيث كانت الاضاءة في الامام أوضح و هو ما ساعد كثيرا في الحصول على تفاصيل رائعة لذلك فهو يعتبره يوما لن ينساه و يقول بأنه لم يكن يتوقع أن يكون من ضمن الفائزين بتلك الجائزة لذلك فهو سعيد جدا بها .
الجدير بالذكر ان قيمة الجائزة التى تلقاها “سمارت” هى 10 الاف دولار أمريكي بالاضافة الى رحلة للعاصمة الأمريكية “واشنطن” للمشاركة فى ندوة للتصوير الفوتوغرافى بمقر شركة ناشونال جيوجرافيك .