رغم إختلاف الأماكن و الثقافات إلا أن معاناة الحكومات واحدة فى مكافحة الجريمة و الإرهاب و إذا كانت أغلب الدول تحارب تنظيمات راديكيالية أو فكرية إلا أن دول قارة أمريكا الجنوبية تحارب تشكيلات عصابية منظمة تتراوح أنشطتها ما بين تجارة المخدرات و الرقيق الأبيض و غيرها من الجرائم و دائما ما يكون زعمائها مطلوبين و حين يتم إلقاء القبض على واحد منهم تكون ضربة أمنية كبري تهتم بها كبريات وسائل الإعلام و هو ما يحدث فى تلك الصورة التى يظهر فيها أبيميل جوزمان زعيم حركة حرب العصابات البيروفية (السينديرو لومينوزو) أو المسار المضئ و هو محتجزا داخل قفص بعد إلقاء القبض عليه و عرضه على وسائل الاعلام .
التاريخ : 24 سبتمبر عام 1992 .
المصور : البيروفية ” انا جونزاليس فيجيل ” – جريدة التيمبو .
التفاصيل : تبدء قصة تلك الصورة بأستاذ الفلسفة اليسارى ” أبيميل جوزمان ” الذى قام بتشكيل حركة متطرفة بالستينيات فى دولة “بيرو” تسمى ” السينديرو لومينوزو ” أو المسار المضئ التى تعتبر أكبر حركة متمردة فى الأمريكيتين و دخلت على مدار تاريخها فى صراعات مسلحة طويلة مع الدولة أوصلت “بيرو” إلى حالة من الجمود نتيجة تدمير ممتلكات بقيمة 22 مليار دولار و توفي أو “اختفى” ما يقرب من 70.000 شخص ثلاثة أرباعهم من السكان الأصليين الفقراء .
و أستمرت الدولة فى محاربة جماعة ” أبيميل جوزمان ” على مدار حكم 3 رؤساء إلى أن أنتهت بإلقاء القبض عليه و هو مختبأ داخل شقة متواضعة و بعدها تم عرضه و هو سجينا داخل ذلك القفص بطريقة استعراضية أمام وسائل الاعلام و هو محاط من كل جانب بعملاء المخابرات السرية و قوات الشرطة و القناصين و المدعين العامين الذين يحرسون الفناء ثم بعدها تم تقديمه الى المحاكمة و حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الإرهاب و الخيانة .
أقرأ أيضا : صورة الأمريكي سويل أفيري أثناء حمله على كرسيه و طرده خارج مقر شركته
و تروى المصورة ” انا جونزاليس فيجيل ” كواليس تلك الصورة التى حصلت من خلالها على المركز الثالث فى مسابقة الصحافة الدولية عام 1993 حيث تقول أنه بمجرد إعلان الحكومة أنها ستعرض ” أبيميل جوزمان ” امام الإعلام كانت الأمور تتم بفوضوية حيث تقدمت بطلبات لحضور ذلك العرض لتغطيته بصفتها مصورة و كات تقف فى طوابير طويله و كلما يتحدد موعد يتم إلغاءه حتى وصلوا أخيرا لليوم المحدد و بدأت جميع الصحف في الحضور و لم تكن هناك أى قيود على دخولهم بإستثناء تقديم البطاقة الصحفية و بطاقة الهوية و وصلت الكثير من الصحف الأجنبية أيضا و لم يكن لديها فكرة عن كيفية تقديم السلطات لـ ” أبيميل جوزمان ” لأن القفص ملحوم بالجدار و مغطى بقماش أزرق و أصفر ثم فوجئت بوجوده داخل ذلك القفص بعد إسقاط القماش عنه و بدا الأمر و كأنه سيرك و كان شعور كبيرا له بالإذلال له و بمجرد عرضه بتلك الطريقة كان يتعرض لسيل من الشتائم و الشعارات المضادة و هو يرد عليهم بخطابات عصماء و أنتهت من عملها و بعدها سافرت عبر “بيرو” و لم ترسل الصورة بنفسها لتشارك فى مسابقة الصحافة الدولية لكن وكالتها هى من أرسلتها ثم تلقت مكالمة تعلن فوزها بالجائزة و لم تصدق فى البدايه و لكن بعد ذلك شعرت انه كان إعترافًا مهمًا بعملها و مسيرتها و ذهبت إلى “أمستردام” لإستلام الجائزة معلقة أنه لأمر جيد أن تغطى هذه الصورة العالم كله .